وفاة معمر إماراتي
وفاة معمر إماراتي
الخميس 13 مارس 2014 / 15:12

وفاة معمر إماراتي عن 113 عاماً في رأس الخيمة

توفي في رأس الخيمة، أمس الأربعاء، أحد أكبر المعمرين في الإمارات، وهو محمد عبدالله محمد البلوشي، عن عمر ناهز 113 عاماً، بحسب صحيفة الخليج.

شيع الفقيد الذي عاصر مراحل مختلفة من عمر الدولة والمنطقة، إلى مثواه الأخير في مقبرة شمل برأس الخيمة، في البلدة، الواقعة على بعد نحو 10 كيلومترات شمال مركز مدينة رأس الخيمة التي ولد فيها وعاش جزءاً كبيراً من عمره المديد، في حين قضى الجزء الأخير من حياته في منطقة الظيت بمدينة رأس الخيمة .

ووفقاً لعائلة المعمر الإماراتي، الذي ولد في1901 بحسب جواز سفره، كان الفقيد بين الدفعات الأولى من أبناء الإمارات، الذين سافروا إلى البحرين، للعمل والبحث عن الرزق، إثر ظهور النفط في البلد الشقيق في ثلاثينيات القرن الماضي، كأول بلد خليجي يشهد تدفق (الذهب الأسود)، إذ عمل مع "بناء" (مقاول) بحريني يدعى عبدالله الخميري، إبان النهضة العمرانية والتنموية هناك، وعاد إلى أرض الوطن قبل قيام الاتحاد وتأسيس الدولة، في 1957 .

وقال حسن محمد، أكبر أبناء المعمر الراحل من الذكور إن والده أنجب 7 أبناء، منهم 4 بنات مقابل 3 ذكور، تبلغ أكبرهم نحو 65 عاماً، فيما تزوج "الشيبة" متأخراً نسبياً، بسبب ظروف الحياة والأوضاع المادية حينها والغربة التي عاشها جيل كبير من أبناء الإمارات، من المخضرمين والرعيل الأول، فيما يصل عدد أحفاده اليوم إلى 30 حفيداً .

وحظي المعمر الإماراتي الراحل الذي تزوج مرة واحدة طوال حياته الممتدة، كما يقول أكبر أبنائه، بصحة وعافية عبر مراحل عمره، باستثناء فقدانه البصر في السنوات الأخيرة، ولم يقصد المستشفيات أو "العيادات" سوى قليلاً، وتمتع بذاكرة حية حتى اليوم الأخير من عمره الطويل، وظل قادراً على المشي والحركة داخل المنزل، ولو بشكل بسيط في سنواته الأخيرة، فيما كان حريصاً على تناول طعامه من (أكل البيت)، من المطبخ التراثي الإماراتي الأصيل، ومن الوجبات الطبيعية، ولا يقترب من الوجبات السريعة والأطعمة المعلبة، محافظاً على هذا النهج حتى أيامه الأخيرة، ووجباته المفضلة تمثلت في التمر وشراب اللبن و"الفندال"، وفقاً لتسميتها المحلية، وهي البطاطا الحلوة، والسمك والخضار في وجبة الغداء، ويقتصر في العشاء على تناول وجبة خفيفة .

وعمل محمد عبدالله وتخصص في شبابه، في الإمارات والبحرين، في حقل استخراج الصخور البحرية من قاع الخليج العربي التي كانت مطلوبة بكثرة في تلك الحقبة، في ظل استخدامها في بناء المنازل، ثم عمل لاحقاً في بلدية رأس الخيمة، حتى أحيل إلى التقاعد في تسعينيات القرن الماضي.