صحف عربية (أرشيف)
صحف عربية (أرشيف)
الجمعة 24 سبتمبر 2021 / 11:30

صحف عربية: بعد مصادرة أموال حماس...السودان يتحرر من الإخوان

بعد مصر، وتونس، وليبيا، وجه السودان ضربة موجعة للفرع الإخواني الفلسطيني، حركة حماس، بتجفيف مصادر تمويلها، ومصادرة أملاكها وشبكات تمويلها وتهريبها للأموال التي سمحت لها طيلة حكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير، بالتحرك والعمل بحرية في السودان،

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الجمعة، قررت الخرطوم أخيراً أنه لا مكان لحماس ولتنظيمات الإخوان مكان على أرض السودان، اتقاءً لشر التنظيم، الذي اقترن طيلة عقود بالانقلابات والتدخل في شؤون البلاد الداخلية، فضلاً عن محاولة السيطرة على مقاليد السلطة، كما كشفته آخر محاولة انقلابية في الخرطوم. 

قطيعة
وتعليقاً على القرار السوداني قال موقع "اندبندنت عربية" إن العلاقات بين السودان وحماس، تواصلت على مدى أعوام، بفضل الدعم المباشر من النظام الحاكم السابق في السودان بقيادة عمر البشير، ولكن التطورات السياسية المحلية والدولية الأخيرة، دفعت الخرطوم في ظل النظام الجديد إلى مراجعة هذه العلاقة انتهاء بالقطيعة الكاملة، بعد صدور قرارات المصادرة.

وأوضح مصدر في جهاز استخبارات غربي أن ا"لأساليب التي استخدمت في السودان شائعة في أوساط الجريمة المنظمة. فقد كان مساهمون مفوضون يرأسون الشركات، وكان تحصيل الإيجارات نقداً وإجراء التحويلات من خلال مكاتب الصرافة" ما سمح للتعاملات المالية المشبوهة لحماس بالاستمرار طيلة أعوام.

ومن جهته قال دبلوماسي أمريكي سابق تخصص في شؤون السودان في إدارة دونالد ترمب إن إغلاق شبكة حماس كان محور المفاوضات مع الخرطوم، وسلمت الولايات المتحدة السودان قائمة بالشركات التي يتعين إغلاقها. 

خطوة أولى
من جهتها قالت صحيفة "العرب" اللندنية إن مصادرة أموال حماس في السودان خطوة أولى لمجابهة التنظيم الدولي للإخوان، ولكنها الأكثر فاعلية في التعامل مع تمويل الحركة الإخوانية في السودان، والتي تشكل خطراً على السلطة التي كانت مترددة في مصادرة أموالها أو عزلها عن الحياة السياسية ومنعها من الاندماج في مؤسسات الحكم الانتقالي.

وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم صلاح الدين الدومة لـ"العرب" أن القضاء على الفلول والإخوان وأذرعهم المادية يشكل مدخلاً مهماً للتعامل مع كيانات التنظيم الدولي.

أما الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية ماهر فرغلي فقال  لـ"العرب" إن السودان أدرك خطورة ترك المنظومة الاقتصادية للتنظيم الدولي للإخوان سليمة، بعد أن تعرضت المرحلة الانتقالية إلى عثرات لعب فيها المال السياسي دوراً مهماً. 

وأضاف فرغلي أن الشركات التي حاول نظام البشير تقويتها بحجة دعم المقاومة الفلسطينية تحولت إلى ستار خفي لدعم عمليات التخريب المستمرة في مناطق سودانية متفرقة، وأن الانفلات الأمني، وصولاً إلى محاولة الانقلاب، ستقود إلى المزيد من خيوط أموال التنظيم الدولي، ما يعني ضربات مؤلمة منتظرة ضد الإخوان، والفروع الإخوانية المختلفة سواءً كانت سودانية أو أجنبية، مثل حماس. 

بين غزة والسودان
من جانبها كشفت صحيفة "البوابة" أن قيمة الأموال التي صادرها السودان تعادل 1.2 مليار دولار، أي ما يساوي ميزانية دولة صغرى، مثل قطاع غزة مثلاً، لو كانت دولة.

وفي الوقت الذي يكابد فيه فلسطينيو غزة، ويعانون وضعاً اقتصادياً خانقاً، تضع حماس يدها على ثروة هائلة في السودان، تستغلها للإنفاق على مشاريعها وبرامجها، بعيداً عن الفلسطينيين الذين تحكمهم، في القطاع، أو في المخيمات.

وأوضحت الصحيفة، أن السلطات الجديدة في السودان عينت منذ الإطاحة بنظام البشير، مفوضاً إدارياً للإشراف على مجموعة قنوات إعلامية، لحماس وجماعة الإخوان، ما سمح بكشف حجم وتنوع استثمارات وأموال الحركة، وضخامة العائدات المالية، وتعدد مشاريعها التي بلغت القرن الإفريقي انطلاقاً من السودان، مثل "قناة طيبة" الفضائية، التي تطورت إلى باقات قنوات أفريقيا، بثلاث لغات، ثم بعد خلافات مع الممولين، تحولت إلى باقة "نيو أفريكا" وباقة أخرى تبث خاصةً نحو إثيوبيا، وإرتريا، والصومال، للترويج لأفكار الإسلام السياسي.

ونقلت الصحيفة عن لجنة إزالة التمكين واسترداد الأموال في السودان أمس الخميس، استرداد 17  شركة، و 4 مؤسسات خاضعة للجامعة الأفريقية المفتوحة التي أسسها القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، عبدالحي يوسف، و 34 عقاراً وأرضاً سكنية.

واستردت اللجنة من الفلسطيني، بسام حسن محمد أحمد، 12 عقاراً وقطعة أرض، من بينها مزرعتان في كل من سوبا بالخرطوم، والقطينة بولاية النيل الأبيض.


قاعدة السلاح والمال
وفي السياق ذاته قال موقع "ميدل إيست أونلاين" إن السلطات السودانية قررت حرمان حماس من الكيانات المربحة التي وفرت الدعم على مدار سنوات. 

وأضاف الموقع، أن السودان الذي عمل منذ العام الماضي على الخروج من قائمة الدول الراعية للإرهاب، حسم أمره أخيراً بقرار مصادرة أموال حماس، بحرمانها من قاعدة خلفية للتمويل والتسليح، ولكن أيضاً لتعزيز فرصه في تخفيف أعباء الديون المتراكمة عليه، والحصول على الدعم من جهات الإقراض الدولية، فضلاً عن الموارد الإضافية التي يمكن أن توفرها الأموال والشركات والعقارات المصادرة

ويقول مسؤولون من مجموعة عمل شُكلت لتفكيك نظام البشير إن هذه الثروات تشمل عقارات، وأسهماً، في شركات، وفندقاً في موقع ممتاز في الخرطوم، وشركة صرافة، ومحطة تلفزيونية وأكثر من مليون فدان من الأراضي الزراعية.