صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الإثنين 27 سبتمبر 2021 / 11:09

صحف عربية: تونس... إعصار قيس سعيّد يهدد باقتلاع الإخوان

فشلت حركة النهضة الإخوانية، منذ 25 يوليو (تموز) الماضي، في وقف الإعصار الذي ضربها بعد قرارات الرئيس قيس سعيّد الاستثنائية التي جمد بموجبها عمل البرلمان الذي تُهيمن عليه، ومن ورائه على القرار السياسي في البلاد، فوجدت نفسها في جب بلا قعر، بعد انشقاقات واستقالات قياسية.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الإثنين، حاولت حركة النهضة منذ 25 يوليو (تموز) الظهور على غير حقيقيتها بالدعوة إلى رفض قرارات الرئيس والتحريض عليه وعلى سياسته داخلياً وخارجياً لمحاولة التماسك والصمود في وجه العاصفة، وهو ما يبدو في دعوتها للتظاهر أمس الأحد ضد الرئيس وإجراءاته. 

سقوط النهضة
في صحيفة العرب اللندنية، تساءل حكيم مرزوقي عن حقيقة حركة النهضة وتماسكها، بعد طوفان الاستقالات الذي أغرقها بعد "توقيع أكثر من مئة عضو في حزب حركة النهضة في تونس على بيان للرأي العام نشر أول أمس السبت، ويتضمن استقالتهم من الحزب بسبب تعطل الإصلاحات الداخلية، في أبرز أزمة يواجهها الحزب منذ مباشرة نشاطه السياسي في العلن بعد ثورة 2011 وتصدره المشهد السياسي بعد عقود من العمل السري".

وأوضح الكاتب "كشفت هذه الاستقالات عجز حركة النهضة حتى على مجاراة غيرها من الأحزاب والمنظمات التي تحفظت على قرارات سعيّد، إذ أصبحت في منطقة معزولة سياسياً وجماهيرياً"، وتابع "الأزمة التي حلت بحركة النهضة هي إذن هيكلية، ولا يمكن وصفها إلا بالانهيار الكامل الذي يصعب الترميم أو البناء من بعده، ما يعقد مستقبلها السياسي".

وأردف قائلاً "الآن وبسقوط المشروع السياسي للإخوان في الحكم، يمكن القول إن نظرية أستاذية العالم التي صاغها مؤسس التنظيم حسن البنا عام 1928 تتهاوى، وليس بإمكان العالم أن يستوعب مثل هذه الأكاذيب أكثر من مئة عام، إنه العمر الأقصى لأي نظرية تريد أن تحكم العالم، فما بالك بعقيدة مبنية على السيطرة والإقصاء والتكفير، وتاريخها حافل بالاغتيالات".

سحب بساط
أما موقع "إندبندنت عربية" فاعتبر أن قرارات قيس سعيّد، تكشف الورطة التي تردت فيها الطبقة السياسية التي استنزفت البلاد على امتداد عقد، وسحبه البساط من تحت أقدام الأحزاب التي استفادت من قانون انتخابي على المقاس، للسيطرة على البرلمان ومن ورائه الحياة السياسية في البلاد.

وأوضح الموقع أن الرئيس التونسي يعتقد أن "البرلمان لا يعكس التمثيلية الانتخابية الواقعية لخيارات الشعب، ويرى أنها تعكس فقط أوزان الأحزاب في كامل جهات البلاد، كما أنه يفضل أن تكون طريقة الاقتراع في الانتخابات التشريعية حسب حملته التفسيرية بالتصويت على الأفراد بدوائر بدل القوائم الحزبية أو المستقلة".

وتعليقاً على ذلك قال العضو السابق للهيئة العليا المستقلة للانتخابات زكي رحموني، إن "مشروع قيس سعيد الانتخابي يمكن اعتباره تجربة فريدة في العالم"، واصفاً المشروع بالبنّاء لأنه "يمثل الفئات الدنيا التي تعرف مشاكلها، وهي التي يمكنها تغيير واقعها من خلال تعيين من يمثلها وعزله إذا فشل في مهمته، أي بطريقة الاقتراع على الأفراد وليس على القوائم" وهو ما ترفضه الأحزاب الكبرى، وفي طليتها حركة النهضة التي تخاف نضوب خزانها الانتخابي، إذا اعتمد مشروع الرئيس.

تصحيح مسار
ومن جهتها، قالت صحيفة الشرق الأوسط، إن شارع الحبيب بورقيبة في وسط العاصمة احتضن وقفة احتجاجية أمس الأحد، دعا لها أنصار حركة النهضة وحزب ائتلاف الكرامة وعدد من الرافضين لإجراءات الرئيس.

ولكن أنصار الرئيس لم يتركوا الشارع للنهضة وحلفائها ونظموا بدورهم وقفة موازية لمساندة للقرارات الرئاسية، ورفعوا شعارات مؤيدة لكل الإجراءات التي أعلنها، وضد قيادات النهضة، خاصةً رئيسها راشد الغنوشي، بينها "يا غنوشي يا قتال الأرواح"، "المحاسبة ثم المحاسبة"، و"الشعب يريد حل البرلمان".

وأكدت قيادات حركة الشعب، الممثلة في البرلمان المجمد، والداعمة لقرارات الرئيس، للصحيفة أن "ما اتخذه من تدابير يمثل خطوة أساسية ومهمة في اتجاه ترسيخ المسار الإصلاحي الذي أعلنه رئيس الجمهورية يوم 25 يوليو (تموز) الماضي، استجابة لنداءات الشعب وقواه الوطنية من أحزاب ومنظمات وشخصيات ومجتمع مدني".

وقال رئيس الحركة زهير المغزاوي إن "على القوى الوطنية الداعمة لمسار التصحيح لعب دور سياسي وشعبي في إنجاح هذا المسار والتصدي لكل محاولات التخريب، والعودة بالبلاد إلى مربع الفساد بتحالف الإسلام السياسي مع الفاسدين والمهربين والإرهابيين".

تونس ضد مشروع الإخوان
في موقع ميدل إيست أونلاين، قال خير الله خير الله: "دخلت تونس مرحلة انتقالية كان لا بدّ منها في ضوء فشل التجربة التي بدأت بسقوط نظام زين العابدين بن علي في تحقيق أهدافها".

وأضاف أنه "طوال عقد من الزمن، منذ رحيل بن علي عن تونس مطلع العام 2011، لم تصبح تونس أكثر ديموقراطية ولا أكثر ازدهاراً، على العكس من ذلك حصل تراجع يومي على كل صعيد في وقت بدا جلياً أن لا هدف لحركة النهضة التي هي جزء لا يتجزأ من تنظيم الإخوان المسلمين سوى السيطرة على مفاصل الدولة، وتغيير طبيعة المجتمع التونسي ليكون متخلفاً ومنغلقاً على نفسه في آن".

وتابع "ليس سراً ان أكثرية التونسيين تدعم الرئيس قيس سعيّد الذي يقود عملية التغيير التي تستهدف الخروج من حال الفوضى السائدة منذ 2011، والتي كادت أن تقضي على مؤسسات الدولة التونسية الحديثة ذات القوانين العصرية".

وأوضح الكاتب أن الجيش والقوى الأمنية ليسا في موقف محايد، بل على العكس من ذلك، يدعمان قيس سعيّد بقوة وحزم، ويعكس هذا الموقف وجود صمام أمان لتونس في وجه طموحات الإخوان المسلمين ومشروعهم.

وأردف قائلاً "سيتبين مع مرور الوقت أن التاريخ يعيد نفسه في تونس، مع فارق أن الجيش يلعب هذه المرّة دوراً فعالاً في دعم قيس سعيد والإجراءات المتخذة، من بينها تشكيل حكومة جديدة تكون حكومة المرحلة الانتقالية، وستهيّئ هذه الحكومة لدخول تونس عهداً جديداً يمتلك رؤية واضحة لما يُفترض أن تكون عليه في حال كان مطلوباً انتظام الحياة السياسية فيها وإعادة الحياة إلى الحركة الاقتصاديّة والقطاعات المنتجة".

ويضيف الكاتب "لم تعد الأساليب التي يعتمدها الاخوان تنطلي على أحد، لا في تونس ولا خارج تونس. هذا لا يمنع التساؤل، تونس إلى أين؟ الرهان الأول والأخير على دور الدولة العميقة، بما في ذلك دور المرأة التونسية، وعلى بقاء الجيش في دور الحَكَم الذي لا يساند سوى الحق والمحافظة على السلم الأهلي. هذا ما فعله في نهاية عهدي بورقيبة وبن علي. هذا ما فعله عندما اتخذ قيس سعيد خطواته الأخيرة بدءاً بوقف المسرحيات الهزلية التي شهدتها قاعة البرلمان أثناء تولي راشد الغنوشي رئاسته".