الرئيس الإيراني الراحل أبو الحسن بني صدر  (أرشيف)
الرئيس الإيراني الراحل أبو الحسن بني صدر (أرشيف)
السبت 9 أكتوبر 2021 / 20:04

أبو الحسن بني صدر.. من أول رئيس منتخب لإيران إلى لاجئ في فرنسا

كان أبو الحسن بني صدر اللاجئ السياسي في فرنسا منذ العام 1981 والمقرب من الإمام الخميني والذي توفي السبت في باريس، أول رئيس منتخب للجمهورية الإيرانية في يناير (كانون الثاني) 1980 قبل إقالته بعد 17 شهراً.

ولد بني صدر في 22 مارس (آذار) 1933 في قرية صغيرة قرب همدان (غرب إيران) في عائلة متدينة.

كان بني صدر ناشطاً من سن 17 عاماً في صفوف الجبهة الوطنية، وهي حركة أسسها الدكتور مصدق الزعيم القومي الذي ناضل من أجل استقلال إيران وتأميم صناعة النفط.

وبعد دراسة علوم الدين والاقتصاد والاجتماع، أصبح من أشد المعارضين لنظام الشاه. كان مطلوباً من الشرطة واضطر لمغادرة إيران في العام 1963 فانتقل إلى باريس. ومنذ العام 1970، دعا إلى اتحاد المعارضة الإيرانية حول الخميني ثم نفي إلى العراق.

تقرّب من الخميني بعد انتقال الأخير الى فرنسا في أكتوبر (تشرين الأول) 1978، ووصفه بأنه كان بمثابة "والد عزيز" عليه. وكان بني صدر من الشخصيات التي رافقت الخميني في رحلة العودة من باريس إلى طهران في الأول من فبراير (شباط) 1979، قبيل إسقاط حكم الشاه. ولاحقاً، اعترف بأنه يأسف لعدم تمكنه من اكتشاف "حبه للسلطة".

وأصبح بني صدر الذي عيّن بداية وزيراً للاقتصاد وبعدها وزيراً للخارجية في الجمهورية الوليدة، أول رئيس لجمهورية إيران ينتخب باقتراع عام في 26 يناير (كانون الثاني) 1980 بنسبة (76%) من الأصوات.

في السابع من فبراير (شباط) من العام ذاته، عيّنه الإمام الخميني رئيساً لمجلس الثورة. وواجه بني صدر تحديات كبيرة منذ بداية ولايته، من أزمة اقتحام السفارة الأمريكية في طهران واحتجاز الرهائن، وصولاً الى الحرب العراقية-الإيرانية التي اندلعت في عام توليه الحكم، فضلاً عن الأوضاع الاقتصادية للبلاد.

وأعاد بني صدر، الذي كان القائد العام للقوات المسلحة بين 19 فبراير (شباط) 1980 و10 يونيو (حزيران) 1981، تنظيم الجيش الإيراني وأمضى معظم وقته على جبهة الحرب مع العراق.

لكن هذا المنظّر الذي دعا إلى "منهج إسلامي ثالث" وكان يحترم الديمقراطية اضطر في النهاية إلى التنحي في ظل سلطة الملالي.

وبعد أكثر من عام على خلاف في وجهات النظر مع رجال الدين المؤثرين المنتمين إلى "خط الإمام الخميني " وحزب "جمهوري إسلامي"، تمت تنحيته في مجلس الشورى في 21 يونيو (حزيران) 1981 لـ"عدم الأهلية السياسية".

وبعد ذلك، سلك أبو الحسن بني صدر طريق المنفى. في 29 يوليو (تموز) 1981، غادر إيران بشكل غير قانوني. بمجرد وصوله إلى فرنسا، منح حق اللجوء السياسي واستقر في فرساي تحت حماية الشرطة.

في أغسطس (آب) 1981، أسسّ "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" بالتعاون مع معارض آخر رافقه في رحلة المنفى هو مسعود رجوي، زعيم منظمة "مجاهدي خلق" التي تصنفها طهران "إرهابية".

ويجمع "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" مجموعات مختلفة من المعارضة الإيرانية من أبرزها الحزب الديمقراطي الكردستاني. وتركه بني صدر في أبريل (نيسان) 1984 عندما قطع تعاونه السياسي مع رجوي.

في العام 1989، في مناسبة الذكرى العاشرة للثورة الإسلامية والإطاحة بالشاه، أصدر كتاباً عنوانه "Le complot des ayatollahs".

في العام 1996 في برلين، ثم في 2001 في باريس، أدلى بشهادته تحت حراسة مشددة في محاكمات تتناول مقتل معارضين، متهماً نظام الملالي بالمسؤولية.

وكان الرئيس السابق يتابع من المنفى عن كثب تطورات بلاده، وينتقد بانتظام آية الله خامنئي والاتفاق الدولي المبرم في فيينا عام 2015 بشأن الطاقة النووية الإيرانية معتبراً أنه "استسلام للولايات المتحدة".

وفي مقابلة مع إذاعة "آر تي إس" السويسرية في العام 2015 قال بني صدر "تغيير النظام في متناول اليد. عودتي إلى إيران تعتمد على ما إذا كان الناس سيتحركون وإن كان هناك حركة عامة للمطالبة بالديمقراطية. أنا آمل بذلك وأعمل أيضاً لتحقيقه".