الإثنين 25 أكتوبر 2021 / 12:44

مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: على ترودو مراجعة سياسته تجاه إيران

دعا الأكاديمي البارز في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" علي رضا نادر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى مراجعة شاملة لسياسته الإيرانية، بعد شهر من إعادة انتخابه. فالسياسة الإيرانية قضية مهمة جداً لمئات الآلاف من الكنديين الإيرانيين وحلفائهم. لكن سياسة ترودو الإيرانية لا تزال تُراوح بين الضعف والغياب.

حين يصل الموضوع إلى الفعل، يختار ترودو وحكومته إما الاستجابة لمطالب إيران، وإما الصمت

ويعتبر الكاتب أن ترودو يعرب أحياناً عن دعم لفظي لحقوق الإنسان في إيران، ويطالب بالعدالة لـ 55 كندياً إيرانياً قتلوا عندما أسقط النظام الإيراني رحلة بي أس 752 للخطوط الأوكرانية في 2020.

لكن كل ذلك مجرد كلام. فحين يصل الموضوع إلى الفعل، يختار ترودو وحكومته إما الاستجابة لمطالب إيران، وإما الصمت.

مرتكزات سياسة كندا
فشل ترودو حتى في ذكر الرحلة 752، أو إيران في الانتخابات الكندية. وتجاهل وزير الخارجية الكندي مارك غارنو قضية الرحلة الأوكرانية في كلمته الأخيرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويعكس هذا الصمت رغبة ترودو في تفادي استعداء إيران، حسب الكاتب، الذي يرى أن سياسة كندا الإيرانية تركز على دعم جهود إدارة بايدن لإعادة إحياء الاتفاق النووي، وعلى إبقاء الباب مفتوحاً أمام علاقة ديبلوماسية أكثر إيجابية مع النظام. وتخشى أوتاوا أن يقوض الضغط على إيران هذين الهدفين.

باب أغلق منذ زمن طويل
فشلت محاولات بايدن في إقناع إيران باستئناف الامتثال للاتفاق النووي. وعلى هذا الإخفاق أن يثبت لأوتاوا أن أي اتفاق نووي مقبول سيحتاج للنفوذ عبر الضغط المستدام.

إن آفاق الاتفاق النووي تزداد قتامة كل يوم مع رفض النظام تنفيذ واجباته النووية وحتى العودة إلى طاولة التفاوض.

إن حكومة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي فائقة التشدد والفريق المفاوض الجديد سيواصلان على الأرجح السياسات النووية والخارجية المتعارضة مع المجتمع الدولي، ومن ضمنه كندا والولايات المتحدة.كما أن الباب أمام علاقة إيجابية مع طهران، أُغلق منذ زمن طويل.

ويستبعد الكاتب أن يصلح النظام نفسه أو أن يتبع سياسات تتجانس مع مبادئ كندا الديموقراطية، خاصةً أن قاتلاً جماعياً يرأس البلاد.

الخطوة الأولى
في الأثناء، يفرض سلوك إيران بدءاً بإسقاط الطائرة الأوكرانية وصولاً إلى دعم الوكلاء الإرهابيين في الشرق الأوسط، وحتى في كندا تهديداً مباشراً للأمن القومي الكندي، تحتاج أوتاوا للرد عليه.

وفي ولايته الثانية، على ترودو تبني سياسة هادفة إلى تقويض نشاطات إيران الخبيثة، وإلى حماية مصالح الأمن القومي الكندي، وتعزيز مصالح الشعب الإيراني.

وفي خطوة أولى، يدعو رضا نادر أوتاوا إلى الانضمام للولايات المتحدة في تصنيف الحرس الثوري منظمةً إرهابية، بناءً على توصية البرلمان الكندي في 2018.

إن الحرس الثوري هو أقوى لاعب عسكري وأمني في إيران، ومسؤول عن دعم وتوجيه وكلاء طهران الإرهابيين.

ظريف يعترف
وأضاف الكاتب أن عناصر من الحرس الثوري متورطون في إسقاط الطائرة الأوكرانية. ورفض النظام توفير تقرير كامل عن إسقاط الرحلة 752، ووفقاً لوزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، فإن الحرس الثوري مسؤول عن إخفاء الحقيقة.

وإلى غاية اليوم، لم تتخذ أوتاوا أي تحرك ضد الحرس الثوري ما أدى إلى حرمان كندا من النفوذ اللازم لإقناع النظام بتوفير أجوبة واضحة.

وعلى كندا دمج العقوبات على الحرس الثوري بضغط منسق على الهيئات الدولية مثل منظمة الطيران المدني الدولي لمحاسبة النظام على إسقاط الطائرة الأوكرانية.

الخطوة الثانية
حث رضا نادر كندا على قمع النشاط الإيراني الخبيث على أراضيها بمكافحة شبكات التأثير الإيرانية وشبكات تبييض الأموال.

وعلى أوتاوا أيضاً إعادة التدقيق في سياسة التسامح مع وجود مسؤولين من النظام على الأراضي الكندية. على سبيل المثال، اعترف نائب الرئيس الإيراني الأسبق علي رضا رزم حسيني بعيشه سابقاً في كندا، ولا تزال عائلته تقطن هناك، بينما يعمل هو في إيران.

وباعتباره حاكماً سابقاً لكرمان، جنوب شرق إيران، حصل حسيني على دعم سياسي من القائد السابق لقوة القدس قاسم سليماني.

وهنالك أيضاً المدير السابق لبنك ميلي الإيراني محمود رضا خاوري الذي هرب إلى كندا بعدما اتهمه النظام بسرقة مليارات الدولارات.

تحويل الأقوال إلى أفعال
طالب رضا نادر أوتاوا بإظهار تضامنها مع الشعب الإيراني بفرض عقوبات على منتهكي حقوق الإنسان في إيران. 

ورغم شجب ترودو وحكومته شفهياً للانتهاكات، إلا أنهما لم يفعلا الكثير لتحويل الأقوال إلى أفعال. نفذت كندا عقوبات أممية ودولية على إيران لكنها لم تفرض عقوبات ماجنتسكي الدولية على إيرانيين انتهكوا حقوق الإنسان في بلادهم.

ويختم رضا نادر قائلاً: "برهنت سياسة أوتاوا اللينة تجاه إيران أنها عاجزة عن الدفاع عن قيم كندا ومصالحها. كان يُفترض أن يتشدد ترودو مع نظام الملالي منذ فترة طويلة".