الثلاثاء 26 أكتوبر 2021 / 12:54

قراءة إسرائيلية في أحداث السودان

24-زياد الأشقر

كتب سيث ج. فرانتزمان في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن "الإنقلاب" في السودان حصل وسط تصاعد في التوترات والاحتجاجات في البلاد.

لم يكن السودان دولة فقيرة فحسب، بل هو أيضاً دولة تحمل بذور الصراعات الكامنة في المنطقة

وأظهرت صور موزعة اعتقالات من بين أمور أخرى، في حدث مهم في المنطقة، ويمكن أن يؤثر على علاقات إسرائيل بالخرطوم، التي انضمت إلى مسار التطبيع، بعد إطلاق الاتفاق الإبراهيمي.

ولاحظ الصحافي جاريد سزوبا من موقع المونيتور أن التقرير عن "الإنقلاب" جاء غداة اللقاء بين المبعوث الأمريكي الخاص إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان، ورئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو والذي يتولى قيادة قوات الدعم السريع. والرجلان يتوليان منصبيهما منذ2019، عقب سقوط النظام السوداني السابق برئاسة عمر البشير.

نيران الصراع
كان البرهان زعيماً للسودان وعبدالله حمدوك رئيساً للوزراء، وكانت الفكرة تقوم على انتقال السودان إلى الحكم المدني. ورغم ذلك، بقيت نيران الصراع تحت الرماد، بين مؤيدي النظام القديم الذي كان يحظى بدعم جماعة الإخوان المسلمين، والذين يريدون الانتقال إلى نظام أكثر ديموقراطية وعلمانية.

ولم يكن السودان دولة فقيرة فحسب، بل هو أيضاً دولة تحمل بذور الصراعات الكامنة في المنطقة. والسودان دولة عربية رغم أنه في القرن الأفريقي، ولعب دوراً في القومية العربية والسياسات الدينية. وسعت تركيا إلى زيادة دورها فيه خلال العقد الماضي. واليوم، تريد مصر أن تجعله حليفاً.

فيلتمان
وفي 2 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، زار فيلتمان أيضاً الخرطوم. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية يومها: "خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وأعضاء في الحكومة، ومع رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان وأعضاء المجلس وشركاء آخرين في العملية السياسية، أبدى المبعوث الأمريكي الخاص التزام الولايات المتحدة بمواصلة الدعم السياسي والاقتصادي للانتقال السياسي في السودان. وأكد أن الدعم يعتمد على التزام السودان بالجدول الزمني للمرحلة الإنتقالية التي وردت في الإعلان الدستوري في 2019 ولاتفاقات جوبا في 2020. إن إنحراف السودان عن هذا المسار والإخفاق في التقيد بهذه البنود الأساسية، سيعرض علاقات الخرطوم الثنائية مع الولايات المتحدة للخطر، بما في ذلك المساعدة الأمريكية المهمة، وكذلك التعاون الأمني لتحديث القوات المسلحة السودانية والدعم الأمريكي في المؤسسات المالية الدولية لإعفاء السودان من ديونه".

وبعد الزيارة الثانية لفيلتمان في 24 أكتوبر(تشرين الأول)، نقل راديو صوت أمريكا عنه أنه "حض جميع الأطراف على معاودة الالتزام بالعمل معاً لتنفيذ الإعلان الدستوري في 2019 عقب الانتفاضة التي أسقطت البشير".