الإثنين 22 نوفمبر 2021 / 15:47

أشيرة... عرض فلسطيني مستوحى من أسطورة كنعانية

تدرك فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية أهمية دورها في الحفاظ على الهوية وإحياء الموروث، فتستلهم عروضها من وحي التاريخ وتقدمه بروح معاصرة ليكون أقرب للوجدان مثل أحدث عروضها الفنية "أشيرة".

العرض مأخوذ عن أسطورة كنعانية تمنح فيها الفتاة "أشيرة" قصفة من شجرة رمان لأهل بلدتها ليزرعوها في حقولهم، ولأنها لم تأخذ إذن الأقدار في ذلك تعاقب بإرسالها إلى العالم السفلي حيث تُعذب لتنسى بلدتها وبيوتها وحقولها، ومن حدث إلى آخر تُدمر البلدة وتُقتلع أشجارها ويُهجر أهلها.

يمزج بين مجموعة فنون
ويمزج العرض الذي على مسرح قصر رام الله الثقافي، بين فنون الرقص والموسيقى والصور السينمائية.

ووضع فكرته وكتب كلماته وسيم الكردي ومن إخراج نورا أبو بكر وأنس أبو عون وشارك فيه أكثر من 100 فنان بين راقصين وموسيقيين ومغنين.

ويحاكي العرض على وقع سرد الحكايات تارة وعلى أغاني وألحان موسيقية تارة أخرى ما عاشه الفلسطينيون حديثا وكأن ما حدث في الأسطورة لا يزال قائماً.

وتمايلت أجساد الراقصين والراقصات من أعمار مختلفة في تناغم بديع على المسرح الذي امتلأ عن آخره، مرتدين ملابس من الفلكلور الفلسطيني بألوانه الزاهية التي صممت لتساعدهم على الحركة التي يتطلبها العرض.

عمل يعكس حضارات متنوعة
من جانبه، قال وسيم الكردي صاحب فكرة وقصة ونصوص العرض "من زمان كان في بالي أن أقدم عمل لتاريخ ممتد على مدار عشرة آلاف سنة للفلسطينيين وليس فقط الجانب الفلكلوري الذي يمتد إلى 100 أو 150 سنة ماضية".

وأضاف لرويترز قبل العرض "أردت تقديم عمل يعكس الفن المتنوع لحضارات عديدة امتدت على هذه الأرض التي نحن جزء من النسيج المتنوع الموجود فيها لذلك هذا العمل يجب أن يُصنع بطريقة معينة عبارة عن كولاج يجمع النصوص والصورة والحركة العامية والفصحى والصوت الفردي والجماعي والرقص الفلكلوري والمعاصر".

وقال: "أردنا أن نقدم رحلة تاريخية ولكن ليس عبر صورة نمطية ولكن بصورة مختلقة ترقى إلى العمل الملحمي، هذه تجربة جديدة لفرقة الفنون الشعبية تقدم صور أخرى للمعاني التي يمكن أن يطلقها الجسد".

وقسم القائمون على العمل العرض إلى جداريتين رئيستين ضمت كل منها مجموعة من الرقصات أحيانا بشكل جماعي وأخرى ثنائي، أو بعدد محدود من الراقصين والراقصات.

 5 أعوام
واستغرق العمل على إنتاج العرض 5 أعوام قبل أن يخرج للجمهور. وتطمح الفرقة أن تتنقل في جولة عروض خارجية لهذا العمل الفني بعد جولة العروض المحلية التي بدأت في رام الله وكان مستهلها في يوليو (تموز) الماضي.

وتأسست فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية في 1979، وأنتجت العديد من الأعمال الفنية المتنوعة ويأتي عرض "أشيرة" في ختام عروضها لهذا العام.