المرشحة للرئاسة الليبية ليلى بن خليفة (رويترز)
المرشحة للرئاسة الليبية ليلى بن خليفة (رويترز)
الأربعاء 8 ديسمبر 2021 / 00:39

ليبيتان تتحديان الأعراف...و96 منافساً على الرئاسة

عندما أعلنت الناشطة السياسية ليلى بن خليفة خوض السباق الرئاسي الليبي، قالت إن الرد الأكثر شيوعاً كان إطلاق النكات والتعليقات المتعالية.

وأضافت أنها حتى عندما التقت مع أحد منافسيها الرجال في الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر (كانون الأول)، سخر من ترشحها وتساءل إذا كانت تتوقع نيل أي أصوات.

ولأن ليلى إحدى امرأتين فقط تخوضان سباق الرئاسة ضمن 98 مرشحاً مسجلاً، فإن ذلك دليل على أن الفوضى على مدى 10 أعوام رسخت السياسة الذكورية في ليبيا.

ومع استمرار الشكوك في إجراء الانتخابات بسبب الخلاف بين الفصائل المتناحرة على قواعدها، لا يزال يهيمن على الساحة قادة مسلحون وزعماء سياسيون يحكمون الدولة الممزقة منذ انتفاضة 2011.

مكاني في كل مكان
وقالت ليلى لرويترز: "رأيت تعليقات عندما أعلنت ترشحي، وكان هناك من قال لي إن مكاني البيت وأطهو، وأنا أقول لهم، مكاني في كل مكان".

وليلى، 43 عاماً، من زوارة في غرب ليبيا، وهي شخصية بارزة في حملة تطالب الحكومة المؤقتة بالوفاء بوعدها بتولي المرأة 30% من المناصب الحكومية العليا.

ورغم أن الحكومة عينت امرأة وزيرة للخارجية لأول مرة، فإنها لم تصل إلى نسبة 30% المستهدفة.

وقالت ليلى: "الاتفاقيات في الغرف المغلقة دائماً ليست اتفاقيات نزيهة"، في إشارة إلى الصراع السياسي الذي أبعد بعض النساء.

وفي فيلا بطرابلس، تمثل مقر حملتها الانتخابية وحيث توجد قوائم بأرقام الهواتف معلقة على الجدران، ناقش أعضاء الحملة الشبان الأربعة إذا كانوا سيبدأون برنامجها بفعاليات في العاصمة أو في جنوب ليبيا.

ولم تبدأ الحملة الرسمية بعد، إذ تنظر اللجنة الانتخابية والمحاكم في طعون في أهلية بعض المرشحين، وهي عملية مشحونة بالمنافسات السياسية والتهديدات بالانسحاب من الانتخابات.

واستبعد قرار أولي للجنة الانتخابات في الشهر الماضي 25 مرشحاً، لكن قُبلت ليلى والمرشحة الأخرى في السباق، هنيدة تومية.

والمرشحتان من غرب ليبيا الذي انفصل عن شرق البلاد، بعد الانقسام بين الفصائل المتحاربة في  2014 والذي تهدف عملية السلام والانتخابات الحالية إلى حله.

لم تنعم ليبيا بالسلام منذ انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي، والتي أطاحت بمعمر القذافي، مع تنازع عدد كبير من الجماعات المسلحة على السيطرة على الأرض، والإدارات الحكومية، والمؤسسات السياسية.

وسجلت جماعات حقوقية العديد من حوادث العنف ضد النساء، خاصةً الناشطات اللائي حاولن محاسبة الفصائل المسلحة.

كانت ليلى تنوي خوض الانتخابات البرلمانية، لكن عندما بحثت عن مرشح رئاسي يمكنه تمثيل أفكارها السياسية أدركت أنها يجب أن تفعل ذلك بنفسها.

وقالت: "التقيت مع شخصيات ولم يقنعني أي حد منهم".

وتضم القائمة الطويلة لمرشحي الانتخابات الرئاسية مجموعة من رؤساء الوزراء، والوزراء السابقين وغيرهم من السياسيين من مختلف الفترات الانتقالية، والإدارات الموازية التي وُجدت في ليبيا على مدى العقد الماضي.

قناعة
وللمرشحة الثانية هنيدة، 29 عاما، خلفية في العمل الحكومي والتجاري، إذ عملت في صندوق الاستثمار الحكومي الليبي، وفي إدارة شركة للرعاية الصحية في طرابلس.

وقالت هنيدة: "في الانتخابات الرئاسية، يوجد عزوف أو ممكن عدم تشجيع المرأة أو قدرتها على أن تصل للقرار"، مضيفة أن معظم الناس في دائرتها يؤيدون قرارها بالترشح.

وأضافت "أنا شخصياً قيل لي هذا الكلام، أن أبقى في البرلمان، لأن المنافسة ستكون أقوى بس في الانتخابات الرئاسية لأن المنافسة ستكون صعبة عليك، ولكن أنا كان لدي قناعة ويقين بأنني لدي المقدرة على قيادة المرحلة القادمة".