جزء من خط نورد ستريم2 الروسي (أرشيف)
جزء من خط نورد ستريم2 الروسي (أرشيف)
الأربعاء 8 ديسمبر 2021 / 20:07

واشنطن تضغط على موسكو بـ "نورد ستريم2"

بعدما بقي خط "نورد ستريم 2" للغاز بين روسيا وألمانيا لفترة طويلة مصدر خلاف مع الولايات المتحدة قبل أن يقبل به الرئيس جو بايدن مرغماً في نهاية المطاف، عاد ليطرح بقوة باعتباره "وسيلة ضغط" بيد واشنطن لردع موسكو، عن غزو أوكرانيا.

ولم يعلن البيت الأبيض بشكل واضح أن بايدن لوح بهذا التهديد الثلاثاء خلال قمته عبر الفيديو مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، غير أن مستشاره للأمن القومي جيك ساليفان شدد في مؤتمر صحافي على أن هذه المسألة تتسم بـ"أولوية مطلقة".

وأشار ساليفان إلى أن خط الأنابيب لم يوضع في الخدمة بعد في انتظار المصادقة عليه من الجانب الألماني، ولا يمكن أن يشكل "وسيلة ضغط بيد بوتين".

وأضاف "إنه وسيلة ضغط للغرب، لأنه إذا كان فلاديمير بوتين يريد نقل الغاز عبر نورد ستريم 2، فقد لا يجازف بغزو أوكرانيا".

وتوجه الإدارة الأمريكية منذ الأسبوع الماضي تحذيرات لروسيا وسط اتهامات بحشد قوات روسية مجدداً عند الحدود مع أوكرانيا، ملوحة بعقوبات اقتصادية شديدة إذا شنت هجوماً على جارتها.

ولإثبات أنه أكثر تصميماً مما كان عليه الأمر في 2014 حين ضمت موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية، يؤكد بايدن أنه سيفرض هذه المرة عقوبات غير مسبوقة "امتنع عن استخدامها في الماضي بسبب العواقب التي كانت ستنجم عنها في روسيا".

وترد تكهنات عن احتمال إقصاء واشنطن لروسيا من نظام "سويفت" النظام الأساسي في المالية العالمية لتنفيذ الحوالات المالية بين البنوك إلكترونياً.

غير أن أي مسؤول أمريكي لم يؤكد هذه الفرضية التي غالباً ما توصف بـ "خيار نووي" بسبب ما قد يتأتى عنها من عواقب على الاقتصاد الروسي، والعالمي أيضاً، ويعتقد في كل الأحوال أنها تبقى الخيار الأخير أمام الولايات المتحدة.

وقال نائب رئيس: "معهد الولايات المتحدة من أجل السلام" للدراسات ويليام تايلور متحدثاً إن "سويفت سيكون تصعيداً خطيراً".

ورأى تايلور الذي كان في الماضي سفيراً في كييف أن "نورد ستريم 2 خيار جدي" وهو "أحد أبرز التدابير" قيد الدرس حالياً لأنه يسمح لإدارة بايدن بإثبات حزم كبير دون إثارة زلزال اقتصادي.

ولطالما كان خط الأنابيب مصدر توتر في العلاقات بين واشنطن وبرلين.

وتعارض الولايات المتحدة بشدة خط نورد ستريم 2 الذي يربط روسيا بألمانيا عبر بحر البلطيق دون المرور عبر أوكرانيا، ما يهدد بحرمان هذا البلد من قسم من المداخيل التي يجنيها من مرور الغاز عبر أراضيه. 

ورغم معارضة الطبقة السياسية الأمريكية للمشروع، إلا أن أي إدارة أمريكية لم تجازف بالتصادم مع ألمانيا، الحليف الأساسي للولايات المتحدة.

وقالت المسؤولة الثالثة في وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند أمام مجلس الشيوخ الثلاثاء: "إذا لم يبدل الرئيس بوتين موقفه من أوكرانيا، نترقب تعليق خط أنابيب الغاز هذا".

ورأى وليام تايلور أنه سلاح قوي "لأنه مشروع طويل الأمد" للكرملين.

وأوضح أن "السبب الذي يجعل بوتين يتمسك به بشدة هو أنه سيسمح له بفتح وإغلاق، تدفق الغاز إلى أوروبا، ما يتيح له التأثير على القرارات الأوروبية".

وأكد أن التهديد الأمريكي "سيحظى باهتمامه الكامل".

لكن لا بد من معرفة إذا كانت ألمانيا المتمسكة حتى الآن بنورد ستريم 2، مستعدة للتجاوب مع الأمريكيين في وقت تنتقل السلطة من المستشارة المحافظة أنجيلا ميركل إلى خلفها الاشتراكي الديموقراطي أولاف شولتس.

وقال وليام تايلور إن "الألمان منقسمون"، مشيراً إلى أن وزيرة الخارجية في الحكومة الجديدة أنالينا بيربوك، من حزب الخُضر، تعتمد موقفاً معارضاً أكثر لخط أنابيب الغاز.