شعار الحملة ضد فيس بوك المتهمة بحجب القدس (أرشيف)
شعار الحملة ضد فيس بوك المتهمة بحجب القدس (أرشيف)
الجمعة 31 ديسمبر 2021 / 14:58

فيس بوك يحجب القدس...حملة فلسطينية ضد انتهاكات عملاق التواصل الاجتماعي

تخشى الصحافية الفلسطينية براءة أبو رموز فقدان مصدر رزقها في الشبكة الإخبارية التي تعمل فيها والتي تعرضت لتقييد حساباتها أو إغلاقها على فيس بوك، في ظاهرة طالت حسابات أخرى يعتبرها نشطاء وصحافيون فلسطينيون "انتهاكات" أطلقوا حملة إلكترونية لوقفها.

ونفت إدارة أكبر شبكة تواصل اجتماعي في العالم، هذه الادعاءات.

وتكرّرت في الآونة الأخيرة الإبلاغات لدى فيس بوك ضد شبكتي "ميدان القدس" و"القسطل" الإلكترونيتين اللتين تعتبران مصدراً أساسياً للأخبار الفلسطينية، ويتابعهما أكثر من مليوني شخص.

وتسبب ذلك في إغلاق الحساب الرسمي للأولى على فيس بوك الشهر الماضي، وحجب الثانية لحسابها خوفاً من الحذف.

تضييق
ويركز محتوى الشبكتين على ما يجري في القدس الشرقية المحتلة، وتقول أبو رموز التي تعمل في "ميدان القدس"، "حذفوا صوت القدس، عدنا إلى نقطة الصفر".

وتضيف "حُذف حسابنا الاحتياطي أيضاً، وحسابنا على إنستغرام، لكن قدمنا اعتراضاً واسترجعناه".

وتتخوف الصحافية العضو في نقابة الصحافيين الفلسطينيين "من خسارة مصدر رزقي" قائلة: "سياسة فيس بوك تشكل خطرا علينا".

وتتساءل الصحافية قائلة: "المنصتان تابعتان لميتا، لمَ استطعنا استعادة حسابنا على إنستغرام في حين أبقوا على حذف حسابنا على فيس بوك؟".

وتتابع "نعمل على المنصات الأخرى، إنستغرام، تويتر، تلغرام، تيك توك، لكن فيس بوك أقوى فلسطينياً" وفق قولها.

ويشير التقرير السنوي حول مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية الذي تشرف عليه شركة "أيبوك"، إلى أن أكثر من 4 ملايين فلسطيني يستخدمون فيس بوك، من أصل 4.5 ملايين متصلين بالإنترنت.

وحسب مركز "صدى سوشال"، المبادرة الشبابية الفلسطينية لإدارة مواقع التواصل الاجتماعي، يعتبر العام الجاري "الأسوأ" رقمياً مع "600 انتهاك للمحتوى الفلسطيني"، 91 منها في الشهر الماضي.

وفي أكتوبر(تشرين الأول)، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن موقعي فيس بوك وإنستغرام أزالا محتوى حمّله فلسطينيون.

وفي تقريره الأخير، قال "صدى سوشال" إن ميتا "أفادت بإزالة 141 حساباً على فيس بوك وعشرات الصفحات والمجموعات بالإضافة إلى 21 حساباً على إنستغرام من قطاع غزة"، مضيفاً أن فيس بوك برر ذلك بارتباط هذه الحسابات بحماس.

ودفع ذلك نشطاء وصحافيين فلسطينيين الى إطلاق حملة إلكترونية ضد "انتهاكات" فيس بوك.

ودعت الحملة التي حصل وسمها الإنجليزي على أكثر من 10 ملايين تفاعل ووصول، إلى خفض تقييم "ميتا" التي تضم فيس بوك، ومسنجر، وانستغرام، وواتساب على متاجر "غوغل بلاي" و"آب ستور".

وبين المشاركين في الحملة، الصحافية كريستين ريناوي التي يتابعها نحو 400 ألف شخص، وقيّد حسابها لـ 30 يوما، بعد نشرها، على ما تقول: "خبراً وليس رأيي الشخصي" عن إطلاق نار نفذها فلسطيني في القدس الشرقية.

وبعد طعن ثان بيد شاب فلسطيني قرب باب العمود في القدس مطلع الشهر الجاري، حذف موقع فيس بوك قصة مصورة لريناوي، ظهر فيها شرطي إسرائيلي، يطلق النار على الشاب.

ولجأت الصحافية إلى إنستغرام للنشر مستخدمة وسم الحملة "فيس بوك يحجب القدس". وتقول الحملة، إن إدارة فيس بوك طورت خوارزميات خاصة "تقمع" المحتوى الفلسطيني "ولا تراعي الواقع الفلسطيني، ودون النظر إلى السياق الذي وردت فيه".

فيس بوك تنفي
ونفت إدارة فيس بوك "الادعاءات بأن أفعالنا لها دوافع سياسية أو لإسكات الأصوات"، واصفة إياها بـ "خاطئة".

ويقول الصحافي أيمن قواريق الذي يعمل في "القسطل" منذ عامين تقريباً: "بعد وصول عدد كبير من التبليغات من جهات داعمة للاحتلال، اضطررنا إلى إخفاء حساب" الشبكة على فيس بوك.

ويشير إلى أن نشر الأخبار متواصل "عبر حسابنا الاحتياطي وعبر إنستغرام، لكن مع رقابة ذاتية، هذا يضيق على عملنا الصحافي".

ويقول الخبير الإعلامي ومدير "صدى سوشال" إياد الرفاعي إنه يجتمع بانتظام مع مسؤولين في فيس بوك، و"يقولون بصراحة إنه ممنوع وصف أي منفذ لعملية بشهيد"، ذلك لأنهم "يحتكمون إلى القانون الأمريكي الذي يصنف المنفذين، إرهابيين".

وترجح ريناوي أن يكون استخدامها كلمة "شهيد" سبب تقييد حسابها.

أما شركة فيس بوك فتؤكد أن "القيود على المحتوى تنفذ بناءً على القانون المحلي، لكل بلد، ووفقاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان". ولم ترد بالتحديد على سياسة الشركة عند استخدام كلمة "شهيد".

وتتهم المتحدثة باسم الحملة راما يوسف فيس بوك بـ"تبني رواية الاحتلال الإسرائيلي" و"الكيل بمكيالين".

في الصيف الماضي، نشر المركز العربي في واشنطن مقالاً عن "القمع الرقمي المنهجي" أشار فيه إلى تطوير وزارة العدل الإسرائيلية في 2015 وتحت إشراف الوزيرة اليمينية حينها إيليت شاكيد، وحدة السايبر الإلكترونية.

وحسب المقال "تبلغ الوحدة منذ سنوات عن عشرات آلاف المنشورات والحسابات، وتمتثل لها منصات التواصل الاجتماعي طواعية". لكن المتحدث باسم "ميتا" أكد "تطبيق هذه السياسات على الجميع على قدم المساواة، بغض النظر عمن ينشر".

في المقابل، يتهم مسؤولون إسرائيليون منصات الكترونية مختلفة بينها فيس بوك، بالفشل في وقف العداء للسامية على مواقعها.

وقدم وزير شؤون الجالية اليهودية السابق أومير يانكيليفيتش في فبراير(شباط) اقتراحات إلى فيس بوك، وغوغل، وتيك توك، وتويتر لدعم مكافحة العداء للسامية على الانترنت.

ويشعر الرفاعي بالقلق متخوفاً من "تغيير بنيوي يؤثر على الخطاب الفلسطيني"، بسبب القيود على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن "عزوف مناصري القضية عن التفاعل مع القضايا المحورية" بسبب "خوفهم من خسارة إرثهم الرقمي".

وحسب الرفاعي، قدمت إدارة فيس بوك "وعوداً بتحسين آليات عمل الخوارزميات بحيث تفرق بين المحتوى الإعلامي، والصحافي، والمحتوى العادي" لكنه يرى أن هذه "الحلول مؤقتة، لا جذرية".

والثلاثاء الماضي، وبعد انتهاء حظر حسابها، وصل ريناوي تحذير من إدارة فيس بوك جاء فيه "قد يُقيد حسابك مجدداً، إذا قمت بأي انتهاك".