أفغانيات يتظاهرن في كابول للمطالبة بحقوقهن (أرشيف)
أفغانيات يتظاهرن في كابول للمطالبة بحقوقهن (أرشيف)
الخميس 20 يناير 2022 / 18:44

أفغانيات يختبئن خوفاً من قمع طالبان

اختارت ناشطات أفغانيات الاختباء، وفق ما قلن اليوم الخميس، خشية حملة قمع تشنها حركة طالبان ضدهن بعد أيام من تفريقها تظاهرة نسائية تطالب باحترام حقوق المرأة.

وقالت الناشطات، طالبات حجب أسمائهن، إن حركة طالبان اعتقلت امرأة واحدة على الأقل في حملة مداهمات شنتها مساء أمس الأربعاء، ما أثار خوفهن، من الاعتقال.

وقالت إحداهن: "لا يسعنا البقاء في منازلنا حتى خلال الليل"، بعدما انتشر ليلاً على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو التقتطه ناشطة لنفسها، ويظهرها في انزعاج شديد، وقالت فيه إن مقاتلين من طالبان يقفون عند باب منزلها، مطالبين بالدخول.

ومنذ عودتها إلى الحكم في منتصف أغسطس(آب) الماضي، فرضت حركة طالبان تدريجاً قيوداً على النساء، أعادت إلى الأذهان الفترة الأولى من حكمها في التسعينات، وتشعر النساء والفتيات بعبء عودة الحركة إلى الحكم، بعد تهميشهن شيئاً فشيئاً.

وأكدت أربع ناشطات اعتقال صديقة لهن، وأوضحت إحداهن أنها أوقفت أمس في ساحة عامة في كابول، ولا يعرف مكانها حتى الآن، ولم تعلق حركة طالبان على الأمر، بعد التواصل معها.

وقالت ناشطة أخرى إن مقاتلين من طالبان أتوا إلى منزلها بحثاً عنها، لكنها لم تكن موجودة، إلا أن الفيديو الذي انتشر للناشطة الثالثة، ومكانها أيضاً مجهول، كان كافياً لبث الذعر في صفوف الناشطات.

وقالت ناشطات يستخدمن تطبيق واتس اب ووسائل التواصل الاجتماعي للتواصل إنهن اخترن الاختباء، وغيرن منازلهن، وبينهن من غيرت مكانها أكثر من مرة، كما غيرن أرقام هواتفهن، وقالت إحداهن: "أثار الفيديو ضجة كبرى، والكثير من الذعر في صفوف الفتيات".

واستخدم مقاتلون من طالبان الأحد رذاذ الفلفل لتفريق نحو 20 امرأة خرجنَ للتظاهر ضد الحركة وطالبنَ باحترام حقوقهنّ، وقالت إحداهن: "أصابتهم التظاهرة الأخيرة في الصميم، وجعلتهم يطلقون حملة القمع الأخيرة".

وأدانت هيومن رايتس ووتش ما وصفته بـ "قمع عنيف" للتظاهرة، وقالت في بيان، إن "ما حصل يعد تصعيداً مقلقاً، وغير قانوني في جهود إخضاع تظاهرات سلمية وحرية التعبير في أفغانستان".

ومنذ عودتها إلى الحكم، منعت طالبان التظاهرات المناهضة لها وفرضت الحصول على إذن مسبق، وغالباً ما يفرق مقاتلوها المتظاهرين، خاصةً النساء، لكن ذلك لم يحل دون خروجهن إلى الشارع مراراً وإن بأعداد محدودة، ورفعهن شعار "الحرية والعدالة والتعليم والعمل".

وتأتي حملة القمع الأخيرة بعد أيام من اعتقال الحركة أستاذاً جامعياً انتقدها علناً، قبل أن تطلق سراحه لاحقاً، على وقع حملة إدانة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.