منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك.(أرشيف)
منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك.(أرشيف)
الأربعاء 20 أبريل 2022 / 16:37

وول ستريت جورنال: كيف وصلت العلاقات السعودية-الأمريكية إلى هذا المستوى؟

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية بعض خفايا التوترات بين السعودية وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وأشارت إلى تفاصيل لقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان.

بن سلمان قال لسوليفان إنه لا يرغب أبدًا في مناقشة الأمر مرة أخرى، وأن على الولايات المتحدة أن تنسى طلبها زيادة إنتاج النفط

وقالت إن الأمير محمد بن سلمان سعى خلال لقائه سوليفان في قصره على شاطئ البحر في أيلول (سبتمبر) الماضي إلى خلق أجواء مريحة وهادئة في أول لقاء له مع المسؤول الأميركي، ولكن، سرعان انتهى الأمر إلى لقاء يطبعه التنافر.

ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على اللقاء أن بن سلمان قال لسوليفان أن على الولايات المتحدة أن تنسى طلبها زيادة إنتاج النفط.

ووصلت العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، خاصة أن الرئيس الاميركي كان قد قال عام 2019 إنه يجب معاملة المملكة كـ"منبوذة" في ما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان.

وأكد مسؤولون سعوديون وأمريكيون أن الخلافات السياسية تعمقت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وأراد البيت الأبيض أن يضخ السعوديون مزيداً من النفط الخام، لكبح أسعار النفط وتقويض تمويل حرب موسكو. ولكن السعودية لم تغير موقفها، تماشياً مع المصالح الروسية.

ولم يلتق بايدن بعد الأمير محمد بن سلمان ولا تحدث معه مباشرة. والصيف الماضي، طلب الرئيس من الأمريكيين إلقاء اللوم بارتفاع أسعار الغاز على انخفاض إنتاج النفط السعودي.

وبعد نشر هذا المقال على الإنترنت، كررت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون الالتزام المعلن للرئيس بايدن أن الولايات المتحدة ستدعم الدفاع الإقليمي للمملكة. واستشهدت بالإنجازات الدبلوماسية في الأسابيع الأخيرة، مثل إدانة دول الخليج العربي، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، لغزو روسيا لأوكرانيا. وقالت إن سوليفان لم يناقش إنتاج النفط مع الأمير محمد في اجتماعهما في سبتمبر(أيلول)، وأنه "لم يكن هناك صراخ".

ومن جهته، أفاد مسؤول سعودي في سفارة المملكة بواشنطن بعد نشر هذا المقال على الإنترنت، أن العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة لا تزال قوية. ووصف اللقاء بين سوليفان والأمير محمد بأنه اتسم بالود والاحترام.

وقال المسؤول: "على مدار الأعوام الـ77 الماضية من العلاقات السعودية- الأمريكية، كان هناك العديد من الخلافات ووجهات النظر المتباينة حول العديد من القضايا، لكن هذا لم يمنع البلدين أبداً من إيجاد طريقة للعمل معاً".

ولفت مسؤولون سعوديون إلى أن الخطر بالنسبة للولايات المتحدة يتمثل في أن الرياض ستصطف بشكل أوثق مع الصين وروسيا، أو على الأقل ستظل محايدة بشأن القضايا ذات الأهمية الحيوية لواشنطن، كما فعلت مع أوكرانيا.


وبنيت الشراكة الأمريكية- السعودية على أساس أن الجيش الأمريكي سوف يدافع عن المملكة من القوى المعادية لضمان التدفق المستمر للنفط إلى الأسواق العالمية. وفي المقابل، حافظت المملكة على إمداد ثابت من النفط الخام بأسعار معقولة، مع حدوث اضطرابات عرضية فقط. لكن الأساس الاقتصادي للعلاقة قد تغير. ولم يعد السعوديون يبيعون الكثير من النفط للولايات المتحدة، وصاوا بدلاً من ذلك أكبر موردا للصين، ويعيدون توجيه المصالح التجارية والسياسية للرياض.

زيارات أمريكية
وزار مسؤولون أمريكيون، بمن فيهم منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك السعودية مراراً في محاولة لإصلاح الشرخ، وتبديد المخاوف السعودية بشأن التهديدات الأمنية من إيران والمتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران في اليمن. لكن المسؤولين يقرون بإحراز تقدم متواضع فقط.

وتقول "الوول ستريت جورنال" إن البيت الأبيض توقف عن مطالبة السعوديين بضخ المزيد من النفط. وتنسب الى مسؤول أمريكي أنه بدلاً من ذلك، يطلب من السعودية ألا تفعل أي شيء من شأنه أن يضر بجهود الغرب في أوكرانيا.


وقاطع السعوديون زيارة وفد عسكري رفيع المستوى لواشنطن الصيف الماضي، وألغوا زيارة لوزير الدفاع لويد أوستن في الخريف. كذلك، ألغيت زيارة كان من مقرراً أن يقوم بها وزير الخارجية أنتوني بلينكن للسعودية الشهر الماضي.

وكان بعض مساعدي بايدن المقربين، بمن فيهم ماكغورك، يضغطون من أجل تهدئة سياسية مع السعوديين يرون أنها ضرورية للولايات المتحدة لتعزيز مصالحها في الشرق الأوسط في كل شيء، من أسعار النفط إلى إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية بين السعودية وإسرائيل، بحسب مسؤولين في البلدين.

وتضيف الصحيفة الامريكية أن التقارب لن يكون سهلاً. ويواجه بايدن معارضة شديدة لتحسين العلاقات مع السعوديين من المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين، خاصة وأن الأمير محمد أظهر القليل من الرغبة في التراجع عن تحالف مربح مع موسكو للسيطرة على مستويات إنتاج النفط.

وأفاد أشخاص أن مسؤولي البيت الأبيض عملوا هذا العام على تنظيم مكالمة بين بايدن والملك سلمان وولي العهد. ومع اقتراب موعد المكالمة في 9  فبراير(شباط)، أخبر المسؤولون السعوديون إدارة بايدن أن ولي العهد لن يشارك، على حد قول هؤلاء الأشخاص.