الثلاثاء 24 مايو 2022 / 10:07

صحف عربية: روسيا تخشى حرب استنزاف طويلة في أوكرانيا

دخلت تطورات عملية الغزو الروسية لأوكرانيا، مرحلة حاسمة مع اقتراب الجيش الروسي من إحكام السيطرة على إقليم دونباس، في حين ترتب القوات الأوكرانية صفوفها لشن هجمات مضادة على مناطق سيطرة القوات الروسية، مستفيدة من السلاح النوعي الذي وصل إليها عبر عدد من دول العالم.

وسلطت صحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، الضوء على التطورات الميدانية للحرب في أوكرانيا، وفرص توقفها واكتفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بما تم تحقيقه، لتجنب الدخول في حرب استنزاف طويلة اقتصادياً وعسكرياً.

حرب استنزاف
وقالت صحيفة "الشرق الأوسط" إنه "تتجمع الإمكانات اللازمة لشن هجوم أوكراني مضاد واسع في أواسط الصيف المقبل بحسب مصادر كييف، وسيتركز الهجوم على منطقة الدونباس وسيرمي إلى استرجاع أجزاء كبيرة مما استولى عليه الجيش الروسي بعد بدء الحرب في 24 فبراير (شباط) الماضي".

وأضافت "تحتاج أوكرانيا إلى نحو الشهرين لاستيعاب الأسلحة الغربية التي تصل إليها وتدريب قواتها على استخدامها، إضافة إلى إنجاز الاستعدادات اللوجيستية والاستخبارية الضرورية للمعركة المقبلة".

وأشارت إلى أن القوات الروسية تعمل على إعادة تنظيم صفوفها وإبعاد القادة الذين أخفقوا في تحقيق أهداف المراحل السابقة من الحرب، حيث يهتم الجيش الروسي حالياً ببناء خطوط دفاع صلبة على تخوم المناطق التي يسيطر عليها على نحو يحبط أي محاولة تقدم أوكرانية ويجعلها مكلفة وغير مجدية.

وقالت: "لا يخلو من الصحة في هذا السياق ما قيل عن سعي روسي لافتعال أزمة ضخمة في أوروبا عن طريق دفع ملايين من اللاجئين الأوكرانيين الجائعين إلى دول الاتحاد الأوروبي ضمن المساعي لإغراق الغرب في مشكلات يكون مضطراً معها إلى البحث في سبل إنهاء الحرب بما يرضي روسيا".

غموض روسي
من جانبه قال الكاتب في صحيفة "الخليج" يوسف مكي، إن "الموقف الروسي تجاه الأزمة منذ البداية اتسم بالغموض، وهو غموض يمكن وصفه بالغموض البنّاء، حيث يتيح للقيادة الروسية المناورة وتغيير التكتيكات، وتعديل الاستراتيجيات، وهو غموض يجعل الخصم في ارتباك وحيرة دائمة، بسبب عدم معرفة الهدف الرئيسي من الحرب، وما هي حدودها الزمنية والمكانية".

وأضاف "اعتمد التخطيط الروسي، في الأيام الأولى، سياسة الاستنزاف السريع للقوات الأوكرانية، وتشتيتها، من خلال تعدد مواقع الهجوم العسكري البري الذي بلغ أطراف العاصمة، كييف، وتوسع ليشمل معظم مناطق أوكرانيا، لكن ذلك الاندفاع لم يستمر طويلاً".

وتابع "السياسة الروسية، لا تزال تتمسك بالغموض البناء فلا أحد بإمكانه الآن تقرير، متى ستنتهي هذه الحرب، وما هي حدود طموحات الدب القطبي، وهل سيكتفي بما قضمه من شرق أوكرانيا وجنوبها، ويتوقف بعد الاستيلاء على مدينة أوديسا، أم أن طموحاته ستتعدى ذلك، إلى قضم كل أوكرانيا".

حافة الحرب العالمية
ويرى الكاتب في صحيفة "العرب" علي الصراف، أن الرئيس الروسي سيعلن انتهاء العمليات العسكرية في أوكرانيا، خلال وقت قريب بعد "تحرير" آخر المناطق المتنازع عليها في إقليم دونباس، حيث سيكون بالنسبة إلى فلاديمير بوتين انتصاراً كافياً لحفظ ماء الوجه.

وقال إن "هذا الإعلان سوف يترافق أيضا مع إشارات صريحة، بأن أوكرانيا إذا قررت الاستمرار بالعمليات القتالية، فإن روسيا سوف تستخدم أسلحة نووية تكتيكية لعزل المنطقة الحدودية بين الطرفين، وسوف يستخدمها فعلاً، للإشارة إلى أنه مستعد للذهاب في هذه الحرب إلى أبعد مدى، بما في ذلك اندلاع حرب عالمية تستخدم فيها روسيا كل ما لديها من أسلحة نووية، سوف يعني ذلك انتحارا بالنسبة إلى روسيا، ولكنه سوف يعني انتحارا بالنسبة إلى الغرب أيضا".

وأشار إلى أن الوقوف على حافة حرب عالمية نووية سوف يجبر الجميع على إعادة التفكير للمفاضلة بين أن يغرق العالم في الجحيم، وبين أن تتوقف الحرب عند ذلك الحد.

وأضاف "بعض البيانات تشير إلى أن روسيا تمتلك على وجه الإجمال أكثر من 5900 رأس نووي، ولكن 1500 منها فقط جاهزة للإطلاق من منصات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، ومن بينها 800 صاروخ محمولة على ظهور الغواصات، و580 على قاذفات نووية، والباقي كله هو رؤوس نووية صغيرة، ذات قدرات تدميرية محدودة، ولم تبن روسيا هذه القدرات إلا من أجل أن تستخدمها بالفعل في ساحات المعارك عندما تجد نفسها أمام وضع يُملي عليها التعرض للهزيمة".

وقال الكاتب إن "بوتين يؤمن تماماً بأنه إذا أصبحت الحرب شيئاً لا مفر منه، فإنه هو من يجب أن يضرب الضربة الأولى، هذا ما فعله في أوكرانيا من الأساس، فهو أعد عدته، ووضع جيشه على أبواب أوكرانيا، بينما كان يقول لنظرائه الغربيين إنه لا ينوي مهاجمة أوكرانيا، وأن جيشه يجري تدريبات فقط، ولكن لم يمض يومان حتى بدأ الهجوم فعلا، لكي يكسب عنصر المباغتة".