الأحد 19 يونيو 2022 / 10:37

صحف عربية: هل يتغلب الفرقاء الليبيون على النقاط الخلافية؟

تتجه الأنظار اليوم على تداولات الفرقاء الليبين خلال الاجتماعات الدائرة في القاهرة برعاية الأمم المتحدة. وفيما تركز المطالب على ضرورة التعاون واليس الصراع، وفي استيقاظ الضمائر وليس في دفنها، وفي تقديم مصلحة الدولة والشعب على مصالح الأفراد.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، فإن نجاح المفاوضات في حليلة قرابة 70% من المسائل العالقة بين الأطراف المشاركة في المفاوضات قد لا يعني بالضرورة انتهاء هذه الفترة العصيبة سياسياً التي تمر بها البلاد، بخاصة أن نية الأطراف الحقيقية لا تزال غير واضحة مع عدم مشاركتهم المباشرة في تلك اللقاءات.

حركة أسلحة مريبة
اعتبر جمعة بوكليب في صحيفة "الشرق الأوسط" أن انتشار الخرائط الرادارية لحركة الاقلاع والهبوط في ليبيا تسجل حركة غير عادية لطائرات شحن عسكرية بريطانية وأمريكية وتركية، وفيما التزمت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة الصمت، فتحت الأبواب أمام الشائعات والتأويلات. من جهة يقول البعض إن تلك الطائرات تحطُّ محملة بأسلحة عسكرية ومعدات وذخائر، استعداداً لاقتلاع قوات فاغنر الروسية، بينما البعض الآخر يقول إن تلك الطائرات العسكرية تأتي فارغة إلى ليبيا لتحمل شحنات من السلاح والذخائر إلى أوكرانيا.

لكن في غياب الشفافية، من غير الممكن على متابع بناء تحليل سياسي موضوعي من دون توفر معلومات مؤكدة، ومن مصادر لا تطولها شوائب. والاعتماد على الشائعات، والتكهنات، والتفسيرات المتعددة لا طائل من ورائه، لأنها في الحقيقة تخرّصات، ومحاولات يائسة لملء فراغات في اللوحة.

نجاح المفاوضات رهين إرادة الفرقاء
من جهة ثانية، نقلت صحيفة "العرب" اللندنية في تقرير لها أن المبادرة الأممية للوصول إلى تسوية سياسية في ليبيا الجارية منذ يوم الأحد الماضي في القاهرة يصفها المحلل السياسي الليبي طاهر محمد إنها "تمثل الفرصة الأخيرة لحل الأزمة الليبية ويجب عدم إضاعتها"، لاسيما أنه تم إنجاز أكثر من 70% من القاعدة الدستورية خلال جلستين ماضيتين فقط بواقع ستة أيام لكل منها يبشر بقدرتهم على المضي قدماً وإنجاز الباقي، بخاصة أن جميع المشاركين اقتنعوا اليوم أن الحل في الوحدة والانتخابات.

وعلى النقيض من ذلك تماماً قلل الناشط السياسي الليبي ياسين الحمري من قدرة المباحثات على حل أزمة بلاده معتبراً أن "ما يجري في القاهرة ليس حلا للأزمة بل مجرد تقاسم للسلطة ومشهد مكرر وضمان مواقع للمجلسين في قادم السنوات". ورأى أن "أيّ حوار لا يشرك قائد الجيش خليفة حفتر والتشكيلات المسلحة في غرب البلاد لن تعمم نتائجه على الجميع، وستجد دوماً من يعارض تلك النتائج".

أيّ مستقبل ينتظر الليبيون؟
وفي الإطار عينه، نقلت صحيفة "الاتحاد" عن تقرير لمركز "تريندز للبحوث والاستشارات" إشارته إلى أن أمام مستقبل ليبيا مسارات محدودة، الأول مسار القاهرة، حيث يجتمع ممثلون عن مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في جولة ثالثة من المحادثات الهادفة إلى وضع إطار دستوري تمهيداً لإجراء انتخاباتٍ رئاسية وتشريعية على أساسه، في حال تم الاتفاق على من سيُدير المرحلة الانتقالية الجديدة لحين انتخاب رئيس وبرلمان جديدين.
بينما المسار الثاني هو مسار سياسات القوة، حيث تعمد الحكومتان المتصارعتان إلى تعزيز تحالفاتهما في الداخل والخارج، استعداداً لـ"جولة الحسم".
وأخيراً ثمة مسار يجري الترتيب له بين أطراف داخلية وداعميها من القوى الكبرى، وهو السيناريو الفيدرالي، حيث تقسيم البلاد والعباد إلى ثلاثة أقاليم مستقلة، هي برقة وطرابلس وفزان، مع إعطاء الأخير اختصاصات أوسع في إدارة شؤونه الداخلية والخارجية.

دعاة الفتنة في ليبيا
ومن إطار التصاعد المستمر في التوتر الداخلي، رصد محمود حسونة في صحيفة "الخليج" تصريح المفتي الإخواني المقال الصادق الغرياني الذي أعلن الحرب على حكومة الاستقرار الجديدة برئاسة باشاغا، قائلاً "يجب مقاتلة حكومة باشاغا وحلفائها، بكل قوة وصلابة والاقتصاص منهم وليس مهادنتهم"، معتبراً أن "وقف الدماء يستوجب سفك المزيد منها"؛ هذا الكلام ليس غريباً أن يصدر عن إرهابي يريد لأبناء شعبه أن يسفكوا دماء بعضهم سائراً على طريق أستاذه القرضاوي الذي ساهم في تخريب دول بفتاواه الدموية خلال كابوس الخريف العربي، الذي لم يخلف سوى تفتت وخراب ودمار.

ولكن في إطار آخر، اعتبر الكاتب أن هذا الأسبوع سيكون حاسماً ولكن القادم لن يكون أفضل بل هو مرشح للتصعيد، ويمكن أن تعود الفوضى أقوى مما كانت، فبعد أيام وتحديداً في 24 يونيو (حزيران) الجاري سينتهي أجل خريطة الطريق التي جاءت بحكومة الدبيبة ومعها تنتهي شرعية حكومة الوحدة بشكل رسمي، ورغم ذلك صرح بأنه لن يرحل حتى إجراء الانتخابات، وهو ما يهدد بفصل جديد من الفوضى في ليبيا.