الإثنين 4 يوليو 2022 / 14:38

واشنطن إكزامينر: مناصرو الحرس الثوري إرهابيون أيضاً

انتقد الباحث في معهد المشروع الأمريكي الدكتور مايكل روبين قرار واشنطن إعطاء تأشيرة دخول لأحد مؤيدي القائد السابق لقوة القدس قاسم سليماني.

غيّر الوزيران أنتوني بلينكن وأليخاندرو مايوركاس أحكاماً في السجل الفيديرالي من أجل السماح لأعضاء في مجموعات إرهابية أو لأعضاء على انخراط معتدل مع هذه المجموعات بالدخول إلى الولايات المتحدة


ولفت روبين في مجلة "واشنطن إكزامينر" إلى أن وزارتي الخارجية والأمن الداخلي توقعتا ربما أن تمر خطوتهما من دون ملاحظة. لقد غير الوزيران أنتوني بلينكن وأليخاندرو مايوركاس أحكاماً في السجل الفيديرالي من أجل السماح لأعضاء في مجموعات إرهابية أو لأعضاء على انخراط معتدل مع هذه المجموعات بالدخول إلى الولايات المتحدة.

مكر
أوضح روبين أن خطوة الوزيرين أتت بعدما سأل النائب جيم بنكس وزارة الخارجية عن سبب إعطاء تأشيرة دخول للممثل الإيراني برفيز باراستوي وهو داعم متحمس لسيد الإرهاب الإيراني قاسم سليماني. بعدها، اعتدى باراستوي على معارض إيراني. عوضاً عن تفسير ما هو غير قابل للتفسير، يقوم اثنان من كبار مسؤولي بايدن الأمنيين بما يرقى إلى توجيه إشارة نابية للكونغرس. والتغييرات المقترحة تتعدى ما ينطبق على رجل واحد. التمييز بين أولئك الذين يزرعون قنبلة وأولئك الذين يمولون أو يهتفون فرحاً للتفجير هو أمر ماكر.

إرهاب أكثر مقبولية من إرهاب آخر؟
بعد عقدين على هجمات 11 سبتمبر، أظهر بلينكن بشكل عملي أن الإرهاب ليس قضية أبيض أو أسود بل قضية تغطيها ظلال رمادية. في هكذا ظروف، يصبح بعض الإرهاب مقبولاً أكثر من إرهاب آخر. والمشكلة متعددة الجوانب وفقاً للكاتب. تصنف الولايات المتحدة الحرس الثوري على أنه منظمة إرهابية لسبب وجيه. حتى ولو كانت قوة القدس التي أدارها سابقاً قاسم سليماني تشكل رأس الحربة، وفر الحرس الثوري وشبكة من الشركات محركاً مالياً مكن القوة من العمل مع إمكانية إنكار أي مسؤولية وباستقلالية عن موازنة البرلمان.

تبني الوهم

بينما قد يتبنى الديبلوماسيون الوهم القائل إن الحرس الثوري يجند إيرانيين إرهابيين، يظل هذا الاعتقاد خاطئاً. يخضع الرجال للتجنيد في الجيش، لكن لأسباب آيديولوجية أو لسعيهم إلى الحصول على رواتب أو فرص أفضل في بيروقراطية رجال الدين في إيران، يقوم بعضهم بالتطوع في الحرس الثوري الأكثر نخبوية. لا يمكن إعفاؤهم من أفعالهم مع قتلهم مئات الأمريكيين. وينطبق الأمر نفسه على حزب الله اللبناني.

مثل الحرس الثوري، قتل حزب الله مئات الأمريكيين على مدى عقود. والعديد الذين ينضمون إليه لا ينوون المشاركة مباشرة في العمليات ضد الأمريكيين أو الإسرائيليين. يضيف الكاتب أنه حين زار النبطية، أحد معاقل حزب الله في لبنان شهر ديسمبر (كانون الأول) 2020، وصف سكان المنطقة كيف كان الحزب يستنزف أعضاءه في الوقت الذي جف تمويله بسبب حملة الضغط الأقصى التي فرضها وزير الخارجية السابق مايك بومبيو. بينما من الجيد أن يكون أفراد قد تخلوا عن المجموعة الإرهابية، اتخذ هؤلاء المنشقون قراراً واعياً بتعزيز عمليات القتل من أجل محافظهم الخاصة ويجب ألا يتمتعوا بحق زيارة الولايات المتحدة.

أعذار الأوروبيين الواهية
كثيراً ما يعذر الأوروبيون حزب الله عبر القول إنه ليس فقط مجموعة إرهابية بل هو عوضاً عن ذلك حركة سياسية واجتماعية واسعة تدير المستشفيات والعيادات والمدارس. ينبغي على ذلك ألا يكون متصلاً بالموضوع: لو كانت منظمة غرينبيس تضع القنابل في الباصات فهل سيكون مهماً حقاً ما فعلته مع البوم المرقط؟ مع ذلك، يبدو أن سياسة بلينكن تتبنى المفهوم الأوروبي الذي يبرئ حزب الله.

تصب مثل هذه الأعمال في مصلحة الجماعات الإرهابية كالحرس الثوري وحزب الله أو مجموعات مثل حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتي تؤسس منظمات غير حكومية لتبيض نشاطاتها.

سذاجة
إن الإرهاب هو قرار واعٍ وهو تكتيك مستخدم لتحقيق أهداف لا يمكن الوصول إليها عبر صناديق الاقتراع أو الصالونات الديبلوماسية. تشريع الإرهاب يعني تعزيزه. الاعتقاد بأن الإرهاب لا يقوم به سوى من يحمل المسدس هو ساذج تحديداً، تابع الكاتب. توفير الدعم المادي له أو الهتاف فرحاً لنتيجته هو على المستوى نفسه من الخطورة. ينبغي ألا يكون هنالك ظلال رمادية عند مواجهة هذا البلاء. للأسف سيعاني الناس طالما أن بلينكن ومايوركاس يعتقدان عكس ذلك.