الرئيس الامريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد.(أف ب)
الرئيس الامريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد.(أف ب)
الجمعة 15 يوليو 2022 / 12:25

نيوزويك: هذه رسالة إسرائيل لبايدن

لفت مدير السياسات في منظمة "متحدون ضد إيران نووية" جايسون برودسكي إلى ضرورة استغلال القيادة الإسرائيلية زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كفرصة، لإطلاعه على النطاق الكامل لجهودها من أجل تقويض العدو الإيراني المتجرئ. وأشار أيضاً إلى أنه على بايدن الإصغاء بعناية لما سيقوله الإسرائيليون بما أن تحركاتهم أدت إلى تراجع طموحات طهران.

وجهت حملات إسرائيل رسالة إلى الأمريكيين والأوروبيين ومن المرجح أن تكون أثارت قلق أولئك الذين يفضلون في واشنطن وبروكسل التواصل مع النظام الإيراني من دون فرض ضغط

وكتب برودسكي في مجلة "نيوزويك" أن الإسرائيليين ركزوا في الماضي على قتل العلماء النوويين الإيرانيين وضرب شبكة وكلاء إيران في الخارج. لم يعد الأمر كذلك. أطلقت إسرائيل مؤخراً "عقيدة الأخطبوط" ضد إيران مستهدفة مسؤولاً في النظام وسط طهران غير مرتبط بالبرنامج النووي. الرسالة إلى إيران كانت واضحة: مؤسساتكم مخترقة من عملاء أجانب وبروتوكولاتكم الأمنية ضعيفة.

جنون ارتياب داخل النظام
تعرض مسؤول بارز في قوة القدس للاغتيال في مايو (أيار)؛ ووقع هجوم على منشأة أبحاث عن الدرونز، وهي منشأة مرتبطة بوزارة الدفاع الإيرانية. كذلك، توفي عالمان بشكل غامض: أيوب انتظاري الذي أفادت التقارير أنه متخصص في أبحاث الدرونز وربما الصواريخ، والجيولوجي قمران آغاملائي الذي تربطه صلة محتملة بمنشأة نطنز النووية. ووقعت أحداث سرية أخرى هزت النظام. جنون الارتياب منتشر بشدة في النظام الإيراني. منصات للتواصل الاجتماعي المرتبطة بالنظام تتساءل بقلق عمن سيكون التالي على لائحة الاغتيال.

زلزال
أوضح برودسكي أن إسرائيل لم تنخرط فقط في عمليات حركية ضد إيران بل نشرت معلومات في توقيت حساس لاستغلال التفسخات في القيادة الإيرانية. لقد أتت إقالة حسين تائب من رئاسة منظمة الاستخبارات في الحرس الثوري بعدما أشار الإعلام الإسرائيلي إلى أنه العقل المدبر لمحاولات إيرانية فاشلة لمهاجمة إسرائيليين يزورون تركيا. شكل ذلك زلزالاً للمجتمع الاستخباري الإيراني. سمعة تائب المخيفة أكسبته الكثير من الأعداء. هذا الإحراج الأخير هو المسمار الأخير في النعش.

طريقة واحدة للتعامل مع طهران
وجهت حملات إسرائيل رسالة إلى الأمريكيين والأوروبيين ومن المرجح أن تكون أثارت قلق أولئك الذين يفضلون في واشنطن وبروكسل التواصل مع النظام الإيراني من دون فرض ضغط.

تركت هذه السياسة الحلفاء الأمريكيين والأوروبيين معرضين لتهديد نظام يزداد خطورة وغير معتاد على المحاسبة. وطريقة التعامل مع هذا النظام هي عبر إظهار القوة وعدم الخوف. ويتأسف برودسكي لأنه لغاية اليوم اتخذت واشنطن نهجاً معاكساً. استراتيجيتها ضعيفة ومبنية على رد الفعل.

كلفة الاستجداء
عبر السماح لإيران بإطلاق أكثر من 24 هجوماً عبر وكلائها ضد الأمريكيين في العراق وسوريا منذ أكتوبر (تشرين الأول) من دون رد حركي، تظهر واشنطن أنها تريد اتفاقاً نووياً أكثر من إيران. لقد كررت وزارة الخارجية لأكثر من عام أن نافذة التفاوض تغلق. استنتجت طهران بشكل صحيح لغاية اليوم أن هذه تهديدات فارغة. الاجتماعات والبيانات والاتصالات الهاتفية التي يجريها وسطاء يتوسلون القادة الإيرانيين لم تغير قرارهم. هي تشتري وقتاً ثميناً لإيران كي تماطل بينما تستمر بتسريع برنامجها النووي وباختبار الخطوط الحمراء الدولية في المنطقة وتبحث عن تنازلات اقتصادية إضافية.

تنتقم من إسرائيل باستهداف أمريكا

بالنظر إلى مخاوف واشنطن الملموسة من التصعيد، عمدت إيران إلى الانتقام من الهجمات الإسرائيلية عبر الرد على أهداف أمريكية لأنها لا تخشى أي تداعيات من الجانب الأمريكي. وشدد برودسكي على ضرورة أن يتغير كل ذلك. إذا كان بايدن يريد توخي الحكمة، فسيكون عليه إدراك وجوب استعادة الردع وفرض المزيد من الضغط على طهران.

سيعزز ذلك نفوذه ويبرم اتفاقاً أفضل ويحمي الأمريكيين من الاستهداف. يمكن تحقيق ذلك عبر وضع الخيار العسكري ضد برنامج إيران النووي على الطاولة بشكل حازم. وينبغي حسب الكاتب الرد على استفزازات طهران الإقليمية عبر تنفيذ متشدد للعقوبات الأمريكية والضغط على الحلفاء الأوروبيين لفرض عقوباتهم الخاصة، حيث أقر الاتحاد الأوروبي جولتين من التصنيفات ضد إيران منذ 2013.

سيواصل الاستفادة
في مقاله الأخير بصحيفة واشنطن بوست لم يهدد بايدن باستخدام القوة لكبح جماح التصعيد النووي الإيراني. لم يشر إلا إلى الضغط الاقتصادي والديبلوماسي كخيار مطروح على الطاولة. حتى الرئيس الأسبق باراك أوباما ذكر في 2013 أن الخيار العسكري كان متاحاً. في وقت لاحق، وبعد إصرار من المحاور، أكد بايدن خلال مقابلة مع شبكة إسرائيلية يوم الأربعاء أنه ينوي استخدام القوة كخيار أخير. سيواصل النظام الإيراني الاستفادة من تردد بايدن الظاهر إذا لم يبين القوة بحزم.

حسابات الإسرائيليين
يرجح الكاتب أن تواصل إسرائيل استهداف المنشآت والمسؤولين الإيرانيين داخل إيران. ما كان هذا التصرف ضرورياً لو قام المجتمع الدولي بمهمة أفضل في مواجهة النطاق الكامل للتهديد الإيراني. يبدو أن الإسرائيليين يعتقدون أنهم قد يدفعون صناع القرار في طهران إلى إعادة تقييم ما إذا كانت منافع الإرهاب في الخارج تفوق الأكلاف التي سيدفعونها في الداخل. يبقى التهديد الإيراني حقيقياً جداً. لا تزال إيران تسعى إلى إعادة توازن معادلة الردع مع إسرائيل. لكن الوقت وحده سيكشف ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لتعديل مسارها. إذا فعلت ذلك فسيصبح نجاح الديبلوماسية مع طهران واستدامتها أكثر ترجيحاً.