"جلسة حرة" تناقش نظرة الشارع السوري لأداء العارضة

وحاول المذيع هاني الملاذي، الذي انشقّ عن التلفزيون السوري منذ عامين، والتحق بقناة "الآن"، إدارة الحوار بتوزان ما بين الحضور الذي تكوّن من الإعلاميين صخر إدريس، روشان بوظو، وماهر الجوهري، والمدوّن إياد البطل، خاصة أن نبرات من الخلاف سرعان ما بدأت تظهر بين المتحدثين فيما يخص حدة الانتقادات الموجهة للمعارضة وهياكلها السياسية والتنظيمية والإعلامية، وطريقة أدائها خلال 3 سنوات مرت.

وفي حين ذهب صخر إدريس، الذي مال للانتقاد الشديد لأداء المعارضة، إلى القول إن "العالم كله ممثل في الائتلاف" باستثناء الشعب السوري"، واضطر إلى الاستدراك بالقول إنه يقصد "التمثيل الفاعل"، تولّت روشان بوظو الدفاع عن أداء المعارضة، متكئة على أن هذه المرحلة مؤقتة وحالة عبور إلى سوريا المنشودة، فيما تحدث ماهر الجوهري عن أهمية توفّر الخبرة العملية في مجال السياسة والقيادة، والقدرة على تجاوز الخلافات التي تشتت الجهود، وتوقّف إياد البطل عند إشكالية الانفصال بين نُخب قيادة المعارضة والشارع، واعتمادهم على التنظير أكثر من الممارسة السياسية.

وخاض المتحدثون في سؤال: هل فشلت المعارضة أم أُفشلت؟ ليتفقوا هذه المرة بأن المعارضة فشلت وأفشلت في الوقت نفسه، إذ وقعت ما بين فشلها من حيث عدم القدرة على التلاحم مع الشعب السوري، وإفشالها بسبب المواقف العربية والدولية التي اكتفت بالمواقف الكلامية بصدد دعم المعارضة، في حين كان حلفاء النظام داعمين قولاً وفعلاً.

يبقى أن الحلقة قدّمت خطين متوزايين، ما بين الأحاديث التي دارت في الاستوديو، والمداخلات التي قدمتها التقارير المُصوّرة من أمكنة ومواقع سورية مختلفة، إلى درجة يمكن ملاحظة أن صوت الشارع السوري كان الأكثر قدرة على التعبير عن نفسه ببساطة ووضوح، وهو الصوت الذي ينبغي على الجميع الاستماع إليه.