جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة الإرهابيين (أرشيف)
جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة الإرهابيين (أرشيف)
الأربعاء 3 أغسطس 2022 / 15:02

صمت إخواني "غريب" على اغتيال الظواهري

24 - شيماء بهلول

خيم صمت "غريب" على تنظيم الإخوان الإرهابي، حيث لم تصدر الجماعة إلى الآن أي تنديد أو رد فعل على عملية اغتيال زعيم القاعدة أيمن الظواهري.

وأعاد الإعلان الأمريكي بتصفية أهم المطلوبين في العالم إلى الأذهان، تساؤلاً عن مدى ارتباط تنظيمي الإخوان والقاعدة، فضلاً عن قوة التعاون بينهما.



صمت على غير العادة
على الصفحة الرئيسية لموقع الإخوان، سلطت الجماعة التركيز على ما يحدث في تونس وأبرزت مساندتها لجماعة النهضة الإخوانية، في حين واصلت نشر دعوتها وإشادتها بقادتها وأدوارهم حول العالم.

وعلى عكس عملية اغتيال زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن في مايو(أيار) 2011، لم تبد الجماعة الإرهابية أي رد فعل مماثل لعملية اغتيال الظواهري، إذ اعتبرت سابقاً مقتل بن لادن "حملة شرسة لدمغ الإسلام بالإرهاب"، ونددت بالخطوة الأمريكية معلنة أنها "ضد استخدام العنف وضد أساليب الاغتيالات"، حسب ما ذكرت على موقعها.

ورصد موقع 24 صمت كتاب وإعلاميين محسوبين على تنظيم الإخوان، حيث لم يتطرقوا هم أيضاً إلى العملية الأمريكية باغتيال أيمن الظواهري.




وتطرقت الحسابات إلى الحديث عن الرئيس التونسي قيس سعيد وانتقاداتهم للدستور الجديد، في حين تابعت أخرى مسار العلاقات الأمريكية الصينية بعد زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لتايوان، وتنديدهم بالاستفزاز والسيطرة الأمريكية على دول العالم.

واعتبر الكاتب الإخواني ياسر الزعاترة أن التحليلات الغربية عن "القاعدة" بعد قتل الظواهري هي ضرب من تضخيم عملية باهتة، مشيراً إلى أن النصر الذي حصده الرئيس الأمريكي جو بايدن ما هو إلا "نصر بائس".



علاقة تاريخية
وأوضح خبراء في شؤون جماعات الإسلام السياسي، أن العلاقة الوطيدة بين جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة كانت النواة الأساسية لتكوين قيادات أفغانستان والارتباط الوثيق بالعنف المطلق، وأشارو إلى أن الجماعة ستحاول الاستفادة من مقتل أيمن الظواهري، بإصدار بيانات ضد العنف والإرهاب بعكس ما تخفيه، وذلك من أجل الحصول على الدعاية والتعاطف من الحكومات التي ترفض تنظيم القاعدة.

وبين الكاتب سامح عسكر لشبكة مواطن الإعلامية، أن علاقة التنظيمين لم تكن لطيفة في بدايتها، ولكنها تعمقت بعد ذلك وصدر من بعض قيادات الإخوان شهادات تثني على الظواهري وأفعاله، ولعل أبرزها كان وصف محمد عباس الإخواني لأيمن الظواهري "بالبطل المجاهد".

ولفت إلى أن مقتل الظواهري سيؤثر في علاقة الجماعات ببعضهم، فهو كان ولا يزال "رمزاً جهادياً" لدى الجماعات وفقدانه يعتبر صدمة نفسية بدأت تظهر آثارها على شكل تكفير وعنف لفظي في مواقع التواصل الاجتماعي، من طرف المعارضين لعملية الاغتيال خاصة ممن ينتسبون للتيار الإسلامي والإخوان بشكل أخص.

ولا ننسى مجريات ثورة 30 يونيو(حزيران) في مصر، حيث هددت جماعة الإخوان بطلب المساعدة من رجال تنظيم القاعدة، والذي كان أبرزهم محمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري، الذي عرض على الإخوان دعماً كاملاً وإرسال مقاتلين للوقوف في وجه الجيش المصري.



خسارة ليست بكبيرة
ومن جهته، يعتقد الدكتور ألبيرت فرحات الخبير في شؤون الإرهاب الدولي من باريس في حديث لموقع "DW" عربية، أن تنظيم القاعدة بمقتل أيمن الظواهري لم يخسر كثيراً لأنه كان في الفترة الاخيرة متواجد على هامش العمل "الجهادي" وخاصة ضمن الولايات والإمارات الجديدة التي تم إنشاؤها في أفغانستان عقب الخروج الأمريكي.

وقال الدكتور أحمد بان الخبير في الجماعات الإسلامية للموقع إن "الظواهري أصبح مؤخراً كالأسد العجوز وأنه كان يعاني من أمراض مزمنة وكبر في العمر وبدا أنه يمارس تقاعداً هادئاً في أحضان طالبان التي بايع أميرها السابق الملا عمر".

وحسب الموقع أيضاً، قال الدكتور عاصم الدفراوي الخبير السياسي والمتخصص في تحليل خطاب تنظيم القاعدة من برلين، إن "الظواهري لم يكن يتمتع بكاريزما بن لادن، لكنه كان يتمتع بكاريزما خاصة به، وكان مرجعية تاريخية للجماعات الجهادية، وربما كان هو من أطلق مصطلح الجهاد العالمي ضد الأمريكيين الذين – من وجهة نظر تلك الجماعات - يجب هزيمتهم أولاً حتى تضعف الأنظمة الشرسة في العالم العربي".



عمليات انتقامية
وبدورهم، يخشى خبراء ومراقبون من اندلاع موجة من العمليات الإرهابية الانتقامية لمقتل أيمن الظواهري، ويرى الدكتور ألبيرت فرحات الخبير في شؤون الإرهاب الدولي أن "حركات القاعدة التي انبثقت عن الحركة الأم ستستغل مقتل الظواهري من أجل إعادة رص الصفوف، حيث سيعطي مقتله زخماً جديداً للجماعات من أجل إعادة توحيد نفسها بشكل ما".

وقال الباحث أحمد بان إن "تنظيم القاعدة خلال الفترة السابقة كان يحاول التقاط أنفاسه في ظل إمارة طالبان ويعيد بناء خطوطه التمويلية أو عمليات التجنيد وغيرها، لكن ستبقى قضية الذئاب المنفردة ربما هي العامل الأكثر احتمالاً في تنفيذ عمليات انتقامية لمقتل أيمن الظواهري"، وأضاف "من المتوقع أن نشهد عمليات ذئاب منفردة داخل أوروبا وربما استهداف للمصالح الأمريكية في إطار الثأر، لكن حتى بعد مقتل أسامة بن لادن تصور البعض أننا قد نشهد عمليات انتقامية لمقتله لكن ذلك لم يحدث".

وحول مستقبل التنظيم، يعتقد الباحث أن أبرز المرشحين لقيادة تنظيم القاعدة هو سيف العدل الموجود داخل إيران، مشيراً إلى أن طهران تعتمد في مواجهة أمريكا على فكرة بناء الأذرع، بالتالي فهي لن تفرط في ذراع بهذه الأهمية بالنظر إلى ما تردد عن وجود علاقات ممتدة بين النظام الإيراني والقاعدة، حتى أنه قيل إنه كان هناك شكل من أشكال التعاون وتبادل الخبرات في عمليات سبتمبر(أيلول)، وأن هناك خدمات قدمتها إيران للتنظيم حيث احتضنت أهم القيادات بعد خروجها من أفغانستان في أعقاب الاجتياح الأمريكي.

كما يرى أن إيران لن تفرط في ورقة بحجم سيف العدل، وبالتالي قد تسعى للدفع باتجاه انتخابه أو تعيينه أميراً لتنظيم القاعدة، وقد تقدم له بعض الخدمات اللوجستية الذي قد يستعيد بسببه التنظيم قدراً من الحيوية.