مقاتل من "الجهاد الإسلامي" في غزة.(أف ب)
مقاتل من "الجهاد الإسلامي" في غزة.(أف ب)
الأحد 7 أغسطس 2022 / 12:35

إسرائيل تريد إحداث "فوضى" داخل الجهاد الإسلامي

24-زياد الأشقر

تتواصل في القطاع منذ الجمعة أعنف المواجهات منذ حرب الأيام الـ11 في مايو (أيار) من العام الماضي. وشنت إسرائيل عشرات الغارات الجوية واستهدفت قادة رئيسيين من "الجهاد الإسلامي"، الحركة التي تدعمها إيران.

فور قتل القادة، فإن ذلك سيترك تأثيره سريعاً على الحركة...ويؤدي إلى فوضى كبيرة داخل الجهاد

وأطلق ناشطون عشرات الصواريخ على المدن الإسرائيلية، مما تسبب بعرقلة حياة عشرات الألاف من الأشخاص.

"الجهاد الإسلامي"
وتذكر وكالة "أسوشيتد برس" بأن "الجهاد الإسلامي"، هي الفصيل الأصغر من فصيلين يسيطران على غزة، وتفوقها حركة "حماس" من حيث العدد. لكن "الجهاد" تتمتع بدعم مالي وعسكري إيراني مباشر، وشكلت قوة ملحوظة في إطلاق الصواريخ ومواجهات أخرى مع إسرائيل.

وكانت "حماس" سيطرت على غزة عام 2007، بعدما أطاحت بالسلطة الفلسطينية المعترف بها دولياً، وهي تدير الحياة اليومية في القطاع الفقير. بينما لا يقع على عاتق "الجهاد" مثل هذا الإلتزام، وبدت على أنها الفصيل الأكثر تشدداً، وعرقلت عمل "حماس" أكثر من مرة.

تأسست حركة الجهاد عام 1981، وهي مصنفة على لائحة التنظيمات الإرهابية من قبل وزارة الخارجية الأمريكية والإتحاد الأوروبي وحكومات أخرى. وهي على غرار "حماس" تدعو إلى تدمير إسرائيل.

وتزود إيران الجهاد بالتدريب والخبرة والمال، لكن معظم السلاح الذي تملكه الحركة هو من إنتاج محلي. وفي السنوات الأخيرة، طورت ترسانة موازية لما تملكه "حماس"، من صواريخ ذات مدى أبعد يمكنها بلوغ المنطقة المحيطة بتل أبيب بوسط إسرائيل.

ورغم أن "الجهاد" تتخذ غزة مقراً لها، فإن قادة للحركة موجودون في بيروت ودمشق، حيث تقيم علاقات وثيقة مع المسؤولين الإيرانيين. وكان زعيم الحركة زياد النخالة يزور طهران عندما بدأت إسرائيل عمليتها العسكرية.

وهذه ليست المرة الأولى التي تقتل فيها إسرائيل قادة للحركة في غزة. والقائد الذي تم اغتياله الجمعة تيسير الجعبري، كان تم تعيينه خلفاً لبهاء أبو العطا الذي قتل في غارة إسرائيلية عام 2019. وكان المسؤول الأرفع الذي يتم اغتياله منذ حرب غزة عام 2014.

وكان الجعبري البالغ من العمر 50 عاماً عضواً في المجلس العسكري للجهاد الإسلامي المسؤول عن إتخاذ القرار في غزة. وهو كان المسؤول عن نشاطات الحركة في مدينة غزة وشمال القطاع خلال حرب 2021. وقالت إسرائيل إن الجعبري كان يخطط لشن هجوم مضاد للدبابات.

وأتى مقتل الجعبري عقب اعتقال إسرائيل المسؤول البارز في "الجهاد الإسلامي" بشمال الضفة الغربية بسام السعدي البالغ من العمر 62 عاماً.
ووفقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن السعدي كان يعمل على تعزيز وجود الحركة في الضفة وتوسيع قدراتها.

وأمضى السعدي 15 عاماً في السجون الإسرائيلية. وقتلت إسرائيل ولدين له كانا عضوين أيضاً في "الجهاد الإسلامي" بحادثين منفصلين عام 2002، وهدمت منزله خلال معركة في مدينة جنين في العام نفسه.

تأثير سريع على الحركة
وقال القائد السابق لسلاح الجو الإسرائيلي زفيكا حاييموفيتش: "فور قتل القادة، فإن ذلك سيترك تأثيره سريعاً على الحركة...ويؤدي إلى فوضى كبيرة داخل الجهاد".

وتأتي أحداث غزة بينما يستعد الإسرائيليون للذهاب إلى صناديق الإقتراع في الخريف لإنتخاب كنيست جديد للمرة الخامسة في أقل من أربعة أعوام.