إيراني يجلس على ركان منزل مدمر.(أرشيف)
إيراني يجلس على ركان منزل مدمر.(أرشيف)
الثلاثاء 9 أغسطس 2022 / 12:35

إيران تشنّ حملة اضطهاد غير مسبوقة ضد الأقلية البهائية

كشفت صحيفة "تلغراف" البريطانية أن الأقلية البهائية في إيران تواجه حملة قمع ضخمة، بعدما نفّذت السلطات الإيرانية موجة من عمليات هدم المنازل، واعتقال زعماء بارزين في الطائفة.

وقالت الصحيفة إن مئات من العملاء الإيرانيين نزلوا هذا الأسبوع إلى روشانكوه الضعيفة في محافظة مازندران، حيث صادروا 20 هكتاراً من الأراضي وهدموا ستة منازل على الأقل.

كذلك، اعتقلت السلطات العديد من قادة الطائفة البهائية، بزعم أنهم يتجسّسون لصالح إسرائيل، وهي تهمة يوجّهها نظام الملالي مرارًا ضد الأقلية دون دليل.

سجل حافل من الاضطهاد

ونقلت الصحيفة البريطانية عن قادة المجتمع المحلي قولهم إن "إيران أغلقت عشرات الشركات البهائية في جميع أنحاء البلاد في الأيام الأخيرة، في حين لم تقدّم طهران أي دليل على أن أياً من أولئك الذين اعتقلوا في حملة القمع قد انتهكوا أي قوانين".

وأشارت إلى أن "الديانة البهائية، التي تأسّست في القرن الـ19 في إيران، ليست غريبة على الاضطهاد، وكثيراً ما استُخدمت كبش فداء عندما تواجه البلاد اضطرابات داخلية أو ضغوطاً دولية".

وذكرت أنه "على الرغم من أنهم أكبر أقلية دينية في إيران، إلا أن النظام يعتبر معتقدات البهائيين هرطقة. ويقع مقر الديانة في مدينة حيفا شمال إسرائيل، وهي حقيقة يستخدمها النظام للتنديد بالعقيدة".

أبعاد مقلقة
وأشارت الصحيفة إلى أن الجولة الأخيرة من الاعتقالات بتهم التجسّس، ترتبط بالإحراج في طهران بسبب سلسلة من العمليات الإسرائيلية رفيعة المستوى هذا العام، والتي كشفت جوانب رئيسية من البرنامج النووي للنظام، وأدت إلى إقالة رئيس مخابراته.

وأشارت الممثلة الرئيسية للجماعة البهائية الدولية لدى الأمم المتحدة باني دوغال للصحيفة إلى أن "هناك مخاوف من أن إيران قد تشرع في أكبر جولة من الاضطهادات منذ الثورة الإسلامية"، مضيفة أن "البهائيين على دراية جيدة بالإضطهاد والهجمات التي تشنّها الحكومة الإيرانية، لكن الطبيعة الصاخبة للهجوم الحالي غير مسبوقة تقريباً".

وقالت: "يعود الأمر إلى السنوات الأولى للجمهورية الإسلامية في الثمانينيات، وبعد ذلك بقليل، عندما كانوا يهاجمون المجتمع بشراسة. ومن الصعب معرفة سبب هذا الإضطهاد المتزايد، لكنه يأخذ أبعاداً مقلقة للغاية".

خطة تدريجية

من جهتها، قالت باديده سابتي، المتحدثة باسم مجتمع البهائيين في إيران، ومقرها لندن: "كل يوم، ترد أنباء جديدة عن اضطهاد البهائيين في إيران، مما يدل على أن السلطات الإيرانية لديها خطة تدريجية تنفّذها لاقتلاع الطائفة المسالمة من إيران".

وأضافت "أولاً أكاذيب صارخة وخطاب كراهية، ثمّ مداهمات واعتقالات، واليوم الاستيلاء على الأراضي، والاحتلال، وتدمير المنازل. نناشد المدافعين عن حقوق الإنسان دعم البهائيين، وندعو الحكومة الإيرانية إلى وقف هذه الهجمات القاسية والظالمة".

وختمت الصحيفة أن السبب الدقيق للموجة الأخيرة من الاعتقالات والهدم لم يتّضح، إلا أنه يمكن ربطها بحملة أوسع نطاقاً بدأت بعد تعيين بديل لرئيس المخابرات الإيراني، ما شهد اعتقال مخرجين سينمائيين والعديد من الأجانب والسياسيين الإصلاحيين البارزين.