قصف روسي على وسط أوكرانيا (أرشيف)
قصف روسي على وسط أوكرانيا (أرشيف)
الخميس 11 أغسطس 2022 / 17:18

زابوروجيه تقترب من روسيا.. كييف تتوعّد

هدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالرد على القصف الروسي الذي أدى لمقتل 13 شخصاً في منطقة دنيبروبتروفسك في وسط شرق أوكرانيا، مشدداً على أن كييف ستعمل على إلحاق أكبر ضرر ممكن بروسيا بهدف إنهاء الحرب سريعاً، فيما تسعى زابوروجيه وجمهورية دونيتسك لإجراء استفتاء على الانضمام إلى روسيا.



كييف تتوعد
قال الرئيس الأوكراني في كلمة مصورة في وقت متأخر أمس الأربعاء "القوات المسلحة الأوكرانية ومخابراتنا ووكالات إنفاذ القانون لدينا لن تترك القصف الروسي اليوم لمنطقة دنيبروبتروفسك دون رد".

وذكر أن الهجوم أكد ضرورة قيام الحلفاء بتزويد الجيش الأوكراني بأسلحة أكثر فتكاً، وأضاف "كلما تكبد المحتلون المزيد من الخسائر، أسرعنا في تحرير أرضنا وضمان أمن أوكرانيا".

وتابع "هذا ما يجب أن يفكر فيه كل من يدافع عن دولتنا ويساعد أوكرانيا، كيف يلحق أكبر قدر ممكن من الخسائر بالمحتلين من أجل تقصير أمد الحرب".



قتال في دونيتسك
وقالت وكالة إنترفاكس للأنباء إن انفصاليين موالين لروسيا اتهموا أوكرانيا بقصف مصنع للخمور في مدينة دونيتسك في شرق البلاد أمس، مما أسفر عن مقتل شخص وتسبب في تسرب الأمونيا.

وذكرت وزارة الطوارئ في جمهورية دونيتسك الشعبية المدعومة من روسيا، أن قذيفة أصابت خط الأمونيا في وقت متأخر من الليل، مما أدى إلى اندلاع حريق غطى في وقت ما 600 متر مربع.

وأظهرت صور من الموقع ألسنة اللهب تضيء السماء فوق جزء من المدينة وكذلك رجال الإطفاء يرتدون أقنعة، وبدا أن إحدى الصور تظهر جثة على الأرض، ولم ترد وزارة الدفاع الأوكرانية على الفور على طلب للتعليق عبر البريد الإلكتروني.

وقال انفصاليون في منطقة دونيتسك المتنازع عليها في شرق أوكرانيا إن "غاز الأمونيا السام تسرب من مصنع جعة محترق في المنطقة"، ودُعي السكان في المنطقة إلى البقاء داخل منازلهم وإغلاق نوافذهم.

يذكر أن الانفصاليون الموالون لروسيا يسيطرون على مدينة دونيتسك منذ عام 2014، ولكن الجيش الأوكراني لا يزال يسيطر على أجزاء كبيرة من المنطقة المحيطة التي تحمل الاسم ذاته.



محاكمة آزوف
ومن جهته، قال رئيس الإدارة الانفصالية المدعومة من روسيا في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، إن "محاكمة جنود أسرى من كتيبة آزوف الأوكرانية ستجرى بحلول نهاية الصيف، على الأرجح في مدينة ماريوبول".

وحظت كتيبة آزوف، وهي وحدة من الحرس الوطني الأوكراني من أصول يمينية متطرفة وقومية، باهتمام دولي لمقاومتها الحصار الروسي لمجمع الصلب الضخم في ماريوبول، وبعد القتال لأسابيع من المخابئ والأنفاق أسفل مصنع الصلب، استسلم المئات من مقاتلي آزوف في مايو(أيار) الماضي للقوات المدعومة من روسيا.

وعلى الرغم من أنه لم يتم توجيه تهم رسمية إلى سجناء آزوف حتى الآن، فإن المحكمة العليا الروسية قضت في الثاني من أغسطس(آب) الجاري بأن الكتيبة منظمة إرهابية، مما مهد الطريق أمام توجيه اتهامات للمقاتلين الأسرى على هذا النحو.

وتقول أوكرانيا، التي حاكمت بدورها وأدانت عدداً من الجنود الروس لارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين، إن أسرى آزوف هم أسرى حرب، ويستحقون الحماية بموجب اتفاقيات جنيف.

وقال دنيس بوشيلين رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة ذاتياً للصحفيين خلال جولة نظمتها وزارة الدفاع الروسية "المحاكمة الأولى ستعقد على الأرجح في ماريوبول وستنظم قبل نهاية الصيف"، وذكر أن المحاكمة في ماريوبول ستكون مفتوحة لوسائل الإعلام والممثلين الدوليين، وأضاف "المهمة هي إجراء أكثر محاكمة علنية ممكنة، حتى لا يساور أحد أي شك".



الانضمام إلى روسيا
وبدوره، أعلن رئيس الإدارة العسكرية والمدنية لزابوروجيه أن سلطات المنطقة ترغب في إجراء استفتاء على الانضمام إلى روسيا في 11 سبتمبر(أيلول) المقبل.

وقال باليتسكي في مقابلة مع صحيفة "إزفستيا" الروسية: "سنجري استفتاء حول الانضمام إلى روسيا في 11 سبتمبر(أيلول) المقبل في يوم واحد"، وأضاف "نحن الآن بحكم القانون لسنا جزءاً من روسيا، ولكن بالطبع نود ونحب أن يحصل ذلك كثيراً".

كما قال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين، إنه سيتم تحديد موعد الاستفتاء على انضمام هذه الجمهورية إلى روسيا، بعد التحرير الكامل لأراضيها من القوات الأوكرانية.

وأضاف في حديث للصحفيين وفقاً لموقع روسيا اليوم: "أما بالنسبة لجهودنا الرئيسية، فهي تهدف الآن إلى التحرير الكامل لأراضي جمهورية دونيتسك الشعبية، وبمجرد تحرير جمهوريتنا ضمن حدودها الدستورية، سنعرف جميعاً موعد الاستفتاء بسرعة كبيرة".



عملية عقابية
وأوضح رئيس مركز مراقبة الدفاع الوطني بوزارة الدفاع الروسية، الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف، لموقع سبوتنيك الروسي، أن كييف تخطط لإرسال أفراد من جهاز الأمن الأوكراني إلى خاركيف لتنفيذ عملية عقابية، حيث سيتم خلالها اتهام المواطنين الموالين لروسيا بالتعاون.

وقال: "من المعروف أن نظام كييف يخطط في المستقبل القريب، بحجة البحث المزعوم عن مراقبي الضربات الجوية والمدفعية للقوات المسلحة الروسية، لإرسال مجموعة من أفراد جهاز الأمن وغيره من أجهزة إنفاذ القانون إلى خاركيف لإجراء عملية عقابية أخرى واسعة النطاق لتحديد المواطنين الموالين لروسيا واتهامهم بالتعاون".

وأشار إلى أنه كمبرر لاعتقال سكان المدينة، يعتزم أفراد جهاز الأمن استخدام سجل المكالمات والرسائل النصية القصيرة الموجودة في الهواتف للأرقام والمراسلات الروسية.

وأضاف "سيتعرض المواطنون المحتجزون للتهديدات بالعنف الجسدي ضد أفراد أسرهم، والعنف والتعذيب كما كان قد حدث في أوديسا، ونيكولاييف، وسلافيانسك، وسومي، وتشيرنيغوف، وفي عدد من البلدات الأخرى".



حظر الفحم الروسي
وفي سياق منفصل، لم يعد مسموحاً للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي باستيراد الفحم من روسيا بعد انتهاء الفترة الانتقالية للحظر الذي فرضه التكتل في منتصف ليل أمس الأربعاء، وكان الحظر جزءاً من حزمة العقوبات الخامسة التي اتفق عليها الاتحاد الأوروبي في أبريل(نيسان) الماضي ودخل حيز التنفيذ اعتباراً من اليوم الخميس.

واتفقت دول الاتحاد الأوروبي على فترة انتقالية مدتها 120 يوماً لمنح القطاع فرصة للتكيف مع حظر الاستيراد، ويهدف الحظر لإضعاف الاقتصاد الروسي وسط غزو أوكرانيا.

وقالت المفوضية الأوروبية في أبريل(نيسان) الماضي، إن حظر الفحم يمكن أن يتسبب في خسائر تبلغ 8 مليارات يورو (8.25 مليار دولار) سنوياً.

ولا تتوقع جمعية مستوردي الفحم الألمانية حدوث أزمات في العرض في أوروبا رغم الحظر حيث يتوفر الفحم في السوق العالمية، وسيكون الموردون الرئيسيون هم الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا وأستراليا وإندونيسيا وكولومبيا.

ويعد حظر الفحم أول عقوبات الاتحاد الأوروبي على إمدادات الطاقة الروسية، وفي حزمة عقوبات لاحقة، اتفق التكتل على حظر تسليمات النفط الروسي إلى حد كبير من أجل زيادة الضغط على موسكو.

ومن المقرر أن يدخل حظر النفط حيز التنفيذ في نهاية العام، مع استثناءات للعديد من الدول التي تعتمد بشكل خاص على النفط الروسي ومن بينها المجر، التي سيسمح لها بمواصلة تلقي إمدادات خطوط الأنابيب من روسيا.



اقتصاد قوي
وأشارت تقارير إلى تراجع التضخم في روسيا بشكل فاق التوقعات إلى أدنى مستوى منذ غزو الرئيس الرورسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا، بعد تراجع أسعار المستهلك في أسابيع متتالية بفضل قوة الروبل والانخفاض الموسمي في أسعار الفواكهة والخضروات.

ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن خدمة الاحصاءات الاتحادية قولها أمس، إن التباطؤ الذي استمر للشهر الثالث على التوالي ساعد في خفض التضحم السنوي إلى 15.1% في يوليو(تموز) الماضي، من 15.9% في يونيو(حزيران) الماضي، وكان متوسط التوقعات للتضخم في استطلاع أجرته وكالة بلومبرغ لـ16 خبيراً اقتصادياً، هو 15.3%.

وعلى أساس شهري، انخفضت الأسعار بنسبة 0.39%، وهو أقل انخفاض خلال 5 أعوام، وانخفضت تكلفة الفاكهة والخضروات بنسبة تتجاوز 10% عن يونيو(حزيران) الماضي.



تفاؤل ألماني
وأعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن اقتناعه بأن بلاده ستتخطى أزمة الغاز الطبيعي، وقال في اجتماع في بلدية ميشيندورف بولاية براندنبورغ، قرب العاصمة برلين: "نحن نستعد لحقيقة أن الأوضاع قد تسوء للغاية".

وفي ظل احتمال توقف ألمانيا عن تلقي شحنات الغاز الروسي، أضاف "لذلك اتخذنا قرارات بعيدة المدى للغاية"، وذكر المستشار الألماني أن الأوضاع قد تصبح حرجة، لكن ألمانيا لديها الفرصة "لتخطي هذا الوضع الصعب".

وبسبب التوترات المحيطة بحرب روسيا في أوكرانيا وما ينتج عنها من عقوبات غربية، خفصت موسكو شحنات الغاز الطبيعي إلى العديد من الدول الأوروبية، ومن بينها ألمانيا، ولفت شولتس إلى بناء خطوط أنابيب على السواحل الشمالية لألمانيا، وتشييد محطات غاز طبيعي مسال وملء منشآت تخزين الغاز، كأمثلة على الإجراءات التي تتخذها الحكومة الاتحادية استعداداً لمواجهة هذا الوضع.



صادرات الحبوب
وأما الأمم المتحدة، فتوقعت زيادة صادرات الحبوب من أوكرانيا في أعقاب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين موسكو وكييف، حسبما قال منسق الصادرات بالأمم المتحدة فريدريك كيني في نيويورك أمس.

وقال "لقد أصدرنا حتى الآن تصريحات لـ12 سفينة بالتوجه إلى الموانئ الأوكرانية، من أجل نقل أكثر من 370 ألف طن متري من الحبوب والمواد الغذائية"، وأضاف أنه "تم يوم أمس فحص 5 سفن وهو أكبر رقم حتى الآن".

وأشار المنسق إلى أن عدداً من السفن تنتظر حالياً الحصول على تصريح للسفر إلى الموانئ الأوكرانية، متوقعاً زيادة كبيرة في طلبات النقل، ورأى أن التعاون بين ممثلي روسيا وأوكرانيا كان بناء، وأوضح "لقد تأثرت للغاية بمستوى التعاون والتنسيق الذي ظهر من الجانبين".