عناصر من الجيش الإسرائيلي. (أرشيف)
عناصر من الجيش الإسرائيلي. (أرشيف)
الجمعة 12 أغسطس 2022 / 16:15

ماذا كان دور الشاباك الإسرائيلي في التصعيد الأخيرة بغزة؟

صباح يوم الثلاثاء الماضي، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، بياناً مفاده أنه أجرى اتصالات بقائد المنطقة الوسطى في الجيش الجنرال يهودا فوكس، وقائد القوات الجوية، ورئيس شعبة العمليات في جهاز الأمن العام الإسرائيلي "شاباك" موجهاً لهم الشكر على مشاركتهم في العملية التي قُتل فيها "إبراهيم نابلسي" القيادي بكتائب شهداء الأقصى.

وتقول صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، إن هذه الرسالة المقتضبة إشارة غير عادية لقسم العمليات في جهاز الشاباك الذي كان دوره في التصعيد على غزة أكثر دراماتيكية مما تم نشره، وأكثر مركزية من أي عامل آخر، مشيرة إلى أن المسؤولين الرئيسيين عن نجاح العملية في غزة ومقتل القائدين العسكريين لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة تيسير الجعبري وخالد منصور، هم فرقة العمليات بالشاباك إلى جانب المنطقة الجنوبية ووحدة الاستخبارات 8200.

طرق إبداعية
وأضافت الصحيفة أن جهاز الشاباك منظمة سرية تعمل بعيداً عن أعين الجمهور، وقسم العمليات فيها هو كيان داخل كيان آخر، وعملياته معزولة حتى عن أعضاء آخرين من الشاباك، كما أن دوره يتلخص في إيجاد طرق إبداعية لتحقيق أهداف الشاباك، مشيرة إلى أن آخر اثنين من رؤساء الشاباك وهما نداف أرغمان ورونين بار جاءا من قسم العمليات.

التصعيد في غزة
وفقاً للصحيفة، حاولت إسرائيل في الأيام الأولى إنهاء التوترات بهدوء، وتم الضغط على حركة "حماس" في قطاع غزة لتحقيق هذا الأمر، وتم إغلاق المعابر إلى غزة ومنع العمال من الذهاب إلى العمل في إسرائيل، وتم إيقاف مرور البضائع والوقود وتقليص مناطق الصيد، مشيرة إلى أنه في هذا الوقت انضم المصريون إلى هذا الجهد وحاولوا استخدام نفوذهم لتهدئة الأجواء إلا أن الجهاد الإسلامي لم يستجب، ليأمر رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي للترتيب والاستعداد للحملة في غزة.

وتقول الصحيفة إنه خلال هذا الوقت عمل قسم العمليات في الشاباك على بدائل، فعلى مدار العام كان يقوم بجمع المعلومات حول الخصوم، أين يعيشون ويعملون، وما هي المركبات التي يستخدمونها، ومن هم عائلاتهم وأصدقائهم، كل التفاصيل التي يمكن استخدامها في يوم من الأيام، وبطبيعة الحال بشكل أكثر كثافة بالنسبة لقيادات التنظيمات المسلحة في قطاع غزة.

تنصت ومعلومات من مصادر بشرية
بعد يومين من التأهب والاستنفار، أي يوم الأربعاء الذي سبق التصعيد، عرف الشاباك كيف يُمكن اغتيال الجعبري، وكان القيادي في الجهاد خالد منصور أيضاً في مرمى النيران منذ اللحظة الأولى لكنه كان هدفاً أكثر تعقيداً، ولفتت الصحيفة إلى أن التخلص منهما أمر معُقد ويتم بناء على آلاف المعلومات والتي تأتي من مجتمع المخابرات الإسرائيلي بشكل عام، والشاباك بشكل خاص، لافتة إلى مهارتهم في استخراج البيانات وتحويلها إلى معلومات ذات قيمة، والتي يكون منها جزء من المعلومات الاستخباراتية تأتي من مصادر بشرية، والجزء الآخر من التنصت أو العمليات السيبرانية، ولذلك تُعد غزة منطقة أكثر تعقيداً للعمل من أي ساحة أخرى.