صحف عربية (أرشيف)
صحف عربية (أرشيف)
الإثنين 15 أغسطس 2022 / 10:05

صحف عربية: جماعة الإخوان.. "الأمُّ الرؤوم" للتنظيمات الإرهابية

لم يتخل تنظيم الإخوان عن ممارسة العنف والإرهاب سواء في مصر أو الدول العربية الأخرى، ويفعل الإخوان أي شيء للوصول إلى الحكم والاستمرار فيه باستعمال وسائل تسلطية وإرهابية بعيدة كل البعد عن النضال السياسي السلمي.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الإثنين، يرى مراقبون أن الإخوان هم أساس جميع التنظيمات الإرهابية في العالم، وهم الآن في موقف صعب للغاية بعد الصراعات الداخلية التي يشهدها التنظيم، وفي الوقت نفسه يوجه التنظيم الإخواني رفض شعبي يمنعهم من ممارسة العمل السياسي.

الإخوان في وضعية صعبة
وقال الكاتب الهاشمي نويرة في صحيفة "البيان" الإماراتية إن "مفهوم العنف ركيزة أساسية في بناء فكر الإخوان وجماعات الإسلام السياسي، ولا ينبغي تناول هذا المفهوم المحوري في فكر وممارسة هذه الجماعات المتطرّفة فقط بالمعنى المتداول، أي كآلية عنف مادّي للوصول إلى الحُكْمِ والاستمرار فيه باستعمال وسائل تسلّطية وإرهابية أحياناً ومخالفة للقوانين وفي تناقض واضح مع النضال السياسي والحزبي السلمي في أطُر ونُظُمٍ ديمقراطية وتعدّدية تضمن الوصول إلى السلطة وتؤمّن عملية الانتقال السياسي في كنف استقرار المجتمع ومؤسّسات الدولة".

وأوضح الكاتب في مقاله أن "فكر الإخوان وجماعات الإسلام السياسي هو عودة المواجهات الأسبوع الماضي بين قوات الجيش الوطني التونسي وعناصر إرهابية في جبل السلّوم بمحافظة القصرين الداخلية بالشرق التونسي، وذلك بالتوازي مع الملاحقات القضائية التي يتعرّض لها قياديون من الحركة الإخوانية وهي ملاحقات لم تستثن رئيسها راشد الغنّوشي".

وتابع نويرة أنّه "كلّما كانت حركة النهضة الإخوانية في وضعية صعبة وحرجة، تحرّك التطرّف والإرهاب في محاولة لضرب استقرار المجتمع والدولة وهذا الشكل من ممارسة العنف يُستعمل في الغالب للتخويف وهو يعني ضمنيا أنّه كلّما كانت هذه الجماعات آمنة على وضعها وسلطتها ومصالحها، غاب التطرّف وانعدمت الأعمال الإرهابية، وإنّ هذا الشكل التقليدي في ممارسة العنف ليس سوى أحد مظاهر العنف الذي ميّز ويميّز سلوكيات حركات الإسلام السياسي انطلاقاً من النشأة ووصولاً إلى مراحل محاولات السيطرة على مفاصل المجتمع والدولة فالتمكين".

وأكد الكاتب نويرة أن "مجمل تجارب حُكْمِ الإخوان وأساساً في مصر وتونس، أظهرت زيف سلوك وأخلاق هذه الجماعات، فقد كشفت عمليات إبعادهم عن السلطة نتيجة الانتخابات أو إثر مطالبات شعبية عن حقيقة الشيطان الكامن داخلهم، إذ هم استعملوا ويستعملون أقذر الوسائل التي تحطّ من قيمة البشر وذلك من أجل استرجاع سلطتهم، بدءاً بالعنف وتشويه الخصوم وهتك الأعراض وصولاً إلى تسوّل مواقف القوى الغربية، مشيرا إلى إنّ العنف إذن هو حجر الزاوية في الفكر الإخواني وهي ممارسة ممنهجة سواء كانت هذه الجماعات في الحُكْمِ أم خارجه، فاستعمال الديمقراطية ثمّ الانقلاب عليها عُنْفٌ".

الأم الرؤوم
فيما تحدث الكاتب منير أديب في صحيفة النهار عن علاقة "الإخوان المسلمين" بتنظيم "قاعدة الجهاد" وإنها ممتدة ومستمرة؛ فمؤسس التنظيم وزعيمه الأول، أسامة بن لادن، كان من "الإخوان المسلمين"، وقد اعترف أكثر من مرة بذلك، وعبّر عنه ساعده الأيمن والرجل الثاني في التنظيم آنذاك، أيمن الظواهري، في أكثر من مناسبة.

وقال الكاتب في مقاله بصحيفة "النهار" إن ما نقله "الظواهري"، الذي تولى قيادة التنظيم فيما بعد، في تسجيل صوتي أن أسامة بن لادن، كان من "الإخوان المسلمين" وأنه خرج عليهم. وعندما أدلى بهذه الشهادة قال، إنه ينقلها عن أسامة بن لادن، شخصياً الذي تربى في حضن التنظيم وتلقى تعاليمه في داخله.

وأضاف أديب ""لعلك تتعجب كثيراً عندما تقرأ كتاب الظواهري، "فرسان تحت راية النبي"، والذي أكد فيه أنه سافر إلى أفغانستان بطلب وعرض من "الإخوان المسلمين" أنفسهم، حيث كان يعمل في أحد المراكز الطبية التابعة لهم، ففي هذا الوقت كان يمتلك "الإخوان" ما يسمى بالجمعية الطبية الإسلامية، وكان يعمل في أحد فروعها بحي السيدة زينب في القاهرة، حتى هاتفه أحد قياديي "الإخوان"، لم يذكر "الظواهري" أسمه أو لعله لم يتذكره، عارضاً عليه السفر إلى أفغانستان لمداواة الجرحى من "المجاهدين العرب والأفغان".

وأشار منير أديب إلى أن "الإخوان" انتشروا داخل أفغانستان وكانوا فاعلين في هذه الحرب عبر المال والرجال معاً، "المقاتلين" في هذا التوقيت، حتى أن مرشد "الإخوان" الخامس، مصطفى مشهور ومعه قيادي التنظيم، كمال السنانيري، زارا أفغانستان لفترة طويلة مع وفد من "الإخوان" وأقاما فيها فترة طويلة. دلالة هذه الإقامة مرتبطة بالعلاقات الوثيقة ما بين قيادات "الإخوان" و"القاعدة" وكل "المجاهدين" في أفغانستان، وكان الهدف تقريب وجهات النظر بين جبهات المقاتلين التي تحاربت بعد إنتهاء الحرب الأفغانية، وهذا جزء من الأيديولوجيا المتطرفة لهؤلاء المقاتلين.

وأكد أديب أن "الإخوان " هم بمثابة الأم الرؤوم لكل تنظيمات العنف والتطرف، وهم الرحم التي أخرجت هذه التنظيمات، والثدي الذي أرضع غيرها من التنظيمات التي نشأت بعيداً من العنف؛ مثال "الجماعة الإسلامية" المسلحة في مصر وتنظيم "الجهاد الإسلامي"، قد تربوا على أفكار، "الإخوان المسلمين" وكتابات سيد قطب، عضو مكتب الإرشاد، ومسؤول لجنة نشر الدعوة داخل المكتب التنفيذي لـ"الإخوان"، فأي قاعدة مشتركة للعنف إذاً تجمع بين "الإخوان" و"القاعدة"؟

هجمات التنظيم الممنهجة
ومن جانبه قال الكاتب أحمد هريدي في صحيفة "الأسبوع" إن هجمات الإخوان الشرسة الممنهجة ضد مؤتمر "الحوار الوطني" في مصر، وبعد حملات الطعن والتشكيك في أعمال لجنة "العفو الرئاسي"، بدأ عدد من أعضاء جماعة "الإخوان" وحلفائهم في توجيه رسائل إلى أهالي المحكوم عليهم في قضايا الإرهاب، تطالبهم بالتواصل مع أعضاء لجنة "العفو الرئاسي" وعدم الالتفات إلى كل ما يتم ترويجه من مزاعم يتحدث أصحابها عن "الصمود والتمسك بالبقاء داخل السجون إلى ما لا نهاية"، وكشف أحد حلفاء التنظيم الإخواني أن ما يسمى بـ"لجنة الحريات الأكاديمية" طلبت من أعضاء لجنة "الحوار الوطني" العمل على الإفراج عن عدد من أبرز القيادات الإخوانية بادعاء أنهم يواجهون ظروفًا صحية سيئة.

وتابع هريدي قائلاً "في العاشر من أغسطس (آب) 2022، كتب حليف التنظيم الإخواني "تقادم كمال الصغير" رسالة عبر "الفيس بوك" أعلن فيها أنه بصفته عضواً فيما يسمى بلجنة "الحريات الأكاديمية"، يؤكد أن اللجنة أرسلت يوم التاسع من أغسطس(آب) عدة رسائل إلى المنسق العام للجنة الحوار الوطني الدكتور ضياء رشوان، وكذلك عدد من أعضاء اللجنة لمطالبتهم بالعمل على الإفراج عن عدد من الأكاديميين المصريين الذين يقضون عقوبة السجن منذ سنوات في قضايا إرهابية، وزعم أنهم يعانون ظروفًا صحية سيئة، وتضمن الخطاب أسماء ثلاثة من أبرز قيادات التنظيم الإخواني.

وأشار إلى أن العجيب والمدهش أن "تقادم الصغير" هو نفسه كان يدلى بتصريحات صحافية قبل أربعة أسابيع من تاريخ رسائله إلى مجلس أمناء "الحوار الوطني" يزعم فيها أن دعوة الحوار: "مناورة سياسية ليس أكثر ولا أقل، يُراد منها شراء مزيد من الوقت، من أجل تمرير الأزمات"، وكان يزعم أن "مجلس الأمناء معبأ بالانقسام السياسي والإقصاء ومصادرة اﻵخر" في إشارة إلى استبعاد جماعة "الإخوان" من "الحوار الوطني".

وختم حديثه قائلاً "بالتزامن مع محاولات القفز من سفينة "الإخوان" الغارقة، يتجدد عراك المكاسب والمناصب والمغانم بين جبهتي "إبراهيم منير ومحمود حسين" وبدأت جبهة "منير" في التلويح باستخدام فتوى "لا ولاية لأسير" في اعتبار المرشد العام للجماعة الإرهابية "محمد بديع" معزولًا وليس له صلاحية اتخاذ أي قرار يحسم النزاع الدائر بين الجبهتين، وبالتالي يجب الإسراع بالدعوة إلى انتخاب مرشد جديد للجماعة يتولى إدارة شئون التنظيم في صورته الجديدة.

آلاعيب إخوان اليمن
أما صحيفة "العرب" اللندنية ربطت بين عنف الإخوان سواء في مصر وتونس بألاعيب حزب الإصلاح الإخواني في اليمن لمواجهة مكشوفة مع الشرعية اليمنية والتحالف العربي، بعد أن كانت سياسته تقوم منذ عام 2006 على الاختباء خلف تكتلات سياسية لمواجهة خصومه؛ مثلما حدث عام 2011 عندما واجه نظام الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح من وراء تكتل اللقاء المشترك، كما وقف الحزب خلف تأسيس التحالف الوطني للقوى السياسية اليمنية عام 2019 لمواجهة المجلس الانتقالي وجناح الرئيس صالح في حزب المؤتمر الشعبي العام المناهض للحوثي.

وفشل حزب الإصلاح خلال مواجهته الجديدة مع المجلس الرئاسي والتحالف العربي في جرّ أي حزب من الأحزاب المنضوية في التحالف الوطني إلى إصدار بيان مشترك، وهو ما دفعه -تحت وقع الضغوط التي مارستها قواعد الحزب- إلى إصدار بيان منفرد، في الوقت الذي صدرت فيه بيانات أخرى عبرت عن دعم السلطة المحلية في شبوة، مثل البيانات الصادرة عن كل من الحزب الاشتراكي اليمني والمجلس الانتقالي الجنوبي والسلطة المحلية في محافظتَيْ حضرموت والبيضاء

وشن إعلاميون وسياسيون تابعون لحزب الإصلاح هجوما هو الأعنف على رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وذلك على خلفية موقفه من التمرد العسكري الذي شهدته محافظة شبوة خلال الأيام الماضية في أعقاب رفض قادة أمنيين وعسكريين في المحافظة قرارات صادرة عن المجلس الرئاسي، بحسب الصحيفة.

وحول خيارات التصعيد الإخواني المرتقبة في المشهد اليمني قال الباحث السياسي اليمني يعقوب السفياني،  "من الواضح أن حزب الإصلاح اليمني (فرع الإخوان في اليمن) يعتبر الاقتراب من مراكز نفوذه، خصوصاً المثلث النفطي (مأرب – شبوة – حضرموت) خطوطاً حمراء سيقاتل عليها بكل الوسائل والطرق، ولهذا اعتبر الإخوان ما حدث في شبوة مؤشراً خطيراً يهدد نفوذهم الذي تم تكريسه منذ ما قبل حرب 2015 وتعزز خلال السنوات الماضية".

ولفت السفياني إلى أن "خيارات الإخوان في اليمن مفتوحة وبدأتها الجماعة بالتلويح بالانسحاب من المجلس الرئاسي والشرعية اليمنية التي كانت إلى ما قبل تشكيل المجلس الرئاسي حكراً على الجماعة ومغنما من مغانم الحرب بالنسبة إليهم"، مشيراً إلى أن "الإخوان سيواصلون الضغط في هذا الاتجاه على المجلس الرئاسي، خصوصاً رئيس المجلس، بالتوازي مع الرسائل الضمنية الموجهة إلى السعودية، والتي حملها بيان الإصلاح الأخير وهددت ضمنياً أمن الرياض".