(أرشيف)
(أرشيف)
الإثنين 15 أغسطس 2022 / 14:13

هكذا يستطيع الغرب منع انهيار أفغانستان

بينما تحيي حركة "طالبان" اليوم الاثنين الذكرى السنوية الأولى لعودتها إلى السلطة في أفغانستان، حذّرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية من أن الهدوء النسبي الحالي الذي أعقب اغتيال زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري في كابول في 31 يوليو (تموز)، هو مجرد وقفة قصيرة قبل الحرب الأهلية المقبلة.

لا يُعرف سوى القليل عن آليات جهود "طالبان" للتصدّي للتهديدات الأمنية، لا سيما الجهود لكبح جماح الجماعات ذات الطموحات الدولية، مثل تنظيم "القاعدة" أو حتى "داعش"

وقالت المجلة إنه حتى قبل الكشف عن وجود الظواهري، وسط كابول، عبر مراقبون عن قلق متزايد من محاولة "طالبان" كبح جماح "الجهاديين" لكن دون قمعهم تماماً، والسعي للحفاظ على الدعم السياسي للمتطرفين مع منعهم من إثارة الكثير من المتاعب.

وذكرت المجلة أن خيارات الغرب والولايات المتحدة تجاه الإحباط الذي يثيره كذب "طالبان" بشأن "القاعدة" محدودة، على الرغم من أن مجموعة من السياسيين تحاول حالياً الدفع لاستئناف الضربات بعيدة المدى تجاه قادة التطرف، أو حتى ربما تسليح خصوم "طالبان".

وإذ أشارت إلى أن هذه الاستراتيجيات غير مناسبة في الوقت الحالي، أكدت أن "عدم فعل شيء" هو أيضاً ليس خياراً، معتبرة أن أشكال التعاون المتواضعة في عدد قليل من المجالات الرئيسية يمكن أن تساعد في استقرار أفغانستان، والتي تظل مهمة للأمن الإقليمي والعالمي.

هل تفي "طالبان" بوعودها بمكافحة الإرهاب؟

وذكرت المجلة أنه لا يُعرف سوى القليل عن آليات جهود "طالبان" للتصدّي للتهديدات الأمنية، لا سيما الجهود لكبح جماح الجماعات ذات الطموحات الدولية، مثل تنظيم "القاعدة" أو حتى "داعش".

وتزعم "طالبان" أنها تتخذ إجراءات ضد الجماعات المسلحة المسؤولة عن الهجمات عبر الحدود، لكن التصعيد في النشاط، خاصة من جانب "طالبان-باكستان" أو "داعش"، قد أثار مخاوف بشأن ما إذا كانت "طالبان" تستطيع أو أنها ستفي بوعدها بشأن مكافحة الإرهاب.

وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، بدا أن "طالبان" تتخذ خطوات بهدوء للسيطرة على الجماعات المسلحة، ونقل "الجهاديين" الأجانب بعيدًا عن المناطق الحدودية.

لكن هناك شائعات حول قيام "طالبان" بإنشاء ما يسمّونه "مخيمات اللاجئين" للمقاتلين المتشددين وعائلاتهم، واعتبرت المجلة أن الاستخدام غير العادي لمصطلح "لاجئ" يعكس الطريقة المتعاطفة التي تتحدث بها طالبان في كثير من الأحيان عن المقاتلين الإسلاميين.

وفي بعض الحالات، تقوم "طالبان" بدمج "الجهاديين" في الهياكل الحكومية. ويبدو أن استراتيجيتها تعتمد على إعادة توطين الجماعات الخطرة بعيداً عن الأماكن النائيةـ حيث يتمتع عناصرها بجذور تاريخية ونقلهم إلى معاقل "طالبان"، حيث يُمكن للسلطات أن تراقبهم عن كثب.

"طالبان" تواجه معضلة خطيرة

وقالت المجلة إن المشكلة هي أن المتشدّدين قد يشعرون بعدم الارتياح بشأن قبول ضيافة "طالبان" الآن، بعد أن أثبتت غارة أمريكية بطائرة بدون طيار أن الحركة لا تستطيع ضمان سلامتهم.

وفي الوقت نفسه، فإن جهود "طالبان" للسيطرة على المتشددين، قد تؤدي إلى استعدائهم واحتمال تمرّدهم ضد الحكومة الجديدة. كما أنه لن يكون من الجيد أن تسمح "طالبان" لهذه الجماعات بالتجوّل في الأراضي بحرية، مما يزيد من قدرتها على استئناف المؤامرات والهجمات العابرة للحدود، سواء شاءت قيادة "طالبان" ذلك أم لا.

ونقلت المجلة عن مسؤول أمريكي، لم تذكر اسمه، قوله إن "طالبان" تُواجه معضلة تتمثّل بالإختيار بين العلاقات مع المجاميع الإرهابية المنتشرة في البلاد، أو بناء علاقات مع العالم.

استمرار الحوار والتعاون
واعتبرت المجلة أنه حتى مع أن "الاعتراف الدبلوماسي بحكومة طالبان غير مطروح الآن على الطاولة تماماً بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، ينبغي أن لا يتوقّف الحوار مع الحركة تماماً"، واقترحت إشراك دول أخرى في الحوار.

وذكرت المجلة أن الانخراط مع "طالبان" في عدد قليل من المجالات الأخرى، يمكن أن يساعد في استقرار البلاد، وخاصة في القضايا الأمنية مثل أمن الحدود، وتهريب الأسلحة، ومكافحة المخدرات، وإزالة الألغام، والشرطة المدنية.

وفيما لن يشارك العالم بتعزيز قوة "طالبان" أو تسليح جنودها وشرطتها، فإن المانحين قد يرغبون في توسيع البرامج الحالية التي تهدف إلى تثقيف قوات "طالبان" بشأن الالتزامات القانونية الدولية التي ينبغي أن تحكم قواتها الأمنية.

كما أنه إذا أراد جيران أفغانستان إدارة أفضل للحدود، فيمكنهم دعم التعاون مع "طالبان" في أمن الحدود. وقد تكون الخبرة الأجنبية مفيدة أيضاً في مساعدة "طالبان" على التخزين الآمن للأسلحة التي تصادرها، أو التخلّص منها كجزء من حملتها العامة لنزع السلاح.

ودعت الأمم المتحدة إلى تقديم دعم فني ومالي أجنبي لإدارة السجون التابعة لطالبان لإدخال الضروريات مثل الخدمات الصحية والتعليمية إلى مرافق الاحتجاز.

وختمت المجلة بأن هذه الطرق العملية للتعاون مع طالبان لا تعني الثقة بها، لكن "الخيار الأفضل، في الوقت الحالي وفي أعقاب ازدواجية طالبان بشأن القاعدة، هو إيجاد طرق متواضعة وبراغماتية وعملية للتعاون، حتى في الوقت الذي تراقب فيه جميع الأطراف بعضها البعض بريبة".