الثلاثاء 16 أغسطس 2022 / 10:19

اليمن وطريق الاستقرار

افتتاحية البيان الإماراتية

ما زالت العملية السياسية في اليمن تتطلب جهوداً كبيرة، لتتويجها بحل سياسي شامل، يحفظ وحدة اليمن واستقلاله، وينهي حرباً عبثية طويلة، أشعلتها ميليشيا الحوثي، وأدخلت البلاد في نفق مظلم.

تمديد الهدنة شهرين إضافيين لم يكن بمستوى آمال الشعب اليمني، الذي يتطلع إلى نهاية هذه المحنة بحل مستدام، إلا أن الأمل معقود على استثمار هذا التمديد للبناء عليه، والمضي قدماً نحو حل نهائي للملفات العالقة، وهذا وجه الترحيب الذي أعلنه المجتمع الدولي ودولة الإمارات بتمديد الهدنة، فالتمديد مرحب به كفترة زمنية إضافية، وفرصة لتعزيز مكاسب التهدئة والحؤول دون فتح جبهات الحرب مجدداً، عبر التغلب على العراقيل، التي تضعها الميليشيات الحوثية أمام الحل السياسي.

إن خريطة الحل واضحة، ولا تتطلب سوى أن يقتدي الحوثيون بمجلس القيادة الرئاسي، وتغليب المصلحة الوطنية، والاستجابة للحرص الإقليمي والدولي للحفاظ على التهدئة ومكاسب الهدنة، بما يؤدي إلى خفض مستويات العنف والتخفيف من المعاناة الإنسانية.

إن هدنة الشهرين فرصة سانحة لإعادة اليمن إلى طريق الاستقرار، ومعالجة تداعيات سنوات الحرب التي أثقلت كاهل الشعب اليمني، ولا يخفى على عاقل أن العالم يمر في مرحلة اهتزاز كبيرة بين القوى الدولية، والمنطقة أحوج ما تكون إلى الاستقرار وإسكات الأسلحة والبحث عن حلول عميقة وسلمية استعداداً للدخول في حقبة جديدة من العلاقات الدولية، ترتسم ملامحها وأدوار لاعبيها، والعرب في موقع القوة على مستويات عديدة، واستثمار هذه القوة يتطلب إنهاء مرحلة الأزمات والصراعات الداخلية.

لن يكون للهدنة معنى إذا لم تكن مخرجاتها بناء سلام مستدام تسد فجوة التنمية، التي عمقتها الحرب، وتنهي الأزمة الإنسانية في اليمن.