أسلحة أمريكية في طريقها لكييف (أرشيف)
أسلحة أمريكية في طريقها لكييف (أرشيف)
السبت 20 أغسطس 2022 / 10:52

أوكرانيا تختبر دفاعات القرم..وأسلحة أمريكية في طريقها لكييف

واصلت القوات الأوكرانية، شن هجمات على منطقة القرم التي احتلتها روسيا عام 2014، بالتزامن مع هجمات متبادلة في منطقة خيرسون التي تتخذها القوات الأوكرانية منطلقاً لشن هجمات مضادة تستهدف القوات الروسية، في حين تحاول الأخيرة محاولة بسط سيطرتها على بعض الأجزاء في المدينة، فيما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن تعهدات بتوريد أسلحة جديدة لأوكرانيا.

وتأتي هذه التطورات الميدانية، بعد أن وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة، على أن ترسل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعثة إلى محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية، التي تبادلت روسيا وأوكرانيا اتهامات بشأن محاولة استهداف أجزاء منها.

استنفار بالقرم
وتم استنفار القوات الجوية الروسية مجدداً وفقا لمزاعم بشبه جزيرة القرم، الجمعة، حيث يشتبه بأن المزيد من الطائرات المسيرة هي السبب.

وقال المسؤول الإداري لمدينة سيفاستوبول على منصة تليغرام: "مثل الكثير من السكان الآخرين، سمعت انفجارات في الوسط، ربما طائرات مسيرة، الأهداف دُمرت".



وأظهرت مقاطع مصورة لم يتم التحقق منها على وسائل التواصل الاجتماعي، قيل إنه تم تصويرها في يوفباتوريا، آثار نيران مضادة للطائرات فوق المدينة، وقال مستشار لقيادة القرم المدعومة من روسيا إن "القرم تخضع لحماية موثوق فيها".

ووفقاً لمزاعم، أُسقطت أيضا طائرات مسيرة فوق مدينة كيرش في القرم يوم الخميس، ولم يستبعد مراقبون عسكريون إمكانية استخدام أوكرانيا طائرات مسيرة لاختبار الدفاعات الجوية الروسية قبل شن هجمات محتملة.

هجوم خيرسون
وقال رئيس إدارة منطقة كاخوفسكي فلاديمير ليونتييف، الجمعة، إن أنظمة الدفاعات الجوية الروسية صدت هجوماً صاروخياً شنته القوات الأوكرانية على محطة كاخوفسكايا للطاقة الكهرومائية في منطقة خيرسون.

وقال ليونتييف في تصريحات لوكالة "سبوتنيك": "تم قصف منطقة محطة الطاقة الكهرومائية، وتم العمل على إسقاط الأهداف، وقد نجح نظام الدفاع الجوي بذلك".

وسيطر الجيش الروسي، خلال العملية العسكرية الخاصة في دونباس، على منطقة خيرسون وجزء من منطقة زابوريجيا، بالإضافة إلى سيطرته على مدن كبيرة مثل خيرسون وميليتوبول وبيرديانسك، حيث قطع أوكرانيا عن بحر آزوف، وفقاً لـ"سبوتنيك.

أسلحة أمريكية جديدة
وأعلن البنتاغون الجمعة، عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة مخصصة لأوكرانيا بقيمة 775 مليون دولار بهدف مساعدة كييف على إحداث تحول في سير المعارك واستعادة الأراضي التي احتلتها القوات الروسية.

واعتبر مسؤول رفيع في البنتاغون في حديث مع الصحافيين أن الغزو الروسي الذي بدأ في 24 فبراير (شباط) قد توقف، قائلاً إن المساعدات الجديدة تشمل صواريخ دقيقة وأسلحة مضادة للدروع وطائرات استطلاع مسيّرة ومدفعية ومعدات لإزالة الألغام، بما يمكن أن يعزز الهجمات الأوكرانية.


وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته "أنتم ترون نقصاً تاماً وكاملاً في التقدم الروسي في ساحة المعركة".

وتأتي هذه الحزمة الـ19 من المساعدات منذ بدء الحرب في وقت تُظهر فيه المعارك استخدام القوات الأوكرانية لأسلحة دقيقة موجهة زودها بها الحلفاء بهدف تنفيذ ضربات في مواقع بعيدة خلف خطوط العدو، إضافة الى تدميرها عشرات مستودعات الأسلحة ومراكز القيادة الروسية منذ منتصف يونيو (حزيران).



ومؤخراً تعرض مطار روسي ومنشآت أخرى في عمق شبه جزيرة القرم لأضرار جسيمة، وهذا الأسبوع انفجر مستودع أسلحة على بعد نحو 50 كيلومتراً داخل مقاطعة بيلغورود الروسية.

ولفت خبراء عسكريون الى أن هذه الحوادث تشير إلى قدرة أوكرانيا على توجيه ضربات عميقة خلف خطوط الدفاع الروسية واستعدادها لشن هجمات بعد مرور ستة أشهر على الغزو.

وكتب فيليب أوبراين الخبير في الإستراتيجيات الدفاعية على موقع تويتر أن هذه القائمة الجديدة من الأسلحة يبدو انها مخصصة لوقت "يكون فيه الأوكرانيون على استعداد لمحاولة القيام بهجوم كبير".

وتتضمن حزمة المساعدات الجديدة صواريخ لأنظمة هيمارس التي يستخدمها الأوكرانيون لضرب مستودعات الأسلحة الروسية وصواريخ "هارم" جو-أرض المضادة للرادارات.

كما تشمل أيضا 15 طائرة استطلاع مسيّرة من طراز "سكاي ايغل" و1000 صاروخ جافلين مضاد للدروع و1,500 صاروخ تاو ومدفعية جديدة مع ذخيرة.

وقال المسؤول الأمريكي: "نريد ضمان أن يكون لدى أوكرانيا خط امداد مستمر لتدفيق الذخيرة بما يلبي احتياجاتها، وهذا ما نسعى اليه بهذه الحزمة".

زيلينسكي وقمة العشرين
وذكر البيت الأبيض يوم الجمعة، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يجب أن يشارك في قمة مجموعة العشرين في بالي إذا حضر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، بعد أن قال رئيس إندونيسيا إن الرئيس الروسي سيشارك على الأرجح، وفقاً لوكالة بلومبرغ للأنباء.

وأعلن مجلس الأمن القومي الأمريكي في بيان: "كما قال الرئيس بايدن بنفسه علانية، إنه لا يعتقد أن الرئيس بوتين يتعين أن يحضر اجتماعات مجموعة العشرين وهو يشن حربه ضد أوكرانيا، ولكن إذا حضر بوتين، فإن الولايات المتحدة تعتقد أن زيلينسكي يجب أن يشارك أيضا".

وقال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو الخميس، إنه يتوقع أن يحضر كل من بوتين والرئيس الصيني شي جينبينغ القمة، التي ستعقد في نوفمبر (تشرين الثاني)، تماشياً مع رغبته في عدم الانحياز لأي طرف بشأن الحرب في أوكرانيا وما تقوله الولايات المتحدة من إنه السلوك الأكثر عدوانية من جانب الصين في المنطقة.

زيارة زابوريجيا
ووافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة، على أن ترسل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعثة إلى محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية، الأكبر في أوروبا، معبراً عن خشيته من أن يؤدي القصف على المحطة إلى "كارثة واسعة النطاق".



تزامناً طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، روسيا، الجمعة خلال زيارة إلى أوكرانيا بعدم قطع محطة زابوريجيا التي تسيطر عليها في جنوب البلاد، عن شبكة الكهرباء الأوكرانية، في وقت تتبادل كييف وموسكو التهم بقصف الموقع.

وفي وقت سابق الجمعة، قالت الشركة المشغّلة للمحطات الأوكرانية "إينيرغواتوم" إنها تخشى مثل هذا السيناريو، مؤكدةً أن الجنود الروس يبحثون عن إمدادات لمولّدات تعمل بالديزل ستُستخدم بعد وقف تشغيل المفاعل وقد فرضوا قيوداً على وصول الموظفين إلى الموقع.

وقال غوتيريش خلال مؤتمر صحافي على هامش زيارة إلى ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود، إن "الكهرباء في زابوريجيا هي كهرباء أوكرانية بالطبع، ويجب احترام هذا المبدأ".

وحذر بوتين خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون على أن "القصف المنهجي لمنطقة محطة زابوريجيا للطاقة النووية يثير مخاطر وقوع كارثة واسعة النطاق يمكن أن تؤدي إلى تلوث إشعاعي في مناطق شاسعة".

وشدّد الرئيسان على "أهمية إرسال بعثة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة النووية في أسرع وقت، لتقييم الوضع على الأرض"، وفق ما أكد الكرملين لافتاً إلى أن "الجانب الروسي أكد استعداده لتقديم كل الدعم اللازم لمفتشي الوكالة".

وووافق الرئيس الروسي على أن تمر البعثة عبر أوكرانيا وليس عبر روسيا كما كان اشترط في السابق، وفق ما أعلن قصر الإليزيه.

ورحب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي في بيان مساء الجمعة، "بالتصريحات الأخيرة التي تشير إلى أن أوكرانيا وروسيا تدعمان هدف الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتمثل بإرسال بعثة" إلى محطة زابوريجيا.

وأضاف البيان أن الوكالة "تجري مشاورات نشطة مع جميع الأطراف لإرسال فريق "في أسرع وقت ممكن، سيقوده غروسي بنفسه".

وشدد غروسي على أن "في هذا الوضع المتقلب والهش جداً، من المهم عدم اتخاذ أي إجراء آخر يمكن أن يعرض سلامة وأمن واحدة من أكبر محطات الطاقة النووية في العالم للخطر".