(أرشيف)
(أرشيف)
الخميس 25 أغسطس 2022 / 14:23

تصريحات الدبيبة وباشاغا تسخّن أجواء ليبيا

تصاعدت حرب التصريحات بين رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد الدبيبة ورئيس الحكومة المكلف من قبل البرلمان فتحي باشاغا، حيث دعا الأخير الدبيبة إلى تسليم السلطة "حفاظاً على دماء الشعب الليبي"، لرد عليه الدبيبة بالابتعاد عن التهديد بإشعال الحرب.

وتأتي تلك التصريحات، بعدما لوّح باشاغا قبل أيام، بدخول العاصمة طرابلس لاستلام مهامّه، إذا استمر تعنّت منافسه الدبيبة ورفضه تسليم السلطة بشكل سلمي، إذ استمر التحشيد العسكري في مختلف أنحاء العاصمة طرابلس، على الرغم من التحذيرات والمخاوف المتصاعدة محلياً ودولياً من مخاطر اندلاع مواجهات مسلحة.

الصراع على السلطة
وردّ رئيس حكومة الوحدة الليبية، عبدالحميد الدبيبة على رسالة رئيس الحكومة المكلف من قبل البرلمان فتحي باشاغا التي طالبه فيها بتسليم السلطة، مستعيناً بورقة الانتخابات.

وقال الدبيبة في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي مساء أمس، "إلى وزير الداخلية الأسبق، وفّر عليك إرسال الرسائل المتكررة والتهديدات بإشعال الحرب واستهداف المدنيين، لو كان لديك حرص على حياة الليبيين، فركز جهدك لدخول الانتخابات، ودع عنك أوهام الانقلابات العسكرية فقد ولى زمانها".

وجاء ذلك بعدما قال باشاغا في كلمة له خلال لقاء، مساء الجمعة الماضية، مع عدد من حكماء وأعيان المنطقة الغربية بمدينة مصراتة، إن "7 ملايين ينتظرون دخول حكومته إلى طرابلس لاستلام مقراتها ومن بينهم أهالي العاصمة"، مضيفاً أن من يدعم حكومة الدبيبة أقلية تدافع عن مصالحها الشخصية"، إلا أنه لم يوضح طريقة دخوله إلى العاصمة.

لكنه جدّد تأكيده على رغبته في دخولها بشكل سلمي لعدم إراقة الدماء، مشيراً في المقابل إلى أنه مستعد لاستخدام قوة السلاح إذا ما لجأت القوات المساندة للدبيبة إلى ذلك.

وذكرت وسائل إعلام ليبية إن الدبيبة أصدر قراراً يقضي بإعادة تشكيل ميليشيا "القوة المشتركة مصراتة" تحت اسم "لواء ليبيا"، وخصّص لها مبالغ مالية إضافية، كما كلفها بحماية مقر رئاسة الوزراء في طريق السكة بالعاصمة طرابلس، وذلك بالاشتراك مع ميليشيا "قوة حماية الدستور والانتخابات".


وقود الحرب
فيما هاجم عضو مجلس النواب علي الصول رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، مؤكداً أنه يتخذ من الشباب وقوداً للحرب.
وقال الصول في تصريحات صحافية نقلها موقع "الساعة 24" إن مجلس النواب طالب رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا بالدخول إلى العاصمة طرابلس بسلام، متابعاً "طالبنا الدبيبة بتسليم السلطة سلمياً ورفض". وأضاف النائب أن "الدبيبة لا يهمه شيء سوى المال والسلطة، وتصرفاته الآن هي رقصة الديك المذبوح".

ومن جانبه حذر المحلل السياسي محمد الجارح من عواقب استمرار رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة في السلطة.

وقال الجارح في تغريدة عبر موقع تويتر "على السيد عبد الحميد الدبيبة ومن معه التوقف عن اغتصاب السلطة وتسليمها على الفور".

وأضاف "نتائج استمرار اغتصاب السلطة ستكون كارثية، واستمرار الدبيبة ومن معه في اغتصاب السلطة سيؤدي إلى حرب حتمية".


فيما تواصل أمس التحشيد العسكري في مختلف أنحاء العاصمة الليبية طرابلس، على الرغم من التحذيرات والمخاوف المتصاعدة محلياً ودولياً من مخاطر اندلاع مواجهات مسلحة، وظهر اللواء أسامة الجويلي، رئيس المنطقة العسكرية الغربية الموالي لفتحي باشاغا، وهو يتفقد "السرية الطبية" التابعة لقواته، بعد رفع جاهزيتها وجمعها في جنوب غربي طرابلس.

واحتشدت مجموعات مسلحة موالية لحكومة باشاغا في مناطق شرق وغرب طرابلس، في محاولة جديدة لدخول العاصمة، ووضع الترتيبات لتمكين الحكومة الجديدة من تسلم المقرات الرسمية من حكومة عبد الحميد الدبيبة، رئيس الوحدة الوطنية، الذي رفض تسليم السلطة لغريمه باشاغا.

وعلى الرغم من أن اللواء أحمد المسماري، المتحدث الرسمي باسم المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني، أكد في تصريحات متلفزة أمس أن الجيش لا يدعم أي طرف ولا علاقة له بالصراع على السلطة في طرابلس، لكنه أضاف موضحاً "إذا طالبنا الشعب الليبي بالتدخل في طرابلس فسنكون في الموعد"، واعتبر أن "طبول الحرب تدق في طرابلس"، لافتاً إلى إنشاء الميليشيات غرفة عمليات عسكرية شاملة هناك برئاسة محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي.