عسكريان إيرانيان يلقيان نظرة على طائرة مسيرة (أرشيف)
عسكريان إيرانيان يلقيان نظرة على طائرة مسيرة (أرشيف)
الإثنين 29 أغسطس 2022 / 10:38

المسيرات الإيرانية.. "مسروقة" من إسرائيل!

فجر تقرير أوكراني مفاجأة غير سارة لإيران، وكشف سراً حاولت طهران إخفاءه، لما له من دور في ضرب دفاعاتها خاصة الجوية، والقائمة على الطائرات المسيرة، التي أصبحت مثار جدل بعد محاولة السلطات الإيرانية تحويلها إلى سلاح عالمي، تصدره إلى الخارج للمساهمة في دموية الحروب.

العديد من الطائرات الإيرانية المسيرة، مجرد نسخ مشابهة لطائرات عالمية كبريديتور أو ربير الأمريكية، وهيرون الإسرائيلية، وبيرقدار التركية

وقال التقرير الأوكراني، إن "السلطات الإيرانية عكفت على استنساخ صاروخ إسرائيلي مضاد للدروع لتزويده بطائراتها المسيرة لتعزيز قوتها وتفوقها"، وفقاً لما ذكرته صحيفة "جيروزالم بوست" أمس الأحد.

تقليد أعمى
وبعد استعراض إيران لقدراتها الجوية في تمرين أطلقته في 24 أغسطس (آب) لرفع جاهزية وقدرات طائراتها المسيرة، كشف موقع "اكسبرس ديفينس" الأوكراني، أن صوراً عدة التقطت للعروض الجوية، وكشفت عن حمل طائرات إيرانية مسيرة لصواريخ مضادة للدروع شبيهة بتلك التي طورها الجيش الإسرائيلي والتي تعرف باسم "سبايك". 

وشككت الصحيفة بتلك القدرات الإيرانية، قائلة: "لا يمكن إثبات بعض الادعاءات التي تطرحها إيران حول قدرات طائراتها المسيرة وليس من الواضح دائماً مدى جودة أدائها". وأضافت "من ناحية أخرى، من الواضح أن الطائرات الإيرانية المسيرة تستخدم بشكل متزايد في المنطقة من قبل الميليشيات الإرهابية، كما أن طهران بدأت بتعزيز حضور تلك الطائرات في أفريقيا وأمريكا الجنوبية".

وتقول الصحيفة أيضاً، قد يكون الاهتمام الأوكراني بالقدرات الجوية الإيرانية مجرد تحليل عسكري من قبل موقع يهتم بتلك الشؤون. لكن قد يحمل التحليل دوافع أخرى، خاصة وأن الجيش الأوكراني يميل إلى استخدام الطائرات المسيرة، ومنها التركية لتعزيز حضوره في الحرب وردع الجيش الروسي، بعد أن أثبتت تلك الطائرات قدرتها على وقف تقدم الجيش الروسي في مناطق عديدة.

وسلط "ديفينس اكسبرس" الضوء تحديداً على طائرة "مهاجر 6"، وهو نموذج تسعى إيران لتصديره إلى الخارج. ومن شأن معرفة الجيش الأوكراني بأن ذلك النموذج قادر على حمل رؤوس متفجرة أن يرفع من فرص امتلاكه لتلك الطائرات الإيرانية، بحسب الصحيفة. 

وتشير الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن التمرينات الأخيرة، كشفت عن حمل طائرة "مهاجر 6" الإيرانية لصاروخ (ألماس) الموجه والمضاد للدبابات، مؤكدة أن ذلك الصاروخ، يعد نسخة طبق الأصل عن صاروخ "سبايك" الإسرائيلي الذي يصل مداه إلى 8 آلاف متر. 

إعادة تدوير
الصحف والموقع الإيرانية بدورها عملت على إعادة نشر التقرير الأوكراني الذي يظهر قدراتها الجوية، في محاولة للاستفادة من تلك الخطوة واعتبارها على أنها تخدم مصالحها. 

ورداً على تلك الخطوة، قالت "جيروزالم بوست"، إن نشر إيران للتقرير الأوكراني محاولة لتأكيد قدرات لا تستطيع أي جهة إعلامية أو غيرها تأكيدها.  

وقالت الصحيفة، إن هدف إيران من إعادة تدوير ذلك التقرير، هو إظهار أن طائراتهم المسيرة لديها نفس القدرات الموجودة في نظيرتها الأمريكية أو الإسرائيلية أو التركية أو غيرها من الطائرات المسيرة المتطورة.

وأضافت، يبدو "أن وضع صواريخ مضادة للدبابات وقنابل بعيدة المدى على الطائرات المسيرة يمنح إيران قدرة جديدة، لكن لا يوجد أي دليل على أن تلك المنظومات تعمل بفعالية".

تعمل الطائرات المسيرة، بطريقة معقدة نوعاً ما، وهي تحتاج لوجود مشغل في المنطقة التي تحلق فيها الطائرة، أو على مسافة قريبة منها للتحكم بها بطريقة احترافية. ومثل تلك القدرات قد لا تملكها إيران فعلياً، بحسب الصحيفة.

وتفيد التقارير، بأن الطائرات الإيرانية المسيرة لم تثبت نجاعتها في الميادين الدولية، كل ما في الأمر أن فعاليتها كانت واضحة في مناطق نفوذ طهران، كالعراق وسوريا واليمن ولبنان، لأن هناك من يشغلها ويراقب تحركاتها، لكن في المناطق التي لا نفوذ لإيران فيها يصبح عمل مثل تلك الطائرات صعباً ومستحيلاً.

وأكدت الصحيفة، أن العديد من الطائرات الإيرانية المسيرة، مجرد نسخ مشابهة لطائرات عالمية، كبريديتور أو ربير الأمريكية، وهيرون الإسرائيلية، وبيرقدار التركية. 

ويعزى نجاح الطائرات الإيرانية المسيرة، بشكل جزئي إلى رخص ثمنها وقلة تعقيدها التكنولوجي، لذا فهي حاضرة في العراق وسوريا وغزة ولبنان، لكن انتشارها على الساحة العالمية مجرد دعاية إيرانية فاشلة، بحسب الصحيفة.