السبت 12 أبريل 2014 / 20:07

ليس بـ"فيس بوك" وحده يحيا الإنسان


خلال السنوات الأخيرة، حاول العديد من الدول وضع قيود على موقع "فيس بوك"، وتم التعامل معه باعتباره سبب العديد من المشكلات، ولكن من دون التركيز على أساس مسببها.

موقع "فيس بوك" الذي انطلق في أواخر 2004، لم يستطع أحد التحكم به فعلياً، إلا أنه يمكن القول إن القيود التي تفرض على ما ينشر، والتي وضعها الموقع بعد تزايد عدد الطلبات القضائية جراء ما ينشر من أمور قد تهدد الأمن الشخصي أو الأمن القومي للدول، استطاعت إلى حد ما التحكم بما يتم نشره بشكل عام، باعتباره يدخل في إطار حماية الأشخاص، وخصوصاً الأطفال من تعريضهم لأمور قد لا تلائم أعمارهم.

ولكن مع وجود "فيس بوك" في هذه الأيام، ومع انتشاره الواسع في المنطقة العربية، إلى جانب مواقع أخرى للتواصل الإجتماعي، فإن الرقابة على ما ينشر لم تعد بالأمر السهل، وتتخطى مسألة إبقاء الأنظار مفتوحة على ما ينشر في هذا الحساب أو ذاك، خصوصاً بعد أن تخطى عدد ما ينشر على الموقع في الدقيقة الواحدة الـ700000 مادة، ما بين صور وتعليقات و"الحالات - ستاتوس"، وبعض منها قد يكون هدفه مجرد إيقاع أكبر ضرر ممكن تجاه الآخرين والدولة، إذ يتواجد العديد من الأشخاص على هذا الموقع من أجل هدف واحد، وهو استغلال هذه "النعمة الإلكترونية" بطريقة سلبية جداً، قد تكون أبعد ما يكون عن التدخل في الأمور الشخصية والحماية الشخصية.

بل ما يركز هؤلاء الأشخاص عليه هو القيام بإنشاء حسابات وصفحات وهمية، جل ما تهتم به هو نبش الأمور القديمة واختلاق الأكاذيب لنشر بعض الأفكار التي تهدف إلى زرع الفتن وزعزعة الإستقرار والأمن بين الحين والآخر.

لن يكون هناك أماكن كافية من أجل ذكر أسماء تلك الصفحات والحسابات، إلا أن الأكيد أن "فيس بوك"، على رغم من كونه وسيلة فعالة للتواصل وتبادل المعلومات، فهو في الأساس يبقى موقعاً لنشر النصوص والصور، إلا أن الضروري في كل مرة، هو الاحتكام إلى العقل، والتدقيق في المعلومات بعناية، والانتباه إلى التفاصيل التي غالباً ما تكشف عن زيف ما ينشر على هذا الموقع، بحيث أن بعض تلك الصفحات تقوم على مبدأ جمع أكبر عدد من "الإعجابات" من دون أن يكون هناك أي إهتمام فعلي بما ينشر وردود الفعل التي قد ينتج عنها نشر بعض الأمور الكاذبة والملفقة.

ولذلك، يجب دائماً العودة إلى العقل في رؤية وقراءة كل ما ينشر على موقع فيس بوك، وبشكل خاص الصفحات والحسابات التي لا يعرف أحد مالكيها الحقيقيين.