إيرانيون يتظاهرون ضد النظام بعد مقتل شابة (أرشيف)
إيرانيون يتظاهرون ضد النظام بعد مقتل شابة (أرشيف)
الأربعاء 28 سبتمبر 2022 / 13:27

تقرير أمريكي: بايدن مخطئ بالتواصل مع نظام يُحتضر

في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الأمريكية يوم الأحد الماضي، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إن لا تعارض بين دعم المتظاهرين الإيرانيين، ومواصلة المفاوضات مع إيران على أسلحتها النووية: "إذا نجحنا في ذلك الجهد، فسيكون العالم، أمريكا وحلفاؤنا أكثر أماناً. وهذا لن يمنعنا بأي شكل من الرد والتحدث علناً عن قمع إيران الوحشي لمواطنيها ونسائها".

على الرئيس بايدن تجنب تكرار أخطاء بوش الأب، وعلى سوليفان ألا يستحضر سياسة مستشار بوش للأمن القومي بنت سكوكروفت.

ولكن "سوليفان مخطئ" هكذا يؤكد الكاتب السياسي في مجلة "واشنطن إكزامينر" مايكل روبين، الذي يعتبر الحرس الثوري ليس جيشاً عادياً أوكلت له مهمة الدفاع عن الأراضي الإيرانية، فهو مدافع عن الثورة الإسلاموية وينظر إلى الأعداء الخارجيين، والإيرانيين الأحرار، على أنهم تهديد متساوٍ.

بايدن يمول جهاز القمع
في الواقع لا يسيطر الحرس الثوري على البرنامج النووي، ويهيمن على الاقتصاد الإيراني، وحسب بل وينسق القمع الداخلي أيضاً، ومع موافقة إدارة بايدن على المزيد من التنازلات، وعكسها حملة الضغط الأقصى، ورفضها تنفيذ العقوبات الموجودة، فإنها تضخ الأموال في جهاز القمع للنظام.

من الممكن أن يقدم المسؤولون في إدارة بايدن أحياناً كلمة دعم لحقوق الإنسان في إيران، لكن الإيرانيات اللواتي يخاطرن بكل شيء في الشوارع، لا يساعدهن هذا الدعم أكثر مما يساعد حث طالبان على احترام حقوق الأفغانيات.

لضمان الانتصار
أشار روبين إلى أن الطريقة الوحيدة لتمكين الشعب الإيراني وإنهاء البرنامج النووي هو ضمان انتصار الشعب على النظام.

إن إنهاء البرنامج النووي بمكافأة نظام كذب باستمرار يشجع على المزيد من الخداع. عملياً، يفقد سوليفان الذي أطلق المحادثات السرية مع إيران حين كان مساعداً لهيلاري كلينتون منذ أكثر من عقد، الصورة الكبرى بالنظر فقط إلى الجزئيات ويخلط بين المفاوضات والنتيجة المرجوة. لقد سلكت الولايات المتحدة هذه الطريق من قبل.

دجاجة كييف
مع بداية تصدع الاتحاد السوفييتي، نصح ديبلوماسيو ومستشارو الرئيس الأسبق جورج بوش الأب، الذين أمضوا كامل مسيرتهم يتفاوضون مع نظرائهم السوفيات على الحد من التسلح، الرئيس بمعارضة استقلال أوكرانيا.

استند منطقهم قصير النظر إلى أنه إذا انهار الاتحاد السوفياتي، العدو الرئيسي لأمريكا في نصف القرن الماضي، فعندها قد تكون الاتفاقات الأساسية التي تفاوضوا عليها مشكوكاً في جدواها.

متحدثاً أمام مشرعين أوكرانيين، ألقى بوش ما بات يسمى اليوم خطاب "دجاجة كييف"، عندما قال حينها "ندعم الكفاح في هذا البلد العظيم للديموقراطية والإصلاح الاقتصادي". وأضاف محذراً "مع ذلك الحرية، ليست الاستقلال".

وشرع بوش في الإشارة إلى العلاقات مع الاتحاد السوفياتي ورسم مقارنات مع الولايات الأمريكية التي التقت بعد الإخفاقات والشكوك المتبادلة التي سادت الكونغرس القاري الأول والثاني.

المشكلة أكبر من ترسانة نووية
أوضح روبين أن بوش كان مخطئاً عندما أعطى الأولوية للحفاظ على نظام قمعي فاشل بدل الحرية المحتملة للملايين.

وبشكل مشابه، لم تكن المشكلة مع إيران ببساطة في ترسانتها النووية المحتملة بل في النظام الذي قد يحصل على مثل هذه الأسلحة. لطالما كان الشعب الإيراني أكثر اعتدالاً بكثير من النظام الذي يزعم تمثيله. وعوض التواصل مع نظام محتضر، على سوليفان الاعتراف بأن نهاية الجمهورية الإسلاموية قد تحل ما قد تعجز عنه ديبلوماسية إدارة بايدن.

ضرر أكبر من المنفعة
إن إيران طبيعية قد تعترف بأن الأسلحة النووية ليست في مصلحتها، وبأن ضرورتها الأيديولوجية للإرهاب وزعزعة استقرار جيرانها باسم "تصدير الثورة" وقمع النساء، والأقليات الإثنية والدينية، قد تنتهي قريباً.

يجب على الرئيس بايدن تجنب تكرار أخطاء بوش الأب، وعلى سوليفان ألا يستحضر سياسة مستشار بوش للأمن القومي بنت سكوكروفت. عوض ذلك، تابع روبين، عليهما إدراك أن الديبلوماسية سيئة التوقيت وغير المدروسة ستنتج ضرراً أكبر من المنفعة. بدل ذلك، عليهما الإصغاء إلى الناس وترك الحرية تهدر.