إيرانيون في مظاهرة ضد النظام (أرشيف)
إيرانيون في مظاهرة ضد النظام (أرشيف)
الأربعاء 28 سبتمبر 2022 / 16:31

الإضرابات سلاح جديد ضد النظام في إيران...هل اقترب العصيان الشامل

24 - أحمد إسكندر

في العقود الماضية من حكم نظام الملالي، كانت الاحتجاجات في إيران تخمد بعد اندلاعها بأيام، إثر قمعها من قبل الباسيج، والحرس الثوري "مهما كان الثمن" لكن يبدو أن التظاهرات التي أشعلتها وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، ستكسر هذه القاعدة.

وما أن وضع الرئيس رئيسي قدميه على أرض المطار في طهران، عقب عودته من الولايات المتحدة، بعد مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حتى هدد المحتجين بمزيد من القمع والقوة قائلاً: "لن نتسامح مع من يعرض أمن البلاد للخطر" فيما تستمر الاحتجاجات لليوم الثاني العاشر على التوالي، رغم القمع، ومقتل العشرات في 133 مدينة، في أكثر من 30 محافظة إيرانية، في مؤشر واضح على عجز قوى الأمن عن احتوائها، واختلافها عن سابقاتها أيضاً.

تطور مهم
وبدا في التظاهرات الجديدة تطور مهم حيث دعت نقابات مهنية ومدنية إلى إضرابات عامة ما يدفع إلى المزيد من التحرك في الشارع الإيراني ضد النظام، وحسب خبراء تحدثوا إلى موقع "إيران إنترناشونال" من المتوقع أن يبدأ إضراب عام في مدن إيرانية عدة احتجاجاً على مقتل مهسا أميني، فيما أغلق باعة في الأسواق وأصحاب المتاجر محلاتهم وتداولت صفحات على موقع تويتر مقاطع فيديو عن الإضراب في سنندج، وسقز، وبانه، ومريوان، في محافظة كردستان، وبوكان وبيرانشهر في محافظة أذربيجان الغربية.
وحذرتت قوات الأمن الإيرانية النقابات وأصحاب المتاجر من المشاركة في الإضراب، لكن رغم  التهديدات أغلقَت المحلات أبوابها، وأعلن مركز تعاون أحزاب كردستان الإيرانية، والأحزاب المدنية والسياسية الأخرى، ونشطاء محافظة كردستان الإيرانية، بداية الإضراب العام مع جميع التنسيقيات في أكثر من 25 مدينة إيرانية، كما صدرت دعوات مختلفة للتجمعات في مدن محافظتي كرمانشاه، وكردستان غرب إيران، بالإضافة إلى دعوات لتجمعات احتجاجية في العاصمة طهران تزامناً مع الإضرابات.

وأعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، أن السلطات اإليرانية اعتقلت نشطاء بارزين باتهامات وهمية، وقالت في تقرير إن الاعتقالات الأخيرة في إيران محاولة يائسة أخرى لكبح دعم حركات اجتماعية شعبية متنامية" مشددة على أن السلطات الإيرانية منعت الوصول إلى شبكة الإنترنت في عدة محافظات منذ بداية الاحتجاجات في 17 سبتمبر (أيلول) الجاري.

وشهدت طهران احتجاجات رفعت شعارات "الموت للدكتاتور" و"هذا العام عام الدم وعام نهاية حكم خامنئي" مع توجه المحتجين من محافظات مختلفة إلى العاصمة طهران للسيطرة على المراكز والدوائر الحكومية، والرسمية فيها وعلى وقع الاحتجاجات، أغلقت جامعات في العاصمة طهران أبوابها، وأعلنت التدريس عن بعد، كما نظمت وقفات لإيرانيين أمام سجن إيفين سيئ الصيت.

تسهيلات أمريكية

بدورها، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أن واشنطن خففت قيود تصدير التكنولوجيا إلى إيران، لتوسيع الوصول إلى خدمات الإنترنت التي قيدتها الحكومة بشدة.

وأشار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى أن بلاده "ستساعد في منع بقاء الشعب الإيراني في عزلة وجهل" كما أوضح نائب وزير الخزانة والي أدييمو أن هناك إجراءات جديد ستسمح لشركات التكنولوجيا "بتوسيع نطاق خدمات الإنترنت المتاحة للإيرانيين. بما يسهم بمساعدة الشعب الإيراني في أن يكون أفضل استعداداً لمواجهة جهود الحكومة في مراقبته والتضييق عليه".

ألقوا السلاح

ورداً على القمع الدموي للاحتجاجات الشعبية، نشرت مجموعة من السينمائيين الإيرانيين بياناً طالبت فيه قوات الأمن بإلقاء بنادقهم، قائلة: "مرة أخرى، نذكّر كل الذين أصبحوا عملاء للقمع والعنف ضد الناس في الوحدات العسكرية بأن هذه البنادق اشتريت بأموال الناس للدفاع عنهم، وليس قتلهم. لا توجهوا البنادق إلى شعب وشباب إيران. عليكم العودة إلى أحضان الوطن".

بدورها، وجّهت مجموعة القرصنة أنونيموس تحذيراً شديداً للحكومة الإيرانية بتصريحات تتحدث عن أن الأيام المقبلة ستكون أياماً جميلة للشعب الإيراني وجحيماً للحكومة الإيرانية، ومن المعروف أن هذه الجماعة تقود عمليات قرصنة دولية هاجمت فيها العديد من المقرات والمؤسسات الحكومية والرسمية التي تتهمها بالفساد والتخريب.