صاروخ نووي روسي (أرشيف)
صاروخ نووي روسي (أرشيف)
الجمعة 30 سبتمبر 2022 / 15:39

السفير الروسي في أمريكا: أي نزاع نووي لن يقتصر على أوروبا وحدها

24-زياد الأشقر

أكد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف أن الأزمة الحالية بين روسيا والولايات المتحدة لا تشبه أزمة الصواريخ الكوبية في الستينات، وإن اندلاع نزاع نووي في أوروبا لن يمكن حصره في أراضي القارة فقط، وذكر بما كتبه وزير الخارجية الأمريكي سابقاً هنري كيسنجر في 2014 عن شيطنة فلاديمير بوتين.

المهم ألا تؤكد روسيا والولايات المتحدة فقط أن حرباً نووية لا يمكن كسبها، ولا يجب خوضها.

وأوضح أنطونوف في مجلة "ناشونال إنترست" أنه قرر أن يكتب المقال لسببين. أولاً، أن في أكتوبر(تشرين الأول) ستكون الذكرى الـ60 لأزمة الصواريخ الكوبية عندما بلغ الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة حافة النزاع النووي.

وهذه مناسبة للدولتين لتمعنا النظر في دروس السياسة الخارجية التي استخلصتاها من تلك الحادثة، و"أعتقد أن أي أمريكي يرى مثلما أرى، أنه يتعين ألا نكرر ذاك الوضع المتفجر للستينات. ومن المهم ألا تؤكد روسيا والولايات المتحدة فقط أن حرباً نووية لا يمكن كسبها، ولا يجب خوضها، وإنما بقية الدول النووية يجب أن تفعل ذلك في بيان مشترك".

ثانياً، لتزايد قلق الأسرة الدولية وخبراء أمريكيين من احتمال نشوب حرب نووية بين موسكو وواشنطن.

واتخذت هذه المسألة منحى أكثر حدة في الأيام الماضية عندما بدأ مسؤولون في الإدارة الأمريكية يبعثون لنا إشارات تحذير من مغبة استخدام الأسلحة النووية في العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا. وبدأت المؤسسة الأمريكية الرسمية إطلاق التهديدات ضد روسيا.

الملايين سيموتون
وفي توقعات لجامعة برينستون، فإن ملايين الأمريكيين والروس سيقضون في تبادل الضربات النووية. في بعض الأوقات نشعر وكأننا عدنا إلى سنوات الماكارثية. وبالكاد يمكن نسيان وزير الدفاع الأمريكي سابقاً جيمس فورستال وهو يقفز من النافذة صارخاً "الروس قادمون".

ويلفت الكاتب إلى أن وسائل الإعلام الأمريكية مليئة بمقالات خبراء مزيفين يجهلون التاريخ ويسيئون تفسير الوضع الحالي، إذ يشبهونه بأزمة الصواريخ الكوبية.

ورأى السفير أن تصريحات بعض السياسيين ووسائل الإعلام التي تؤكد أن العلاقات الأمريكية الروسية تمر بأسوأ أزمة مقبولة، قائلاً: "دعوني أذكركم أننا تحدثنا قبل سنوات عن مرحلة صعبة على صعيد الحوار الثنائي. ومع ذلك، لا أحد تخيل أن تصل إلى هذه المرحلة الخطيرة. كل شيء أنجز خلال سنوات كثيرة بجهد دؤوب في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والعلوم والتربية، ألقي به في مزبلة التاريخ".

وأضاف "نرى صورة مؤسفة وغائبة في مجال الحد من الأسلحة. غرقت معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية، ومعاهدة الحد من الصواريخ متوسطة المدى في النسيان. وتوقفت معاهدة السماوات المفتوحة فعلياً. وتقترب معاهدة نيو ستارت من نهايتها، ونحن نكرر القول إن الجانب الأمريكي لم يلتزم بها بالكامل. وتعاني معاهدة حظر الانتشار النووي من صدمات خطيرة. ولا أحد يمكنه التنبؤ بما يمكن أن يحدث بعد ذلك".

وذكر القراء بأن كل هذا يحدث نتيجة للسياسة الأمريكية، موضحاً أن "واشنطن انسحبت من هذه المعاهدات لتحقق أفضلية أمنية، خاصةً  في مواجهة روسيا. وهي في بحث دائم عن فرص لتحقيق هيمنة عسكرية عالمية".

وعلى مدى عقود سابقة، اقتربت الآلة العسكرية لحلف شمال الأطلسي من حدود روسيا على "موجات" حيث وضعت قبضة حديدية فوق روسيا.

وقال: "كيف كان رد فعلنا؟ حذرنا زملاءنا من مثل هذه الخطوات التي ستحدث ردود فعل عكسية، وتزيد سباق التسلح، ولا يمكننا تجاهل التهديدات التي تتجمع على طول الحدود الروسية، خاصة حدودنا الغربية".

القشة الأخيرة
وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير، محاولة الناتو استغلال أوكرانيا عسكريا وتقنياً، وزرع نظام في كييف يرغب في شن حرب دموية ضد روسيا.

وأضاف "نحن لا نهدد أحداً. لكننا نؤكد كما قال الرئيس فلاديمير بوتين في 21 سبتمبر (أيلول)، إن روسيا مستعدة للدفاع عن سيادتها، ووحدة أراضيها وعن شعبها بكل أنظمة الأسلحة التي نملكها. أين وجه العداء في هذا القول؟ وما هو غير المقبول؟ ألن تفعل الولايات المتحدة الشيء نفسه إذا واجهت تهديداً وجودياً؟".

وحذر الكاتب المخططين العسكريين الأمريكيين من الخطأ في افتراض أن حرباً نووية محدودة، أمر ممكن. هم يأملون على يبدو أن تكون الولايات المتحدة حامية لنفسها وراء المحيط إذا اندلع مثل هذا النزاع في أوروبا في ظل أسلحة نووية بريطانية وفرنسية.

وأكد أن هذه "تجربة" بالغة الخطورة. وبسهولة يمكن افتراض أن أي استخدام للأسلحة النووية، سيؤدي بسرعة بالأمور من تصعيد محلي وإقليمي، إلى تصعيد عالمي.