الجيش الأوكراني يستعيد السيطرة شرقاً ومخاوف من "الانتقام" الروسي

وقال بودولاك في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية، الصادرة اليوم السبت: "في ضوء الذعر الداخلي بالاتحاد الروسي والهزائم العسكرية المتزايدة، فإن خطر حدوث ذلك آخذ في الازدياد".

ووفقاً لتقرير "بيلد"، يرى الخبير الألماني في السياسة الخارجية، فولفجانغ إيشينغر، الأمر بشكل مختلف، حيث قال الرئيس السابق لمؤتمر ميونخ الدولي للأمن في تصريحات للصحيفة: "مع أول استخدام نووي، سيكون بذلك قد تم الوصول إلى أعلى مستوى يمكن تصوره من التصعيد"، موضحاً أن هذا الاستخدام غير وارد "وفقاً لروسيا" إلا عندما يكون هناك "تهديدات وجودية".

وكشفت تقديرات الاستخبارات البريطانية أن روسيا تستخدم حالياً في هجومها البري في أوكرانيا صواريخ دفاعية مخصصة بالأساس لإسقاط الطائرات والمقذوفات الأخرى.

وقد أسفر ذلك عن مقتل 25 مدنياً وفقاً لتصريحات السلطات المحلية هناك وفسرت الاستخبارات البريطانية استخدام موسكو مثل هذا الصاروخ بأنه علامة على وجود نقص في الذخيرة الروسية إذ إنها تعتبر هذه الأسلحة ذات قيمة استراتيجية ولا تتوافر سوى بعدد محدود.

قال متحدث باسم الجيش الأوكراني، اليوم السبت، إن "أوكرانيا حاصرت القوات الروسية حول معقل شديد الأهمية لموسكو في بلدة ليمان في شرق البلاد".

وأضاف المتحدث باسم قوات شرق أوكرانيا سيرغي تشيريفاتي، أنه يوجد في ليمان ما بين 5000 و5500 جندي روسي، لكن عدد القوات المحاصرة قد يكون انخفض بسبب الخسائر في صفوف الجنود الذين يحاولون الفرار من الحصار.

وقال إن "القوات الروسية تقوم بمحاولات فاشلة لكسر الحصار". وأضاف "البعض يستسلم، ولديهم الكثير من القتلى والجرحى، لكن العملية لم تنته بعد".

وستمثل السيطرة على هذه البلدة، التي تستخدمها روسيا كمركز لوجيستيات ونقل لعملياتها في شمال منطقة دونيتسك، نكسة جديدة كبيرة لخطة الكرملين للاستيلاء على كامل منطقة دونباس الصناعية.

في المقابل أفادت الإدارة المدينة لمقاطعة خيرسون، بأن القوات الأوكرانية قصفت منطقة نوفايا كاخوفكا في ضواحي خيرسون، مشيرة إلى أن الدفاع الجوي الروسي يعمل بنشاط، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك".

وجاء في الرسالة التي نشرت على قناة "تلغرام" التابعة لإدارة المدينة: "عند 10:55 صباحاً، قصف الأوكرانيين السكان المدنيين في نوفا كاخوفكا للمرة الخامسة خلال يوم واحد". كما أشارت الرسالة إلى وقوع 5 انفجارات.

وقالت الإدارة العسكرية الإقليمية إن "النائب الأول للأمن لرئيس الإدارة العسكرية والمدنية في مقاطعة خيرسون، أليكسي كاترينيتشيف، قتل نتيجة هجوم صاروخي شنته القوات الأوكرانية على وسط خيرسون".

وكشفت مصادر عسكرية روسية، صباح اليوم السبت، أن القوات العسكرية الأوكرانية تتكبد خسائر فادحة على المحاور الجنوبية وتعاني نقصاً في الذخائر والأسلحة دون وجود أي تعزيزات عسكرية.

وذكرت المصادر العسكرية أن قوات الرصد الإلكتروني استطاعت اعتراض اتصالات لاسلكية بين أفراد عسكريين من السرية الميكانيكية الخامسة للواء 53 للقوات المسلحة الأوكرانية، التي شاركت في محاولة هجوم باتجاه خيرسون في سبتمبر(أيلول) الماضي.

من جانب آخر اعتقلت روسيا المدير العام لمحطة الطاقة النووية في زابوريجيا إيغور موراتشوف، الواقعة تحت السيطرة الروسية في جنوب أوكرانيا، كما أعلنت شركة الطاقة النووية الأوكرانية "اينرغو اتوم" السبت.

وقال بيترو كوتين رئيس "اينيرغو اتوم" على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي إن "دورية روسية" اعتقلت موراتشوف الجمعة حوالي الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش أثناء توجهه من المصنع إلى بلدة إرنوغودار التي تسيطر عليها روسيا.

وأضاف أنه تم توقيف السيارة التي تنقل مدير المصنع وإخراجه منها ونقله "معصوب العينين إلى جهة مجهولة". وتابع كوتين أن موراتشوف "يتحمل المسؤولية الكاملة والحصرية عن الأمن النووي".
وزار وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية المحطة في سبتمبر(أيلول) وتدعو الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى إنشاء منطقة أمنية حول الموقع.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها "طلبت معلومات من روسيا عن المدير العام لمحطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا"، الذي قالت الشركة الحكومية المشغلة للمحطة إن "دورية روسية اعتقلته". وذكر متحدث باسم الوكالة: "تواصلنا مع السلطات الروسية ونطلب توضيحات".

تجدر الإشارة إلى أن القوات الروسية احتلت المحطة النووية منذ الرابع من مارس(آذار) الماضي.