بريطانيون يتظاهرون ضد الترحيل إلى رواندا (أرشيف)
بريطانيون يتظاهرون ضد الترحيل إلى رواندا (أرشيف)
السبت 24 ديسمبر 2022 / 20:02

لندن تصر على التخلص منهم... اللاجئون مرعبون من الترحيل إلى رواندا

بعد مغادرتهم الشرق الأوسط أو إفريقيا وعبورهم أوروبا ثم بحر المانش، يواجه طالبو اللجوء في المملكة المتحدة احتمال الترحيل إلى رواندا، في مشروع "مرعب" يثير قلقهم لكنه لن يثنيهم عن التوجه إلى بريطانيا، على حد قولهم.

ويقع الفندق على بعد بضع مئات الأمتار من أبراج حي المال في لندن، لكنه لا يضم رجال أو سيدات أعمال بل طالبي لجوء فقط، وصلوا إلى المملكة المتحدة بشكل غير قانوني بعضهم مختبئاً في شاحنات وآخرون على قوارب، ويُقدر أن في 2022 عبر أكثر من 45 ألف مهاجراً بحر المانش على هذه القوارب الهشة، وهو عدد قياسي.

رواندا
وكثيرون لا يتحدثون الإنجليزية لكن كلمة واحدة تكفي لإثارة ردود فعل، رواندا، وقال السوداني محمد  الذي وصل على متن زورق قبل عامين: "لم أعد أستطيع النوم"، وأكد كردي عراقي كان يدخن سيجارة أمام باب الفندق "رواندا؟ لا. هل ترغب أنت في العيش هناك؟".

وأبرمت حكومة رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون في أبريل (نيسان) الماضي، اتفاقاً مع رواندا لترحيل المهاجرين الذين دخلوا بشكل غير قانوني إلى بريطانيا أياً كانت نقطة انطلاقهم، وحتى قبل فحص طلبات لجوئهم. وتهدف هذه السياسة المثيرة للجدل إلى ردع المهاجرين عن عبور البحر.


ووافق القضاء البريطاني الإثنين الماضي على المشروع الذي تريد الحكومة تنفيذه في أسرع وقت ممكن، وقال الكردي الإيراني أمير: "إنه أمر مخيف فعلاً ويسبب ضغطاَ كبير على الناس في الفندق"، ووصل هذا الشاب إلى المملكة المتحدة، منذ 4 أعاوم مختبئاً في شاحنة، ويعتقد أن الخطة لن تشمله، ويأمل الحصول على وضع لاجئ قريباً.

ولا يشك أمير إطلاقاً بعد سنوات أمضاها محاطاً بمهاجرين فروا من حروب أو اضطهاد، أن التهديد بإرسالهم إلى رواندا "لن يردعهم وسيواصلون السفر إلى بريطانيا"، وقال عبد الحكيم الإثيوبي، الذي وصل إلى المملكة المتحدة على قارب، إن "هذا المشروع مرعب"، وأضاف أنه عند إعلان المشروع في أبريل (نيسان) الماضي "كنا نتحدث عنه كثيراً كان الجميع مرعوبين".

وفي يونيو (حزيران) الماضي ألغيت الرحلة الأولى، بقرار من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، ورغم حكم القضاء الإثنين الماضي، يأمل عبد الحكيم ألا تنفذ الخطة، وقال: "سيكون أمراً فظيعاً، مثل البدء من الصفر"، مشيراً إلى أن "رواندا ليست مكاناً آمناً وشهدت إبادة جماعية!".

أما الإيرانية ماري، فتفضل ترحيلها إلى رواندا على إعادتها إلى بلادها، وقالت: "إذا عدت إلى إيران فأعتقل، على الأقل في رواندا، يمكن أن أبقى على قيد الحياة".

وغادرت ماري إيران مع زوجها قبل عامين، استقلا قارباً إلى إنجلترا بعدما رُفض طلب لجوئهما في هولندا، واعتنقا المسيحية كما قالت، مؤكدة "لا أعرف شيئاً عن رواندا باستثناء أنها في إفريقيا، ولكن إذا لم يكن لدي خيار آخر، فسأذهب".

هجرة قانونية
وفي مواجهة الانتقادات تصر الحكومة على أن هناك طرقاً آمنة وقانونية للمهاجرين، لكن في إحدى اللجان البرلمانية، واجهت وزيرة الداخلية اليمينية المتطرفة سويلا برافرمان صعوبة في الرد على نائب في مجلس العموم سألها كيف يمكن لطفلة يتيمة عمرها 16 عاماً، وتريد الهرب من الحرب في دولة في شرق إفريقيا، أن تصل بشكل قانوني إلى المملكة المتحدة.

وحاول مستشار الرد قائلاً: "بناء على البلد الذي تنتمي إليه، يمكن الاتصال بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين".

وتشدد وزارة الداخلية على لم شمل العائلات بين هذه "الطرق الآمنة"، لكن رد المهاجرين خارج الفندق جاء بالإجماع، لم يكن بإمكانهم الوصول إلى المملكة المتحدة بشكل قانوني.

وقال الإثيوبي عبد الحكيم: "يستحيل الوصول بشكل قانوني. ربما بتأشيرة طالب؟ لكن لم تكن لدي الوسائل الكافية للدراسة".

أما أمير الكردي من إيران فيقول إنه مهدد في بلده، و"طلب اللجوء من إيران لا وجود له! هل تعتقدين حقاً أن إيران كانت ستمنحني جواز سفر؟".