نتانياهو ولابيد. (أرشيف)
نتانياهو ولابيد. (أرشيف)
الإثنين 30 يناير 2023 / 16:26

هجوم أصفهان.. هل تبنى نتانياهو "عقيدة الأخطبوط"؟

على الرغم من الخلاف الواضح بين رؤساء الوزراء بنيامين نتانياهو والأسبق نفتالي بينيت والسابق يائير لابيد، يبدو أن الثلاثة اتفقوا على تبني استراتيجية واحدة تجاه إيران، وهي "عقيدة الأخطبوط"، وخصوصاً إذا ثبت أن تل أبيب هي من نفذت "هجوم أصفهان".

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أنه إذا كانت التقارير الأجنبية التي تحدثت عن ضلوع إسرائيل في الهجوم الذي استهدف مدينة أصفهان الإيرانية دقيقة، يكون نتانياهو بالتأكيد قد تبنى الاستراتيجية التي تبناها أسلافه والتي تنص على اتخاذ إجراءات ضد "رأس الأخطبوط" وليس فقط ضد أذرعها كما حدث في العقود الماضية.

"سأترك لكم هنا بنكاً من الأهداف لم يتم مهاجمتها وتدميرها بعد في إيران بسبب اعتبارات تشغيلية وسياسية مختلفة، تم تحديد هذا البنك طوال فترة حكومتي أنا وبينيت، ثمرة الاستراتيجية الجديدة التي قمنا بها، بضرورة إلحاق الأذى بإيران، أوصي بشدة بأن تذهبوا في اجتماعكم القادم مع رئيس الموساد للتفويض مرة أخرى بشن هجوم، هذه الاستراتيجية تعمل، الموساد وبقية مجتمع الاستخبارات أعدوا لها وهم مستعدون لمواصلة ذلك"، وفقاً للصحيفة الإسرائيلية التي قالت إن هذه هي الطريقة التي سلم لابيد نتانياهو بها مفاتيح المنصب بشكل سري.

أضافت "يديعوت أحرونوت" أنه إذا كان التقرير من الولايات المتحدة صحيحاً بأن إسرائيل هي التي هاجمت الموقع العسكري في أصفهان، فربما يكون نتانياهو، على نحو مفاجئ، قد وافق بالفعل على استخدام تلك التوصية، على الرغم من أنها جاءت من خصمه، وتابعت: "إذا كان التقرير صحيحاً، فمن المحتمل أن يكون هذا هو أول إجراء بشأن إيران يتفق عليه رئيس الوزراء القديم والجديد".

أوضحت الصحيفة أن بينيت هو من أراد تغيير التصور والعمل ضد رأس الأخطبوط لا أذرعه كما حدث في العقود السابقة -في إشارة إلى الجماعات المُسلحة التابعة لإيران في المنطقة.

وكان بينيت قال للجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست إن "أيام الحصانة قد ولت، أيام تؤذي إيران إسرائيل مرة وأخرى، وتنشر الإرهاب عبر فروعها في المنطقة، وتبقى سالمة".

عقيدة الأخطبوط
وفي اجتماع آخر لبينيت عرض فيه "عقيدة الأخطبوط"، قال إن الأمر يتعلق بـ"الانتقال من حرب على الحدود إلى هجوم على أراضي إيران، ليس فقط في السياق النووي".

وتقول الصحيفة إن الحد الفاصل كان عندما تم إسقاط طائرتين إيرانيتين بدون طيار في طريقهما إلى إسرائيل في فبراير (شباط) من العام الماضي، وبعد 24 ساعة، وفقاً للتقارير، أطلق الموساد طائرات بدون طيار اصطدمت بمنشأة إنتاج إضافة إلى إطلاق الطائرات بدون طيار في كرمانشاه.

هذه الاستراتيجية التي يتبعها نتانياهو الآن، تعكس تغييراً في التصور، أي أنه أقرب إلى تصور الموساد للحرب ضد إيران، أكثر من تصور الجيش الإسرائيلي، وهي نقطة الخلاف التي كانت قائمة بين المؤسستين لسنوات عديدة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي حاول لسنوات منع بناء جبهة ثانية ضد إسرائيل في سوريا عن طريق إلحاق الضرر الكبير بمشروع حزب الله الدقيق، أما الموساد فيرى تصوراً مختلفاً عن ذلك.

وبحسب الصحيفة، وجد بينيت في رئيس الموساد الذي تولى منصبه في نفس الوقت معه، ديفيد بارنيع، شريكاً متحمساً للاستراتيجية وتنفيذها. وترى "يديعوت أحرونوت" أنه بافتراض أن إسرائيل هي المسؤولة بالفعل عن سلسلة العمليات، فقد تكيف الموساد والجيش الإسرائيلي مع هذا التحدي.

وكانت وسائل الإعلام الرسمية في إيران، نقلت عن وزارة الدفاع، أن انفجاراً وقع في مصنع عسكري في مدينة أصفهان بوسط إيران نجم عن هجوم "فاشل" بطائرات مسيرة. وقالت الوزارة في بيان: "أصاب الدفاع الجوي واحدة من الطائرات المسيرة، ووقعت الطائرتان الأخريان في فخاخ دفاعية وانفجرتا".