المبنى القديم لصحيفة "الاتحاد".(أرشيف)
المبنى القديم لصحيفة "الاتحاد".(أرشيف)
الإثنين 30 يناير 2023 / 16:38

الإعلام الإماراتي.. إعلام دولة تتمتَّع نهضتها بأعلى المعايير

عودتنا الإمارات أنه ليس لسباق التميُّز منتهًى أو سقف

بهدف تحفيز قطاع الإعلام وتطويره على مستوى الإمارة، وتعزيز الكفاءات المواطنة في قطاع الإعلام بمختلف أشكاله؛ جاء القانون الذي أصدره صاحب السموِّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، بصفته حاكمًا لإمارة أبوظبي، بإنشاء "مكتب أبوظبي الإعلامي"، ذلك القانون المهمّ الذي سيعمل على وضع برامج تسعى إلى تطوير المهارات، وبناء قدرات فرق التواصل الإعلامي، وتوفير البنية التحتية اللازمة لازدهار المؤسسات الإبداعية.

ومن باب تفعيل هذا القانون كي يؤتي ثمرته المنشودة؛ ينبغي أن نشير إلى أن الانفتاح الإعلامي الذي يشهده الوطن، يُحتِّم أن تزداد أعداد الإعلاميين الوطنيين؛ لتصبح هناك منصَّات إعلاميَّة ذات مصداقيَّة، وتتمتَّع بالموثوقيَّة، وتتَّسم بالعمق، ومحاولة التنويه بالدولة وإنجازاتها إعلاميًّا؛ لمواكبة تطوُّرات صناعة المحتوى، ونشر قيم الدولة وثقافتها الغنيَّة، ومنظومتها القيميَّة الفريدة.

إن الإعلام الإماراتي مؤهَّل أن يكون هو الأهمِّ والأبرز، خصوصًا أنه إعلام دولة تتمتع نهضتها بأعلى المعايير، فالهويَّة الإعلاميَّة بحاجة إلى المثقف الواعي والإعلامي المستنير بقيم وطنه، والقادر على إعمال عقله، خصوصًا بعدما أصبح للكاتب والمفكر والمبدع الوطني الإماراتي موقع مميز، وبعد تعزيز دور المؤثرين والفاعلين الإماراتين، وإضفاء الأفكار الخلَّاقة، بما يعزِّز من تفاعلنا مع شعوب العالم، ويعكس بجلاء قيمنا الحضاريَّة والإنسانيَّة العريقة.

إن الهوية الإعلاميَّة بحاجة إلى الصحفي والإعلامي المثقف، وذلك من خلال تحليل الواقع الإعلامي وتحديد التحديات الحالية وطرق معالجتها، واستكشاف الفرص المستقبلية للنمو والازدهار للاستفادة منه على النحو الأمثل، كما أن الرعاية الإعلاميَّة للكاتب والمبدع الوطني والإعلامي الموهوب ضرورة ملحَّة؛ لتأكيد ارتباطه بإرثه الغني، وحاضره المزدهر، وتطلُّعه الدائم لمستقبل وطنه الواعد، ولن يتأتَّى ذلك إلا بتحويل المادة الإعلاميَّة المنشورة له إلى محتوى إعلامي، يشكِّل إضافة نوعيَّة لمنصَّات النشر المتعدِّدة؛ لمواكبة منصَّات التطوُّر العالمي، وإلا سيحتلُّ السَّاحة إعلاميون غير مؤهَّلين، وغير قادرين على رصد الواقع التنموي والحيوي في الدولة، وهذا يشكل معول هدم يُقوِّض كل ما تقوم الدولة ببنائه.
وإن نجاح الإمارات يكمن في قدرتها على الانسجام بين الحفاظ على الهويَّة الوطنيَّة، والانفتاح المتزن، واكتساب التديُّن المعتدل، والتشبُّث بالقيم المجتمعيَّة، ما جعل هذه الحزمة القيميَّة بمثابة حائط الصدِّ لحماية منظومتنا الوطنيَّة، والوصول بأمان إلى محطة المستقبل والحداثة والتطوُّر السريع، ومواكبة منصَّات التطوُّر العالمي من ناحية أخرى، وهذا مما رسخته الآلة الإعلامية بنجاح في العقود الأخيرة.

كما المنجزات الإماراتية في عمومها، تعطي لنا مكانًا راسخًا في وعي الآخر، وهي تمثِّل المحطات الذهبيَّة في تاريخ دولتنا، وإنه لترسيخ ثقة الوسط العربى والعالمي بقدرة الإمارات على إدارة هذه الاستحقاقات الكبيرة وإنجاحها، فكان لا بدَّ من مكتب إعلامي لدولتنا، وإبراز هذه البصمة الوطنيَّة في سباقها مع المستقبل؛ بغية بناء إعلام وطني مستنير، مواكب لروح العصر، ومستند إلى ثوابت الدولة، وقادر على نشر رسالة الإمارات.

فالمؤسسات الإعلامية الوطنية تسعى إلى صناعة الإعلامي الوطني المؤهل؛ لأن غياب هذا الإعلامي المثقف سيفتح الباب للإعلاميين غير المتخصِّصين للعبث بعقول أبناء هذا الوطن، خاصة عندما تكون ضمن فضاء مفتوح، وعالم سريع الحركة، وأزمات متلاحقة، ومزاج يناسب عصر السرعة، ومواكبة منصَّات التطوُّر العالمي.

إن الإعلام الإلكتروني الذي يشهد منافسة كبيرة، هو أمر يفرض المهنية العالية، وحسن اختيار الصحفي الجيد والمراسل والإعلامي المتميز، فالهويَّة الإعلاميَّة بحاجة إلى الصحفي المثقف والإعلامي المتمكن، إذن كيف يكون للصحيفة أو الإعلام الوطني مكانهما المتميز في هذا الفضاء المفتوح دون أن تهتم بكوادرها وتحسن تأهيلهم وإعدادهم.

وقد عودتنا الإمارات أنه ليس لسباق التميُّز منتهًى أو سقف؛ ولهذا فإن نقل قصة انتصار الإرادة الإماراتيَّة وقدرتها على تحقيق المعجزة التنمويَّة والأمنيَّة، والوقوف على المحطات الذهبيَّة في تاريخ دولتنا، يحتاج إلى الإعلامي الإماراتي القادر على التعبير عن تفرُّدنا وقيمنا وقصة دولتنا، لأن الترويج لهذه المنجزات يعطي لنا مكانًا راسخًا في وعي الآخر.

وكل هذا يلقي بالعبء على الجامعات والمؤسسات الإعلامية في الدولة، لتوثيق الخبرات، وتأهيل الوظائف الإعلامية، وتعزيز والمهارات المطلوبة، وتحفيز الشباب على تخصصات الإعلام، وإلى تعزيز التبادل المعرفي بين مختلف المؤسسات ذات العلاقة، وتقديم الدعم والمنح المادية والاستشارات، والاستفادة من المشروعات الابتكارية في ريادة الإعلام المحلي، وغيرها من البرامج والأنشطة التي تجعل من هذا التخصص عامل جذب نوعياً محليًّا، بما يصب في النهاية في منظومة الإعلام الوطني المخلص والمسؤول، وبما يساعد على تعزيز دور القيم المدنيّة والسلوك والحضاري، فضلًا عن ترسيخ قيم العروبة والإسلام والقيم الإنسانيّة.

أشدُّ على أيادي قادتنا، وأشيد بوعيهم غير المسبوق بأهمية الإعلام ودوره في توعية المواطن في الداخل- والمتابع في الخارج- بما تحققه الإمارات من نجاحات وإنجازات في مختلف المجالات.