أبوظبي التشاوري يكسر البرود بين الدوحة والمنامة

ويبدو أن اللقاء بين العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في أبوظبي، كسر الجمود بين العاصمتين أخيراً، ووضع قطار المصالحة على سكته. فبعد أيام قليلة من لقاء في أبوظبي، تحادث الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء البحريني، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هاتفياً، في مكالمة نادرة بين الجانبين، في 25 يناير (كانون الثاني) الجاري، تعرضا فيها إلى ضرورة "تسوية المسائل العالقة بين البلدين، بما يحقق التطلعات المشتركة لمواطني البلدين، ويحافظ على تماسك مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأمن المنطقة واستقرارها".

ويبدو أن المحادثة أطلقت فرس المصالحة من عقاله، فعاد العاهل البحريني أمس الإثنين بمناسبة إشرافه على مجلس الوزراء في المنامة، ليذكر بملف العلاقات مع قطر، مشدداً على "أهمية الالتزام بتنفيذ كافة قرارات المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وبيان قمة العُلا، وبمواصلة تنسيق مواقف دول المجلس في كافة المحافل الدولية" وفق ما أوردت وكالة الأنباء البحرينية.

وشدد الملك أيضاً، وفق بيان الوكالة، على "أهمية العمل على حل كافة القضايا والمسائل العالقة بين مملكة البحرين، ودولة قطر الشقيقة، بما يحقق التطلعات المشتركة لمواطني البلدين، ويحافظ على تماسك مجلس التعاون لدول الخليج العربية وأمن المنطقة واستقرارها".

وبالتوازي مع ذلك نقلت وسائل الإعلام البحرينية صباح اليوم الثلاثاء، عن وزير المواصلات البحريني، اتصال المنامة بالدوحة رسمياً لبحث ملف استئناف الاتصالات الجوية المباشرة بين العاصمتين.

ونقلت صحيفة الوطن البحرينية في هذا السياق، أن وزير المواصلات والاتصالات في البحرين محمد بن ثامر الكعبي أكد "في تعقيبه على استفسارات أعضاء مجلس النواب خلال الجلسة المنعقدة اليوم، بدء مخاطبة الأشقاء في دولة قطر الشقيقة لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين".

وبعد اللقاء، والمصافحة، والمصارحة في أبوظبي، بين قائدي البلدين الخليجيين، وبعد المكالمة الهاتفية بين ولي العهد البحريني وأمير قطر في الأسبوع الماضي، ثم حديث الملك حمد بن عيسى آل خليفة أمس، وتصريحات وزيره للمواصلات اليوم عن الرغبة في استئناف الحركة الجوية بين البلدين، وذلك بعد فتح الحدود، والمجال الجوي، تنفيذاً لمقررات قمة العُلا في السعودية، التي أنهت المقاطعة العربية لقطر، يبدو أن التطبيع الكامل بين الدوحة والمنامة، يقترب من إنهاء المسار الطبيعي بإعلان استئناف التمثيل الدبلوماسي للبلدين في العاصمتين، لطي صفحة الخلاف نهائياً بينهما، بدفع من أبوظبي وحرص من رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد، الذي نجح في ظرف أسبوعين تقريباً في إعادة مد جسور التواصل بين الدولتين الشقيقتين، في إنجاز دبلوماسي حقيقي جديد.