برنامج الفضاء الإماراتي (تعبيرية)
برنامج الفضاء الإماراتي (تعبيرية)
الخميس 2 فبراير 2023 / 13:10

الإمارات...من القمة إلى أعماق الفضاء

الوصول إلى القمة أصعب من البقاء فيها، كلمة شاعت وانتشرت حتى كادت تفقد معناها والمغزى منها، ولكن المتأمل يُدرك بالضرورة، أن العمل، وأن بالعمل وحده، يمكن التحليق إلى السحاب، ومعانقة النجوم والكواكب، ولأنها ورشة عمل لا تهدأ، يُشرف عليها شخصياً ويدفعها إلى الأمام رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد، فلا عجب ولا غرو، أن ترتقي الإمارات إلى القمة، وأن تبقى فيها، وأن تسحب البقية للارتقاء إليها.

اليوم الخميس، "كرر" صندوق النقد العربي، ما دأب عليه منذ سنوات، ونشر تقريره السنوي عن تنافسية الاقتصادات العربية 2022، عن تفوق الإمارات عربياً، واحتلالها المرتبة الأولى في التنافسية الاقتصادية، بعد تفوقها في أغلب مؤشراته الفرعية، من الحرية المالية، ومن مؤشر السيولة المحلية للناتج المحلي الإجمالي، إلى نمو الأصول الأجنبية، ومن البيئة الجاذبة للاستثمار، إلى الحوكمة الرشيدة، ومكافحة الفساد الإداري وسيادة القانون، انتهاءً بالبنية التحتية.

وتزامن التقرير اليوم، مع تقرير آخر منذ يومين، لمنظمة الشفافية الدولية، جاء فيه أن الإمارات جاءت أولى عربياً، وفي الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، وفي المرتبة 27 عالمياً، أمام دول في حجم كوريا الجنوبية، وإسبانيا والبرتغال وحتى إسرائيل، وإيطاليا، وغيرها.

لم يكن الإنجازان المتزامنان عبثاً ولا صدفة، فدولة تعمل بلا كلل ولا ملل، بدفع من قيادة حريصة على أدق التفاصيل، من أجل التألق والامتياز، لا يمكن أن تتأخر في سباق التفوق والامتياز.

ولتأكيد ذلك يكفي النظر إلى تزامن هذين التقريرين، مع المؤتمر الصحافي الذي عقده اليوم الخميس مركز محمد بن راشد للفضاء، لتقديم المهمة الإماراتية الجديدة إلى الفضاء، وآخر استعدادات أو إعداد رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي نفسه، لأول رحلة إلى الفضاء من نوعها يؤديها رائد فضاء عربي في مهمة طويلة، ستتواصل 6 أشهر كاملة سيقضيها على متن محطة الفضاء الدولية، وهي الرحلة التي يُنتظر أن تنطلق في 26 فبراير (شباط) الجاري.

إنها رسالة ولا شك إلى المنطقة والعالم، مفادها، أن من حوّل الصحراء على امتداد نصف قرن إلى منبع خير ونماء، يُمكنه حتماً أن يجعل الفضاء واحة أو حديقة غناء، شرط العمل بجدٍ من أجل الإنسان ومن أجل الوطن، وشرط الإيمان بالذات والقدرة على تحدي المستحيل والوفاء لذكرى رجل أسس دولة جعلها في ظرف قياسي تنافس كبار العالم في مختلف المجالات، والولاء لقيادة عاهدت شعبها على المضي قُدماً على درب النجاح من أجل تحقيق الأحلام الكثيرة التي راودت المؤسس الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي حقق ما أمكنه منها في حياته، مخلفاً وراءه من يتصدى لهذه المهمة الشاقة والنبيلة.