الأحد 12 فبراير 2023 / 08:54

فزعة "جسور الخير"

افتتاحية الخليج الإماراتية

يوم مشهود وفزعة إنسانية تكلل سمعة الإمارات الذائعة بمواقفها الإنسانية

يوم مشهود في العمل الإنساني، ذلك الذي شهدته الإمارات يوم أمس، حين لبّى المقيمون والوافدون والمؤسسات نداء حملة "جسور الخير"، لتجميع وتعبئة حزم المساعدات الإغاثية، للحد من معاناة الزلزال الرهيب الذي أصاب الأشقاء والأصدقاء في سوريا وتركيا. يوم مشهود وفزعة إنسانية تكلل سمعة الإمارات الذائعة بمواقفها الإنسانية، واستجاباتها السريعة لاستغاثات المنكوبين أينما كانوا.

مشاهد جمع سلال الأغذية والأدوية والألبسة والخيام، التي تبرع بها المحسنون وأمّنها آلاف المتطوعين، جسدت مرة أخرى، رسوخ العمل الإنساني الذي يجري مجرى الثقافة والعرف السائد في المجتمع الإماراتي، ويعبر عن أصالة قيم العطاء والمكارم المأثورة عن الآباء والأجداد، عملاً بنهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتقديم العون للمتضررين منذ الساعات الأولى لحدوث الكارثة، وسيبقى مد الخير مستمراً حتى يستعيد المنكوبون حياتهم الطبيعية، ويتخطوا المحنة التي فاجأت العالم وأحدثت صدمة للبشرية قاطبة.

حملات التبرع ضمن "جسور الخير" تتكامل مع جهود فرق عملية الإغاثة الكبرى "الفارس الشهم 2" في المناطق المنكوبة في سوريا وتركيا، حيث باشرت تلك الفرق الميمونة منذ وصولها، مهامها الميدانية بإنقاذ عالقين تحت الأنقاض، متحدّية الظروف المناخية الصعبة والمشاعر الإنسانية المؤثرة لذوي الضحايا، وسارعت بإقامة المستشفيات الميدانية لعلاج المصابين، لتقدم هذه الكوادر الوطنية نموذجاً مشرفاً في عمليات الإنقاذ وتقديم المساعدات والخدمات الطبية، بينما لم يتوقف الجسر الجوي الذي أقامته الإمارات، ونقلت خلاله عشرات الطائرات أطناناً من المواد الإغاثية والمستلزمات الصحية.

وبذلك ترسخ حملة "جسور الخير" وعملية "الفارس الشهم 2"، مكانة "دار زايد الخير" كمنارة للعمل الإنساني تسارع أياديها البيضاء إلى تقديم العون لمن يحتاجون إليه جراء الكوارث الطبيعية والحالات القاهرة.
جمع التبرعات والمسارعة بنقلها جواً إلى مستحقيها في سوريا وتركيا، ملحمة إنسانية أخرى تسطّرها الإمارات وتخلّدها، إلى جانب ملاحم سابقة ستظل في رصيد الخير المبارك بفعل الصدق والإخلاص والنزاهة المطلوبة في مثل هذه الظروف الطارئة. فالغاية السامية لهذه الحملات تهدف إلى إنقاذ الإنسان والتخفيف من مصابه.
وما تشهده مناطق من سوريا وتركيا تتفطر له القلوب، ولا تترك للمرء خياراً غير المسارعة بتقديم ما يتيسر من عون ودعاء لتخيف الفاجعة والإحاطة بالمتضررين منها. وفي مثل هذه الأوضاع تواجه الإنسانية امتحاناً صعباً لقياس مدى الاستجابة والوفاء بالقيم والأخلاق. ومن فضل الله، ثم بتوجيه القيادة الرشيدة، تسجل الإمارات النجاح تلو النجاح في مثل هذه المواقف، وما شهدته إمارات الدولة في يوم تلبية نداء "جسور الخير"، يمثل فزعة إنسانية محمودة أظهرت أن هذا البلد الزاخر بالخير والعطاء، يسلك المسارات الحكيمة وله قصب السبق في الوصول إلى المحتاجين، ويرسم صورة حضارية تتجاوز الحدود الجغرافية للمناطق المنكوبة، لتصل إلى كل العالم مكللة بالخير والإنسانية والفخر.