(أرشيف)
(أرشيف)
السبت 18 فبراير 2023 / 23:06

الإنفاق الدفاعي للناتو لا يكفي لردع التهديدات

ترى صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه من الضروري تعزيز السياسية الدفاعية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، واستمرار الطلب على الأسلحة الأوروبية والأمريكية، وهو ما أكده الناتو هذا الأسبوع.

وتشير الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن "بعض المسؤولين البريطانيين قالوا هذا الأسبوع إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ألقى 97 % من جيشه في أوكرانيا، وأنه يراهن على قدرته على تقويض إرادة الغرب في المقاومة، لذلك من الجيد أن أعضاء الناتو يعيدون التفكير في التزاماتهم الدفاعية الحالية".

تعزيز الانفاق الدفاعي

ونقلت الصحيفة عن الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ قوله الأربعاء، إن "الحلف سيعيد هذا الصيف النظر في التعهد بأن ينفق الأعضاء 2% من اقتصادهم على الدفاع الوطني، وأن ذلك كان لا بد العمل به منذ 2014، لكن تعزيز الدفاعات في الوقت الحالي أمر في غاية الأهمية.
وأضاف أن "العالم أكثر خطورة، مع حرب كاملة مستمرة في أوروبا، بالإضافة إلى الإرهاب والتهديد من الصين.. يجب ألا يكون هدف 2% سقفا بل أرضية مشتركة يُبنى عليها مستقبلاً".

وبحسب الصحيفة، فيبلغ متوسط الإنفاق الدفاعي لأعضاء الناتو 1.65% من الناتج المحلي الإجمالي، كما أظهرت البيانات التي أصدرها الحلف العام الماضي، وليس سراً أن بعض الدول "كسولة" مثل إسبانيا بنسبه يرثى لها (1.01%) وكندا (1.27%) والدنمارك (1.39%) والمجر (1.55%).

نسب ضئيلة

وتعهدت ألمانيا ودول أخرى بزيادة الوتيرة، كما أشارت الصحيفة، لكن زعيم الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ الأمريكي ميتش ماكونيل قال في مؤتمر ميونيخ الأمني الجمعة إنه بينما يُقدر التحول الخطابي في هذه القارة فيما يتعلق بالدفاع، إلا أن "الخُطب ليست سياسة"، لافتاً إلى أنه يجب أن يكون الهدف الجديد لحلف الناتو 3% على الأقل، مع رفع المعيار الحالي للتكتل الأطلسي إلى 20% من الإنفاق على المعدات.


وتقول الصحيفة إن هذه النسبة تضم "المزيد من الدفاع الجوي والمدفعيات والطائرات والسفن وغيرها من القوة الصلبة، وليس المعاشات التقاعدية أو مشاريع الرفاهية"، مشيرة إلى أن أوكرانيا "تحرق 6000 قذيفة مدفعية يومياً، وتكافح خطوط الإنتاج لمواكبة ذلك، كما تعمل الدفاعات الجوية المتبرع بها بجد ضد كل شيء من الطائرات بدون طيار إلى صواريخ كروز، لكنها تحتاج إلى المزيد من الدبابات، على الرغم من أن بعضها مثل النمور الإسبانية قد توقف إنتاجها منذ سنوات، وهي في حالة مشكوك فيها".

دور أمريكي أكبر

وذكرت الصحيفة أنه "يمكن للولايات المتحدة أيضاً أن تفعل المزيد، خاصة وأن الإنفاق الدفاعي الأمريكي قد انخفض إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي، مقترباً من أدنى مستوى له بعد الحرب الباردة".
وتشير تقارير صحافية إلى أن "إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تقول لأوكرانيا إنها لا تستطيع تقديم صواريخ بعيدة المدى لأنظمة صواريخ هيمارز لأن الولايات المتحدة لا تمتلك ما يكفي منها"، لكن الصحيفة اعتبرت هذه الحجة "إما عذر أو اتهام لمخزونات الأسلحة الأمريكية".
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: "كان ينبغي للعملية الروسية أن تُخرج الغرب من خياله المتمثل في دولة الرفاهية، لكن ذلك سيتطلب إنفاق المزيد على الدفاعات الصارمة لردع روسيا وغيرها".