السبت 25 فبراير 2023 / 17:02

المناخ ينتظر دور سلطان الجابر في تحويل الأقوال إلى أفعال

24 - أحمد إسكندر

تعزز استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ "COP28" ثقة العالم بجهودها ومبادراتها في مجال مكافحة التغير المناخي، وقدرتها على إحداث تغيير إيجابي لضمان مستقبل قائم على التنمية المستدامة، خصوصاً مع اختيارها لسلطان الجابر لحث الجهود المتواصلة في مواجهة تحديات الاستدامة العالمية.

وأشارت وكالة "بلومبيرغ"  إلى التجاذبات التي ازدحمت بها مواقف نشطاء المناخ ودعاة حماية البيئة من إعلان الأمم المتحدة عن استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة (كونها دولة نفطية) لقمتها المناخية لعام 2023 المعروفة باسم COP28، عندما أعلنت أن رئيس المؤتمر هو رئيس شركة النفط الوطنية، سلطان الجابر، حيث اعتبرت الشبكة الأمريكية أن الجابر هو بالتحديد الحليف الذي تحتاجه حركة المناخ في الوقت الحالي.

طاقة نظيفة

وخلال زيارته الأخيرة للهند، أوضح الجابر مدى خطورة التحدي الذي ينتظره، كما نقل رغبة الإمارات في مساعدة الهند على تحقيق أهدافها الطموحة في مجال الطاقة النظيفة، داعياً للمزيد من الاستثمار في تكنولوجيا إزالة الكربون، بما في ذلك الطاقة النووية والهيدروجينية، مؤيداً لنهج المجتمع الشامل الذي يحشد القطاعات للعمل نحو تحقيق هذا الهدف، ويطلب المزيد من بنوك التنمية والمؤسسات المالية.

وبحسب بلومبرغ تحدث الجابر عن الحاجة إلى التخفيف من التأثير المناخي للوقود الأحفوري أثناء الانتقال العالمي إلى الطاقة النظيفة. وقال في إشارة إلى منتقديه: "إنه ليس تضارباً في المصالح.. من مصلحتنا المشتركة أن تعمل صناعة الطاقة جنباً إلى جنب مع الجميع". ولم يغفل عن ذكر أنه لا مفر من حقيقة أن العالم لا يزال بحاجة إلى النفط والغاز لبعض الوقت.

تغير المناخ

في الواقع إن مكافحة تغير المناخ ليست مسألة إنهاء كل إنتاج النفط والغاز على الفور ، ولكن تطوير طاقة نظيفة كافية للتخلص التدريجي منه في أسرع وقت ممكن، ويجب القيام بذلك بطريقة تعزز الاقتصادات وترفع مستويات المعيشة، من خلال سياسات" مؤيدة للنمو والمناخ في نفس الوقت "، وهي حقيقة يميل منتقدو الجابر إلى تجاهلها.

لا يمكن الغفلة عن أن الرئيس التنفيذي المؤسس والرئيس الحالي لمصدر سلطان الجابر، لديه أيضاً حصة في صناعة الطاقة النظيفة، وإذ تحدثنا بالمقارنات تهدف "مصدر" إلى توليد 100 غيغاوات من الطاقة المتجددة بحلول نهاية هذا العقد، وهو هدف يتجاوز تلك التي حددتها بعض الدول الأوروبية الكبرى. إذا كانت كل دولة تهدف إلى إنتاج نفس القدر من الطاقة المتجددة للفرد على مدى السنوات السبع المقبلة كما تفعل الإمارات هنا يمكن أن تتحول المعركة ضد تغير المناخ.

خطوة جريئة

يُحسب لمن أيد تعيين الجابر من قادة الدول بالإضافة لقرار الأمم المتحدة باستضافة مؤتمر المناخ لهذا العام في الإمارات، بما فيهم المبعوث الخاص للرئيس جو بايدن للمناخ جون كيري، هذه الخطوة الجريئة وكل تلك التحديات تضع على رئيس مؤتمر المناخ القادم عبئاً إضافياً في سبيل الإنجاز، ومن المهم أيضاً أن يضاعف الجابر ضغوطه على الدول الغنية للوفاء بالتزاماتها المالية تجاه العالم النامي بما فيه دفع بنوك التنمية وصناديق الثروة السيادية لتوسيع طموحاتها، والمساعدة في التغلب على الحواجز التي تحول دون زيادة استثمارات القطاع الخاص في مشاريع الطاقة النظيفة.

استهداف الجابر لأكبر عقبة تقف في طريق التقدم المناخي الكبير أبرزها (محطات الطاقة التي تعمل بالفحم)، كون الطاقة النظيفة الآن أرخص من طاقة الفحم في معظم أنحاء العالم، سيبدد بعض شكوك الجمهور حول اختياره وكان من المشجع سماعه يشدد في خطابه على أن قمة هذا العام يجب أن تكون "مؤتمر عمل"، وقمة تنقل العالم من الحديث عن الأهداف إلى إنجاز المهمة".