وزير الخارجية المصري سامح شكري والرئيس السوري بشار الأسد (سانا)
وزير الخارجية المصري سامح شكري والرئيس السوري بشار الأسد (سانا)
الثلاثاء 28 فبراير 2023 / 15:19

زلزال "سوريا وتركيا" يُذيب الخلافات ويفتح صفحة جديدة مع مصر

يبدو أن مصر قررت إذابة الثلوج التي انهمرت على علاقتها مع كل من سوريا وتركيا خلال السنوات الماضية، بعد زيارة وزير خارجيتها سامح شكري لكل من دمشق وأنقرة لأول مرة منذ عام 2013 من أجل تقديم الدعم الإنساني اللازم بعد تداعيات الزلزال الأخير.

واعتبر دبلوماسيون أن زيارة سامح شكري لكل من أنقرة ودمشق ستعمل على عودة العلاقات سريعاً مع مصر وبدء مرحلة جديدة من العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية أيضاً مما يساهم في تغيير ملامح الخريطة السياسية في المنطقة.

تحسن العلاقات السياسية

وقال سفير مصر الأسبق في تركيا رخا أحمد حسن إن الجانب المصري والسوري كان بينهما اتصالات على مستوى أقل من وزراء الخارجية وكانت الاتصالات تتعلق بالشق الأمني أكثر من الشق السياسي والدبلوماسي، وعقب حادث الزلزال التي تعرضت له سوريا مؤخراً دفع الجانب المصري إلى إنحاء الخلافات السياسية جانباً والتركيز على الدعم الإنساني أولاً مما أدى إلى فتح قنوات حوار بين الجانبين.

وتوقع السفير رخا حسن في حديثه لـ24 أن الفترة المقبلة سوف تشهد تحسن في العلاقات السياسية بين مصر وسوريا وسيتم إعادة مستوى العلاقات الدبلوماسية كما كانت قبل ثورات الربيع العربي مع دعم عودة مقعد سوريا إلى الجامعة العربية والمساهمة في إعادة الإعمار في سوريا عقب ما تعرضت له على مدار 11 عاماً.

كما أكد السفير رخا حسن أنه فيما يخص الجانب التركي كان هناك لقاءات واجتماعات برئاسة نائبي وزيري الخارجية في البلدين حتى تم الوصولل إلى مرحلة اللقاء بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في الدوحة والتي مهدت لبدء صفحة جديدة من العلاقات بين الجانبين.

وأشار الدبلوماسي المصري إلى أن تركيا كان لها وفد تجاري يزور مصر سنوياً على مدار السنوات الماضية دون أن يحدد له لقاءات مع المسؤولين المصريين ويكتفي بزيارة التجار المصريين فقط لتعزيز التبادل التجاري بين الجانبين، ولكن في زيارة الوفد التركي العام الماضي التقى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي مما أدى إلى بدء نوع من الانفراجة في العلاقات وزيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى أنقرة سوف تستكمل هذه الانفراجة وستؤدي لمزيد من الانفتاح في العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الجانبين.

نهج متوازن

فيما قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير إبراهيم الشويمي أن مصر حافظت على نهج سياسي متوازن تجاه الأزمة السورية منذ بدء الأزمة عقب ثورات الربيع العربي، وإن زيارة وزير الخاررجية المصري سامح شكري لدمشق تأتي ضمن التحركات المصرية لتقديم الدعم الإنساني لسوريا في مواجهة كارثة الزلزال تطبيقا للعلاقة الشعبية الوطيدة بين المصريين والسوريين.

وأوضح السفير إبراهيم الشويمي أن مصر كانت على اتصال بمختلف القوى السياسية السورية، واستضافت عدة اجتماعات سابقة لقوى المعارضة المدنية"، مشيراً إلى أن الاحتضان الرسمي والشعبي للسوريين في مصر "يعبّر عن تقدير مصر للعلاقات التاريخية بين البلدين، وأن فرص التقارب موجودة، وإنه من المتوقع بدء مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين خلال الفترة المقبلة.

كما أكد الدبلوماسي إبراهيم الشويمي أن أي تحركات لتقارب سياسي سوف ترتبط في المقام الأول بالمصالح المتبادلة والوضع الإقليمي، ويمكن أن يكون التقارب الإنساني بداية جيدة، لكن الأمر يتطلب أيضاً تقديم دمشق مؤشرات على تفهمها للمتغيرات الإقليمية والدولية.

وفي أعقاب الزلزال، قامت مصر بإرسال فرق للإغاثة إلى جانب المساعدات الإنسانية، فيما انطلقت داخل مصر حملات لجمع تبرعات لدعم السوريين، وتوالت الاتصالات بين مسؤولين مصريين وسوريين لتبدأ الثلوج في الذوبان.

ويستفيد الرئيس السوري بشار الأسد من تدفق الدعم العربي على بلاده عقب الزلزال، الأمر الذي ساعد في تخفيف العزلة الدبلوماسية التي واجهها بعد الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 والقسوة البالغة التي تصدى بها نظامه للانتفاضة الشعبية، الأمر الذي أدى إلى مصرع عشرات الآلاف وتهجير ملايين السوريين والكشف عن جرائم وانتهاكات مروعة بحق المدنيين.

وكان رئيس مجلس النواب المصري حنفي جبالي وصل أمس الأول إلى العاصمة السورية برفقة عدد من رؤساء البرلمانات والوفود المشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي عقد بالعاصمة العراقية بغداد، في زيارة تعتبر هي الأولى من نوعها لمسؤول مصري رفيع المستوى إلى سوريا منذ عام 2011.

وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا في عام 2013 بعد إطاحة الرئيس الأسبق محمد مرسي الذي حظي بدعم الرئيس التركي رجب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية. لكن محاولات التقارب بين البلدين كانت مستمرة.