الثلاثاء 14 مارس 2023 / 21:58

نتانياهو يلتف على التوتر مع واشنطن بزيارات أوروبية

أشارت تقارير عبرية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، يحاول تجنب تأثيرات أزمات طرأت على العلاقة بين تل أبيب وواشنطن، على خلفية رفض واشنطن لخطة الإصلاح القضائي التي تتناها حكومة نتانياهو، وإدانة واشنطن لبعض سياسات الحكومة الإسرائيلية المتعلقة بالاستيطان وسلوكيات بعض المسؤولين الإسرائيليين.

نتانياهو يعتبر أن التعاون الروسي الإيراني يضع صعوبات أمام الأوكرانيين ويطيل أمد الحرب

وبدأ  نتانياهو زيارات لعدد من عواصم الدول الأوروبية، في إطار سعيه للالتفاف على التوتر مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث زار فرنسا الشهر الماضي، وإيطاليا نهاية الأسبوع الماضي، كما أنه سيزور ألمانيا غداً الأربعاء، ولندن الأسبوع المقبل.
وجاءت الزيارات في ظل تعثر جهود إسرائيل في إقناع واشنطن بتجهيز خيار عسكري قوي وفوري ضد إيران، على خلفية تطوير برنامجها النووي، والعثور على يورانيوم مخصبة بنسبة 84%، وهي النسبة القريبة من تلك اللازمة لصناعة سلاح نووي.


عقوبات على إيران

وقال تقرير لصحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، إن "نتانياهو يحاول من خلال زيارته للدول الأوروبية إقناع قادتها بتشديد العقوبات على إيران وفرض حظر بيع أسلحة عليها من خلال مجلس الأمن الدولي وحلف الناتو".
وأوضح التقرير العبري، أن "نتانياهو يدعي أمام قادة الدول الأوروبية أن الأسلحة التي تزودها إيران لروسيا تساعد الكرملين على قتل آلاف الأوكرانيين الأبرياء، كما أنها تشكل خطراً على جميع دول أوروبا وحلف الناتو".
وبين أن "نتانياهو يؤكد للقادة الأوروبيين أن التعاون العسكري التكنولوجي الآخذ بالتطور بين إيران وروسيا، يتم من خلاله تحسين دقة ومدى وحجم الرؤوس الحربية للطائرات المسيرة الإيرانية، مقابل حصول إيران على طائرات حربية روسية وأنظمة مضادة للطائرات".
وحسب التقرير، فإن "نتانياهو يعتبر خلال اللقاءات أن التعاون الروسي الإيراني يضع صعوبات أمام الاوكرانيين في الدفاع عن أنفسهم ويطيل أمد الحرب، كما أنه يسمح للإيرانيين بتهديد السفن التي تنقل النفط والغاز لأوروبا".
ونقل التقرير العبري، عن مصادر في الحكومة الإسرائيلية قولها، إن "على الدول الغربية المبادرة لحظر يُفرض على إيران بواسطة مجلس الأمن الدولي، بما يمنعها من شراء أو بيع أسلحة، ويمنع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة من بيعها الأسلحة".
وأكدت المصادر الحكومية، أن "ذلك سيؤدي إلى تقليص قدرة إيران على كسب المال أو أي مقابل آخر يساعدها على تطوير وتعزيز برنامجها النووي العسكري وقدرات صناعاتها العسكرية"، وفق التقرير العبري.

التوتر مع أمريكا

وحسب التقرير، فإن "نتانياهو يتحرك تجاه الدول الأوروبية بسبب العلاقات المتوترة بين حكومته والإدارة الأمريكية"، قائلاً: "لو كانت العلاقة بين الجانبين جيدة لقام نتانياهو بالتخطيط والتنسيق للتحرك ضد إيران من خلال محادثات مع بايدن ومساعديه".
واستكمل التقرير: "الرئيس الأمريكي لن يسارع لدعوة نتانياهو لمحادثات مكثفة في واشنطن، وعلى ما يبدو أنه لا يخطط لزيارة إسرائيل قريباً"، متابعاً: "فتور العلاقات الأمريكية الإسرائيلية عقبة كبيرة أمام التحرك بالملف الإيراني".
واستدرك التقرير: "لكن هذه العقبة ليست الوحيدة التي يتعين على نتانياهو التغلب عليها إذا أراد تحريك خطوة هامة ضد إيران"، مضيفاً: "نتانياهو يخشى أيضاً رد الفعل الروسي في حال نجح في اقناع الأوروبيين بفرض حظر أسلحة على إيران بالتوقيت الحالي".
وأشار التقرير العبري، إلى أن "حظراً كهذا سيمنع إيران من بيع أسلحة لروسيا، الأمر الذي يتوقع أن يثير غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والجنرالات المقربين منه، بما يؤثر على التنسيق العسكري بين تل أبيب وموسكو".
ووفق التقرير، فإن "المخاوف تتزايد من إمكانية أن ترد روسيا على التحرك الإسرائيلي بتزويد الإيرانيين ببطاريات صواريخ مضادة للطائرات من طراز S-400، وعرقلة الاتصالات الجوية الإسرائيلية وتنفيذ هجمات سيبرانية وفرض قيود على الوكالة اليهودية ومؤسسات إسرائيلية تنشط بموسكو".

مساعي نتانياهو

وأكد التقرير العبري، أن "نتانياهو يسعى للتغلب على هاتين العقبتين من خلال المحادثات مع قادة دول أوروبية التي يزورها الآن، بادعاء أنه توجد فيها آذان صاغية لتقديراته واقتراحاته".
وأضاف التقرير "قادة أوروبا قلقون للغاية من استمرار الحرب في أوكرانيا ويعلمون أن ضلوع إيران فيها إلى جانب روسيا تشجع بوتين على عدم التنازل".
وشدد التقرير العبري، على أن "نتانياهو يأمل أن ينفذ قادة أوروبيون المهمة بدلاً عنه، وأن يساعدوا في إقناع بايدن بأن يخاطر بمواجهة مباشرة مع بوتين"، مرجحاً ألا يتمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي من تنفيذ هذه الخطة.