مسلحون في ميليشيا الحوثي (أرشيف)
مسلحون في ميليشيا الحوثي (أرشيف)
الجمعة 17 مارس 2023 / 13:48

قطع السلاح عن الحوثيين..اختبار صعب لنوايا طهران

يمر الاتفاق السعودي الإيراني الذي أبصر النور في 10 مارس (آذار) الجاري، في مراحل اختبار مختلفة، للتثبت من مدى جدية إيران في الالتزام بالبنود الموقعة عليها، وعلى رأسها وقف مد الحوثيين بالسلاح، وإنهاء دعمها المطلق للميليشيا التي تشكل تهديداً مباشراً للمملكة العربية السعودية.

وبعد أن كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس الخميس، عن إبداء إيران التزامها بوقف نقل الأسلحة إلى اليمن، تسعى المملكة العربية السعودية لاختبار جدية إيران في هذا المسعى. 

وقال مسؤولون أمريكيون وسعوديون أمس للصحيفة، إنه إذا أوقفت إيران تسليح الحوثيين، فقد تنخرط الميليشيا في الهدنة المتوقفة منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ما يمهد مستقبلاً إلى خطوة أكبر، واتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ 2015. 

اليمن..ساحة الاختبار

ويرى المحللون، أن الساحة اليمنية تأتي في المرتبة الأولى لاختبار مصداقية إيران، ويقول الكاتب فاضل المناصفة في صحيفة "العرب"، من الخطأ الحكم مبكراً على نجاح الخطوة الصينية في إحداث تقارب بين السعودية وإيران، إلا إذا أثبتت هذه الأخيرة حسن نواياها تجاه جيرانها. وهنا سيكون الملف اليمني اختباراً لصدق طهران في الحفاظ على مكتسبات هذا التقارب، وهو ما يعني أن التنازلات المنتظرة من طهران في اليمن ستكون حجر الأساس الذي سيبني جسر الثقة بينها وبين الرياض، ومن دونه لن تختفي الهواجس الأمنية للسعودية، ويصبح مصطلح "التقارب" كلمة لا معنى لها. 

ويرى الصحافي السعودي مشاري الذايدي في مقال له بصحيفة "الشرق الأوسط"، أن الساحة اليمنية، هي المعيار الأقرب والأوضح للتعرف على جدّية الطرف الإيراني في خلق مناخ صحي مع السعودية وبقية العرب. وبحسب الذايدي تنعكس الجدية الإيرانية، من خلال التوقف عن تمويل وتدريب الميليشيات الحوثية لاستهداف السعودية والدولة اليمنية كلها.

من جهته، يقول رئيس تحرير موقع "مأرب برس" محمد الصالحي، إن "هناك مساعي رامية لإحلال تسوية شاملة في اليمن، لكن ذلك لن يتم دون حل معضلة بقاء السلاح بيد مليشيا الحوثي". 

شكوك

وتتهم المملكة العربية السعودية إيران بمد الحوثيين بأسلحة نوعية، اسُتهدفت بها أراضي المملكة مراراً. 

وفي مطلع مارس (آذار) الجاري، أعلنت البحرية البريطانية إحباط شحنة تهريب أسلحة إيرانية إلى ميليشيا الحوثي. وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، تمكنت القوات البحرية الأمريكية والبريطانية المشتركة من اعتراض 7 شحنات تهريب أسلحة إلى الحوثيين في اليمن. 

وقد شكل الدعم الإيراني للحوثيين بالأسلحة حافزاً للميليشيا على مدار السنوات الماضية للتملص من أي جهود لتحقيق السلام في اليمن، ويرى متابعون أن تعهد إيران بوقف التسليح، مشكوك فيه إلى حد بعيد، حيث أن ذلك سيعني تخلي الحرس الثوري عن أهم أذرعه وهذا غير منتظر. 

استئناف الهدنة

لكن في الوقت نفسه، يبذل المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ جهوداً كبيرة، لاستئناف الهدنة. 

وكشف مسؤول سعودي أمس، أن الرياض تجري محادثات مع الحوثيين لإحياء الهدنة، والدفع باتجاه تسوية سياسية تشمل جميع الفصائل اليمنية. وأجرى غروندبرغ، مباحثات في العاصمة السعودية الرياض يوم الأربعاء الماضي، مع قيادة الحكومة اليمنية، والسفير السعودي لدى اليمن، إلى جانب سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
وبحث هانس غروندبرغ في الرياض، البناء على الزخم الحالي نحو تسوية سياسية جامعة ومستدامة في اليمن، وتبادل الرؤى حول تقديم دعم إقليمي ودولي منسق لجهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة في اليمن، وفقاً لما أعلنه المبعوث على حسابه بتويتر.
وقبل محطة الرياض، زار المبعوث الأممي طهران يوم الإثنين الماضي، والتقى خلالها كبار المسؤولين الإيرانيين؛ وعلى رأسهم وزير الخارجية الإيراني، الذي أكد دعم استمرار وقف إطلاق النار وحلّ الأزمة اليمنية في إطار الحوارات اليمنية - اليمنية، وفقاً لما ذكرته صحيفة "الشرق الأوسط".