الجمعة 17 مارس 2023 / 19:35

سلطان الجابر يدعو لتحقيق تقدم جذري في العمل المناخي

أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف COP28 الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، ضرورة تحقيق تقدم جذري ونقلة نوعية في العمل المناخي، خلال المؤتمر الذي تستضيفه دولة الإمارات في نوفمبر(تشرين الثاني) القادم، وذلك نظراً لضخامة وتعقيد تحديات تغير المناخ والتداعيات الناجمة عنه، والتي تهدد العالم بأكمله دون استثناء.

جاء ذلك خلال استضافة وكالة الطاقة الدولية في باريس، أمس الخميس، الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف COP28 في اجتماع طاولة مستديرة خاص لسفراء 50 دولة تشمل مجموعة الاقتصادات النامية ودول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والتي تتسبب مجتمعةً بـ 80% من إجمالي الانبعاثات العالمية.
وفي حديثه لتوضيح مدى تعقيد التحدي، قال الجابر: "مؤتمر الأطراف القادم سيشهد أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ أهداف اتفاق باريس، والتي ستكشف أننا بعيدون عن المسار الصحيح وأننا بحاجة إلى عملية تصحيح جذرية لخفض الانبعاثات بنسبة 43% في الأعوام السبع المقبلة للحفاظ على هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية. وفي تلك الأعوام السبع نفسها، سيتجاوز تعداد سكان العالم 8.5 مليار نسمة، وسيصل بحلول عام 2050 إلى 10 مليارات نسمة. وهذا يشير إلى أن تلبية احتياجات العالم المتزايدة من الطاقة، بالتزامن مع خفض الانبعاثات بشكل كبير، هي من أعقد التحديات التي تواجه البشرية على الإطلاق. لذا، فإننا بحاجة ملحّة إلى تحقيق تقدم جذري عبر موضوعات التخفيف، والتكيف، والتمويل المناخي، والخسائر والأضرار".

خفض الانبعاثات

وجدد الجابر التأكيد على أولويات مؤتمر COPO28 بشأن التخفيف، حيث دعا شركات النفط والغاز إلى خفض انبعاثاتها، ومساعدة القطاعات الأخرى على القيام بالمثل. وشدد على ضرورة صياغة وتطبيق تشريعات حكومية لتحفيز إيجاد التقنيات المبتكرة القادرة على تسريع الانتقال في قطاع الطاقة. وقال: "كما تعلمون، كنت في هيوستن مؤخراً لحضور أسبوع سيرا للطاقة، وهناك أكدت على الدور الحيوي الذي يجب أن يؤديه قطاع الطاقة في خفض انبعاثاته ومساعدة القطاعات الأخرى على خفض انبعاثاتها. ولديّ ثقة بأن قطاع الطاقة يمتلك الدراية والخبرة والموارد اللازمة للمساعدة في تحقيق الانتقال المطلوب في منظومة الطاقة العالمية. وتحقيق هذا الهدف يتطلب مستوىً غير مسبوقٍ من الالتزام والتعاون، فشركات النفط والغاز بحاجة إلى التوافق الكامل على هدف تحقيق الحياد المناخي، كما علينا زيادة الإنتاج من جميع مصادر الطاقة عديمة الانبعاثات والمجدية اقتصادياً. ونحن بحاجة أيضاً إلى نظم وتشريعات حكومية تساعد في تحفيز السوق للتوسع في تقنية التقاط الكربون وتعزيز كفاءتها، وتطوير سلسلة قيمة الهيدروجين، حيث إن خفض انبعاثات الصناعات كثيفة الانبعاثات غير ممكن دون استخدام هذه التقنيات وغيرها على نطاق واسع".
وأكد أنه: "بفضل رؤية وتوجيه القيادة، تواجه دولة الإمارات التحديات العالمية بثبات وتتعامل معها بتفاؤل وإيجابية، ولا تتهرب من الانتقال في قطاع الطاقة، بل تمضي نحوه بسرعة. وبدأت الدولة هذا المسار منذ أكثر من عقدين، ونتيجةً لذلك فإن أكثر من 70 % من اقتصاد الإمارات يعتمد حالياً على قطاعات غير النفط والغاز"، مضيفاً: "لقد أرسى الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ركائز الاستدامة في الدولة، حيث وجه منذ عقود بوقف حرق الغاز وصون البيئة والحفاظ عليها. والقيادة في الإمارات ماضية في السير على نهجه ورؤيته وتمضي على خطاه لدعم التقدم في العمل المناخي".