دبابة تشالنجر
دبابة تشالنجر
الأربعاء 22 مارس 2023 / 11:20

تسليح أوكرانيا بـ"اليورانيوم المستنفد" يهدد باقتراب الصدام النووي

24 - بلال أبو كباش

أثارت خطة بريطانية لإرسال قذائف تحتوي على "اليورانيوم المستنفد" إلى أوكرانيا، غضب روسيا، ودفعتها للتحذير من اقتراب التصادم النووي مع الغرب، في ظل التسليح المستمر لأوكرانيا، وبأسلحة نوعية، تحتوي على مركبات نووية.

اليورانيوم المستنفد منتج ثانوي لتخصيب اليورانيوم الطبيعي، ويستخدم في صناعة الذخائر

وهاجمت روسيا، أمس الثلاثاء، الخطة البريطانية، لمد أوكرانيا بتلك النوعية من الذخائر، معتبرة أنها تؤجج الصراع، وتعطي موسكو الضوء الأخضر للرد بما يقتضيه الموقف.

خطة بريطانية

خرجت الخطة البريطانية إلى العلن، الإثنين الماضي، عندما أعلنت وزيرة الدولة البريطانية للدفاع أنابيل غولدي، في لندن، أن "بعض قذائف دبابات تشالنجر 2 التي ترسلها بريطانيا إلى أوكرانيا تتضمن قذائف خارقة للدروع تحتوي على يورانيوم مستنفد".

وفي بريطانيا، يعد استخدام تلك الذخائر، قانونياً، لما لها من قدرات فائقة، على اختراق الدروع، بسهولة أكبر مقارنه بنظيراتها، بسبب كثافتها وخصائصها الفيزيائية الأخرى. 

رد روسي

ورداً على تلك الخطة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات بعد قمة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، أمس الثلاثاء: "إذا حدث كل هذا، فسيتعين على روسيا الرد وفقاً لذلك، مع الأخذ في الاعتبار أن الغرب بدأ جماعياً بالفعل استخدام أسلحة بها مكون نووي". 
وأدلى سياسيون ومعلقون روس بسلسلة من التصريحات منذ غزو أوكرانيا العام الماضي، مفادها أن موسكو مستعدة لنشر ترسانتها النووية الضخمة، إذا لزم الأمر.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن القرار البريطاني قلص الخطوات التي تسبق حدوث "صدام نووي" بين روسيا والغرب.
وأضاف شويغو في تصريحات نقلتها وكالات أنباء محلية "تم اتخاذ خطوة أخرى، ويتناقص عدد الخطوات المتبقية".  

تعقيب بريطاني

وبعد تنديد الرئيس الروسي بالقرار البريطاني، وصف العقيد السابق في الجيش البريطاني هاميش دي بريتون جوردون، تصريحات بوتين بأنها "مجنونة، وخاطئة تماماً". وقال جوردون إن "بوتين ومن خلال تلك التصريحات يخطط لتصعيد نووي، ويحاول إقناع نظيره الصيني بمده بأسلحة جديدة لاستخدامها في حربه ضد أوكرانيا"، وفقاً لما ذكرته "سكاي نيوز". 

وعن مخاطر اليورانيوم المستنفد، قال جوردون إنه "لا يمكن استخدامه كوقود نووي أو تحويله إلى سلاح نووي"، موضحاً أن بوتين استخدم ورقة التصعيد النووي منذ بداية الحرب لإبعاد الناتو، لكنها لم تفلح". 

ويزعم الجيش البريطاني الذي يستخدم اليورانيوم المستنفد منذ عقود، أن تلك المادة المشعة مكون قياسي، ولا علاقة لها بالأسلحة أو القدرات النووية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية، إن روسيا تعرف ماهية تلك المادة، ولكنها تحاول عمداً تضليل المعلومات.

ما هو؟ 

وبحسب الأمم المتحدة، فإن اليورانيوم المستنفد معدن كثيف، وهو منتج ثانوي لتخصيب اليورانيوم الطبيعي، وغالباً ما يستعمل في صناعة الأسلحة. 
وتعد نسبة إشعاعه أقل بـ40% من اليورانيوم غير المعالج، أو الطبيعي لأنه يحتوي على كمية أقل من مادة (U-235) الانشطارية. 

واليورانيوم المستنفد، ذو كثافة عالية، تعادل حوالي ضعف كثافة الرصاص، لذا يستخدم في الذخائر المصممة لاختراق الدروع. وبحسب الجيش البريطاني، فإن "البحث المستقل الذي أجراه علماء من مجموعات مثل الجمعية الملكية قد خلص إلى أن تأثير اليورانيوم المستنفد على الصحة الشخصية والبيئة منخفض".

لكن، وبحسب الأبحاث الأخرى، فإن اليورانيوم المستنفد قد يكون ضاراً في حالات معينة، لأنه يحمل بشكل أساسي جزيئات ألفا، التي لا تخترق الجلد، ما يعني أن مخاطره الإشعاعية تنحصر في استنشاق الغبار، أو تناول طعام وشرب ماء ملوث ببقاياه، أو دخول الشظايا في الجسم.

من وجهة نظر روسيا، فإن هذا النوع من السلاح يمكن أن يؤدي إلى تلوث بيئي وانتشار لأمراض السرطان، وقد حدث هذا بالفعل أثناء قصف الناتو ليوغوسلافيا، وفق ما أكدته المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس الثلاثاء.