جنود إسرائيليون. (هآرتس)
جنود إسرائيليون. (هآرتس)
الأحد 26 مارس 2023 / 20:36

إسرائيل عاجزة عن مواجهة حرب "متعددة الساحات"

رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن على الجيش الإسرائيلي الاستعداد لحملة متعددة الساحات لم تشهد مثلها منذ عقود، إلا أنها حذرت من أنه عندما تكون إسرائيل على شفا حرب أهلية، ويتغلغل انعدام الثقة بين جنود الاحتياط في الجيش، فهذه المهمة شبه مستحيلة.

وقالت يديعوت أحرونوت: إن "معضلة الثورة القضائية تبدو بعيدة عن الجيش والتحديات الأمنية التي يواجهها، ومع ذلك، من الناحية العملية، يواجه رئيس الأركان هرتسي هاليفي هذه الأيام معضلات لم تثقل كاهل أي من رؤساء الأركان الـ22 الذين سبقوه، وهذا ما أدى إلى البيان الذي أدلى به أمس وزير الدفاع يوآف غالانت".

 
تنظيم "حزب الله" اللبناني

ولفتت الصحيفة إلى أن عدو إسرائيل على دراية بما يجري داخلها، وأن الوضع الحالي يساعده أكثر من أي شحنة صواريخ دقيقة، متناولة حادث مفترق مجدو الذي وقع قبل أسبوعين والذي كشف إشكالية للحكومة اليمينية التي تعاني مقاطعة دولية، بسبب إصلاحات قضائية مثيرة للجدل.
وتقول الصحيفة إن الافتراض الأولي لحادث مجدو يؤكد أن تنظيم "حزب الله" اللبناني متورط فيه، حيث تمكن إرهابي من القفز بسهولة عبر السياج الحدودي مع لبنان، وتقدم لمسافة 70 كيلومتراً واستطاع تفجير قنبلة قادرة على قتل عشرات الأشخاص، لافتة إلى أن هذا الحادث كان من شأنه تحويل مسار الأحداث الحالية، وبدلاً من الحديث عن الانخراط في التظاهرات، كان سيصبح عن "حرب لبنان الثالثة".

 

 
ومنذ ذلك الحادث، لم توجه إسرائيل اللوم إلى التنظيم اللبناني، ولكنها نقلت رسائل عبر طرف ثالث بأنها تعلم من المسؤول، كما تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، علناً بأنه سيكون هناك رد، وفي الوقت نفسه لم يكف حسن نصرالله الذعر الذي تسبب به، بل استخدم وسائل إعلام للتهديد بحال ردت إسرائيل حتى ولو بطريقة نسبية.
وتساءلت الصحيفة، هل يتحد المجتمع الإسرائيلي حول حادث أمني، في الوقت الذي يقف فيه الشارع الإسرائيلي على بعد أمتار من حرب أهلية، واصفاً قرار عدم الرد بأنه "خطير"، ليس فقط لردع حزب الله، ولكن أيضاً فيما يتعلق بجميع العناصر المعادية الأخرى في المنطقة.

تسونامي داخل الجيش الإسرائيلي

وتقول الصحيفة إنه لا يمكن لأي رئيس أركان، مهما كان موهوباً، أن يوقف مثل هذا التسونامي من انعدام الثقة في المنظومة، والذي بدأ في نظام الاحتياط (من الطيارين للأطباء، والعمليات الخاصة وغيرهم)، وقد يصل أيضاً إلى الجيش النظامي، والذين احتجوا ضد الإصلاحات القضائية.


الحل

وأضاف أنه يجب على القادة العسكريين أن يأماوا في نجاح غالانت في المسار الذي سلكه لإيقاف الإصلاحات، ليصبح على الأقل في المستقبل القريب قادراً على التركيز على المهمة الرئيسية وهي "الاستعداد لاشتعال ساحات متعددة".
وتابعت: "لا طريقة أخرى سوى إيقاف القطار في طريقه إلى الهاوية، حتى لو كان التمرد داخل الجيش خاطئاً ويهدد بتحويل الخدمة العسكرية إلى خدمة مشروطة"، مشيرة إلى أن الأمن القومي يجب وضعه أولاً، فيجب وقف التشريع، وتعزيز الجيش، وتهيئة الجبهة الداخلية لاحتمال نشوب حرب لم يشهدها مواطنو إسرائيل منذ أجيال.
وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن هذه إحدى المشاكل التي تتحدث عنها القيادة العليا، فالجمهور لا يفهم الاختلاف، وقد يعتقد أن المناوشات مع حزب الله ستكون شبيهة بجولة من الجولات ضد حركة حماس في غزة.
واختتمت الصحيفة قائلة: "مع الاحترام لغالانت، فإن فرامل الطوارئ هي فقط للسائق بنيامين نتانياهو، ولا يسعنا إلا أن نأمل في أن تسود الفطرة السليمة في النهاية، لأن التهديد من الخارج لا يقل عن التهديدات في الداخل".