جندي إسرائيلي على الحدود. (متحدث الجيش الإسرائيلي)
جندي إسرائيلي على الحدود. (متحدث الجيش الإسرائيلي)
الأربعاء 29 مارس 2023 / 16:55

هل تستغل إيران وحزب الله فوضى إسرائيل في تغيير قواعد اللعبة؟

ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية في تحليل لها، أن إيران وحزب الله يختبران قدرتهما على تغيير قواعد اللعبة، في مواجهة التردد الإسرائيلي والأمريكي.

 وقالت القناة  12 الإسرائيلية تحت عنوان "إيران تكتسب الثقة وتعمل من خلال لبنان على إنشاء معادلات جديدة لإسرائيل والولايات المتحدة"، إنه في الوقت الذي تنشغل إسرائيل بالأزمة الداخلية والجهود المبذولة لتمرير شهر رمضان بسلام مع الفلسطينيين، تواجه تحديات كبيرة مع إيران ومع قوى نفوذها في لبنان.


اختراق الخطوط الأمريكية

في السياق الإيراني، من الواضح أن النظام يبحث إمكانية تغيير قواعد اللعبة وتخصيب اليورانيوم إلى مستوى عسكري، وذلك على عكس الحدود التي وضعتها الولايات المتحدة سابقاُ، والتي وفقاً لها سترى واشنطن أي محاولة إيرانية لتطوير الأسلحة النووية "خطاً أحمر"، ولن تصبر على إنتاج اليورانيوم لهذا المستوى، إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، اكتفت برسالة مُخففة عندما أصبح هذا الاحتمال حقيقياً.

 

 
فجوة

ولفتت القناة إلى أن هذا الاتجاه تجسد في رد الفعل الأمريكي خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث امتنعت الولايات المتحدة عن المطالبة باتخاذ إجراءات ضد إيران بسبب خطواتها الجادة في مجال تخصيب اليورانيوم، وتابعت: "إذا استُنتج من كلام الأمريكيين أن التخصيب إلى المستوى العسكري لن يستدعي تحركاُ، فقد تنشأ فجوة هنا بين النهج الإسرائيلي ونهج الإدارة في واشنطن".
ويبدو أن هذه الفجوة ليست حرجة لأنه في هذه المرحلة يدعي كلا الجانبين أن إيران لم تتخذ قراراً لإنتاج أسلحة نووية، ولم تجدد أنشطة الأسلحة التي تم تجميدها في عام 2003، ومع ذلك، فإن خلافات تنشأ  حول المدة الضرورية لإنتاج إيران أسلحة نووية بمجرد اتخاذ القرار للقيام بذلك.


وأضافت القناة أن الجميع متفق على قدرة الإيرانيين على إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لجهاز متفجر نووي واحد في أقل من أسبوعين، وفي حوالي 3 أشهر يمكنهم إنتاج ما يكفي لخمسة من هذه الأجهزة المتفجرة، ومع ذلك فإنهم سيحتاجون إلى عامين على الأقل لإنتاج رأس حربي نووي، يمكن تركيبه على الصواريخ بعيدة المدى.
وتابعت: "كلما كان الوقت الذي تحتاجه إيران لإنتاج سلاح نووي أقصر، ازدادت الفجوة بين الولايات المتحدة وإسرائيل خطراً وإلحاحاً، فيما يتعلق بما يجب فعله، إذا قررت إيران تخصيب اليورانيوم إلى المستوى العسكري".




جرأة

وأشارت القناة إلى أن تخصيب اليورانيوم قريب من المستوى العسكري، وأن التغييرات الأخيرة التي أدخلت على تشكيل مجموعات أجهزة الطرد المركزي في منشأة "فوردو" تحت الأرض، والتي تشير إلى إمكانية التخصيب إلى المستوى العسكري، يظهران جرأة إيران المتزايدة في مقابل التردد الأمريكي، لافتة إلى أن الدخول الأمريكي في مباحثات الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد يؤدي إلى زيادة استعداد إيران. 

 

 

وكلاء إيران

وفي هذا السياق، يُنظر إلى الهجمات المتزايدة من قبل وكلاء إيران في سوريا والعراق ضد القواعد الأمريكية في سوريا على أنه جزء من ذلك، وهي هجمات أدت مؤخراً بالفعل إلى مقتل متعاقد أمريكي وجرح 5 آخرين. ورغم أن الأمريكيين ردوا على ذلك بقصف قاعدة إيرانية في الشمال السوري، إلا أنه من المشكوك فيه أن يكون رادعاً بشكل كاف.
واستطردت القناة: "من الواضح أن إيران تستمد التشجيع من موقفها الإقليمي والدولي، الذي يتحسن إثر الاتفاقات المبرمة بينها وبين السعودية، وتوطيد العلاقات بينها وبين الصين وروسيا، والضعف الأمريكي في المنطقة، وعودة الرئيس السوري إلى الوطن العربي، ومن انشغال إسرائيل بالمشاكل الداخلية، وردعها عن المواجهة مع حزب الله".
وذكرت القناة أن حادثة مجدو تندرج في هذا السياق أيضاً، حيث تعكس تصعيداً وجرأة من وكلاء إيران في لبنان، وتابعت: "صحيح أنه لم يعرف الكثير  عما  حدث، لكن من الواضح أن هناك قوة في لبنان تتمتع بمستوى مهني عسكري مثير للإعجاب نسبياً قررت إرسال مسلح بشكل جيد داخل أراضي إسرائيل، ونجح في تنفيذ هذه العملية، لكنها انتهت فقط بإصابة واحدة".