ماكرون ونتانياهو. (أ ف ب)
ماكرون ونتانياهو. (أ ف ب)
الأربعاء 29 مارس 2023 / 22:33

ماذا يريد نتانياهو من الدول الأوروبية؟

رأى المحلل والكاتب الإسرائيلي، عومر دوستري، أنه على خلفية تورط إيران لصالح روسيا في الحرب في أوكرانيا ونأيها بنفسها عن اتفاقية نووية جديدة، يدرك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن هناك فرصة لتعزيز وتعميق العلاقات والمصالح الأمنية والاقتصادية بين إسرائيل وأوروبا الغربية.

 

محور التفافي

وأضاف في مقال بموقع "ماكور ريشون" الإسرائيلي تحت عنوان "زيارات نتانياهو لأوروبا بُعد نظر"، أن حكومات نتانياهو ركزت خلال العقد الماضي على تعزيز العلاقات مع دول أوروبا الشرقية كمحور التفافي بسبب التوترات التي نشأت مع دول أوروبا الغربية التي كانت أسيرة لمفهوم الاتفاق النووي المعيب وغير المرضي مع إيران، بالإضافة إلى حقيقة أنهم غير راضين عن سياسة إسرائيل تجاه القضية الفلسطينية.

 


أوروبا الغربية أولاً

ويقول الكاتب، إن الحكومة الحالية غيرت اتجاهها إلى سياسة خارجية تقوم على "أوروبا الغربية أولاً"، لافتاً إلى أنه عندما تولى نتانياهو منصب رئيس الوزراء، قام بزيارات خاطفة إلى عواصم أوروبا الغربية، باريس وروما وبرلين ولندن، ويعود التغيير في السياسة إلى الظروف المتغيرة والرغبة في الاستفادة من الفرص الاستراتيجية في القضية الإيرانية على وجه الخصوص. وأشار إلى أنه في الواقع الحالي، ترفض دول أوروبا الغربية مناقشة اتفاق نووي مع إيران، ويرجع ذلك أساساً إلى المساعدة الإيرانية لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، والقمع العنيف للاحتجاجات المحلية.


 

 

فرصة نادرة

يرى الكاتب أن إسرائيل لديها فرصة نادرة لمحاولة التأثير على الدول الأوروبية للعمل ضد إيران على عدة مستويات، لافتاً إلى أن تلك التحركات تأتي على خلفية الإدارة الأمريكية -التي من المفارقات- الأكثر تصميماً حالياً على التوصل إلى اتفاق مع إيران.
يقول الكاتب إن نتانياهو يأمل خلال زياراته إلى عواصم أوروبا الغربية الترويج لعدة أهداف على عدة مستويات، القضية الإيرانية المنقسمية إلى قضايا فرعية، وتعزيز مكانة إسرائيل كقوة إقليمية لها تأثير على الساحة العالمية، وتعزيز الصناعات الدفاعية الإسرائيلية على خلفية الحرب في أوروبا.





التهديد الإيراني

بحسب الكاتب، أهم ما يُطرح خلال زيارات نتانياهو لعواصم أوروبا الغربية هو أولاً وقبل كل شيء التهديد الإيراني، ففي محادثاته مع رجال الدول في عواصم أوروبا الغربية، يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي حشد الرأي العام وصناع القرار في أوروبا ضد العدوان الإيراني في المنطقة والعالم بشكل عام، للتأثير على استراتيجية الدول الأوروبية تجاه برنامج إيران النووي.

 


تعميق العلاقات

أضاف أن نتانياهو يدرك أن هناك فرصة لتقوية وتعميق العلاقات بين إسرائيل وأوروبا الغربية على خلفية تورط إيران لصالح روسيا في الحرب في أوكرانيا والغضب الأوروبي تجاه انتهاك حقوق الإنسان في الاحتجاجات الداخلية، وخيبة الأمل الأوروبية من تردد إيران وتأجيلها خلال المفاوضات الأخيرة لتجديد الاتفاقية النووية.
وأشار دوستري إلى تقرير مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فبراير (شباط) الماضي، والذي أكد وجود يورانيوم مخصب إلى مستوى عال، ما تسبب في عدم راحة لدى الأوروبيين.




ماذا تريد حكومة نتانياهو؟

قال الكاتب إن حكومة نتنياهو تريد الاستفادة من التوترات بين أوروبا وإيران من أجل الترويج لإعلان أوروبي عن الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، لافتاً إلى أن البرلمان الأوروبي أصدر قراراً في يناير (كانون الثاني) الماضي يدعو فيه مجلس الاتحاد الأوروبي إلى إضافة الحرس الثوري الإيراني إلى قائمة الإرهاب.
عقوبات سناب باك وهجوم شرعي
ثانياً، تعمل حكومة نتانياهو على الاستفادة من التوترات الإيرانية الأوروبية لإقناع الدول الأوروبية بفرض عقوبات آلية "سناب باك" على إيران، على خلفية تقدمها في المشروع النووي، وفي الوقت نفسه تستغل إسرائيل الواقع الحالي لتصميم وتحديد معايير جيدة لاتفاقية نووية مستقبلية، والتي ستكون مرضية لتل أبيب، حيث يتيح المناخ الجغرافي الاستراتيجي الحالي لإسرائيل فرصة للتفاهم وأذن أكثر انتباهاً من أوروبا الغربية. في الوقت نفسه، تعمل حكومة نتانياهو مع أوروبا الغربية للحصول على الشرعية لهجوم إسرائيلي ضد إيران حال عدم توقفها.

 


وساطة إسرائيلية

وإلى جانب التهديد الإيراني، فإن نتانياهو مهتم بتسويق نفسه لعواصم أوروبا الغربية كرجل دولة وكشخص قادر على المساعدة في التوسط بين روسيا وأوكرانيا بسبب علاقته الشخصية الجيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبسبب العلاقات بين إسرائيل وروسيا على خلفية الوجود الروسي في سوريا والنفوذ الروسي على إيران.
تسويق الصناعات الدفاعية الإسرائيلية
كما تحاول حكومة نتانياهو الترويج لاستكمال بيع نظام الدفاع الجوي "حيتس 3" لألمانيا بشكل خاص، وتسويق الصناعات الدفاعية الإسرائيلية إلى الدول الأوروبية بشكل عام، وتأتي هذه الخطوة على خلفية زيادة الميزانيات الدفاعية لدول القارة بسبب الخوف من العدوان الروسي.
أما عن الجانب الاقتصادي، فترغب إسرائيل في تصدير الغاز إلى الدول الأوروبية، في خطوة من شأنها تعزيز مكانة إسرائيل كقوة غاز إقليمية، وحتى أبعد من ذلك.