الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي  (أسوشيتد برس)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أسوشيتد برس)
الأربعاء 29 مارس 2023 / 21:52

زيلينسكي يتحدث عن التنازل.. وفاغنر تقر بأضرار كبيرة

24 - شيماء بهلول

تتسابق موسكو وكييف على الفوز بمعركة باخموت، في وقت لا تزال فيه المدينة تشهد صراعاً دموياً بين القوات الروسية والأوكرانية في قتال هو الأطول منذ شهور.

وكحزمة جديدة لتجديد الدعم، تعهدت ألمانيا اليوم الأربعاء على إرسال دعم عسكري إضافي لكييف بقيمة 12 مليار دولار، فيما أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن خسارة قواته للمعركة في باخموت ستدفعه للتنازل والتوصل إلى تسوية مع روسيا.

أضرار كبيرة

أقر رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفجيني بريغوجن، بأن المعركة من أجل السيطرة على مدينة باخموت الأوكرانية ألحقت ضرراً بالغاً بقواته وكذلك بالجانب الأوكراني، وقال بريغوجن في رسالة صوتية: "المعركة من أجل باخموت اليوم دمرت بالفعل عملياً الجيش الأوكراني، وللأسف ألحقت أيضاً ضرراً بالغاً بشركة فاغنر العسكرية الخاصة".

ويقول مسؤولون روس إن قواتهم لا تزال تكتسب أرضاً في المعارك الدائرة في شوارع مدينة باخموت، لكن القوات أخفقت حتى الآن في تطويق المدينة بالكامل وإجبار الأوكرانيين على الانسحاب كما بدا مرجحاً قبل أسابيع.

وقالت المخابرات العسكرية البريطانية، إن الأوكرانيين تمكنوا من صد الروس عن أحد طرق الإمدادات الرئيسية للمدينة.

التنازل لروسيا

ومن جهته، صرح الرئيس الأوكراني، بأنه إذا هزمت قواته في أرتيموفسك (باخموت)، فإن كييف ستخضع لضغوط كبيرة من قبل المجتمع الدولي، وستضطر إلى التسوية مع روسيا.

وأوضح في حديث لوكالة "أسوشيتد برس"، أنه "يتوقع أن يقع ضغط كبير على كييف في حال الخسارة أمام القوات الروسية في أرتيموفسك (باخموت)، ليس على مستوى المجتمع الدولي وحسب، بل وعلى مستوى الشعب الأوكراني ذاته".

وأضاف "إذا حصل ذلك سيشعر مجتمعنا بالتعب، وسيدفعونني للتنازل للروس، ولإيجاد تسوية سلمية معهم"، مشيراً إلى أنه لم يشعر بمثل هذا الضغط بعد، ونوه بأن أية هزيمة تعصف بكييف في الوقت الراهن، ستقوض الرغبة القتالية لدى القوات الأوكرانية، وتضعفها.

وألمحت الوكالة، بأن تصريحات زيلينسكي هذه، بمثابة اعتراف صريح بأن خسارة معركة قواته في أرتيوموفسك (باخموت)، ستكون بمثابة هزيمة سياسية مكلفة لكييف أكثر من كونها خسارة تكتيكية.

دعم إضافي

وبدورها، وافقت الحكومة الألمانية على إرسال دعم عسكري إضافي قيمته 12 مليار يورو (13.01 مليار دولار) لأوكرانيا، ووافقت لجنة الميزانية في البرلمان الألماني (البوندستاغ) على الدعم المالي غير المدرج في الميزانية، والذي طلبته وزارتا الدفاع والخارجية.

ويشمل التمويل الإضافي 3.2 مليار يورو ستُصرف في 2023، وتسهيلات ائتمانية حجمها 8.8 مليار يورو بين 2024 و2032، وقال 3 سياسيين يمثلون الحكومة الائتلافية في اللجنة في بيان: "بالمال، يمكن لأوكرانيا شراء الأسلحة مباشرة بدعم من الحكومة الألمانية، من المهم دعم أوكرانيا طالما اقتضى الأمر ذلك". وإلى اليوم، قدمت برلين أكثر من 14.2 مليار يورو لدعم أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في فبراير(شباط) 2022.

إنذار للرهبان

وفي سياق منفصل، أكّدت كييف أنّها لا تعتزم استخدام القوة لإخلاء دير شهير في كييف من رهبان كنيسة أرثوذكسية مرتبطة بموسكو أنذرتهم السلطات الأوكرانية بوجوب إخلائه بحلول اليوم.

و"دير الكهوف" الذي تأسّس في القرن الـ 11 والمدرج على لائحة اليونسكو للتراث العالمي، يطلّ على نهر دنيبرو ويقيم فيه رهبان تابعون لفرع الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التي كانت حتى بدء الغزو الروسي موالية لبطريركية موسكو.

وفي أعقاب بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أعلنت الكنيسة التي يتبع لها رهبان الدير قطع علاقاتها مع روسيا، بعد أن دعم بطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل بقوة غزو أوكرانيا. لكنّ الحكومة الأوكرانية تعتقد أنّ هذه الكنيسة ما زالت عملياً تابعة لموسكو.

وأمهلت السلطات الأوكرانية رهبان دير الكهوف حتى اليوم لإخلاء هذا الدير، الذي يعتبر دوره أساسياً في تاريخ الأرثوذكسية في أوكرانيا وروسيا، لكنّ الرهبان يرفضون الانصياع لقرار إخلاء الدير.

وقال أوليكسيتش دانيلوف، أمين سرّ مجلس الأمن القومي الأوكراني، للصحافيين: إنّه "ما من أحد سيتمّ جرّه بالقوة، ولن تكون هناك عمليات إخلاء بالقوّة. كلّ شيء سيتمّ وفقاً للقانون"، فيما قال متحدّث باسم الكنيسة التي يتبع لها الرهبان: إنّه "ليست هناك أيّ وثيقة تلزمنا بمغادرة هذا الدير اليوم".

سلوك استفزازي

وانتقاداً للقرارات الغربية، أعلن سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، نيكولاي باتروشيف، أن السلوك الاستفزازي للغرب في سياق الأزمة في أوكرانيا يمكن أن يؤدي إلى كارثة وهذا يتناقض مع افتراض عدم جواز الحرب النووية.

وقال خلال لقاء أمناء مجالس الأمن لدول منظمة شنغهاي للتعاون في نيودلهي: "إن السلوك الاستفزازي للغرب في سياق الأزمة في أوكرانيا يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة. فهو يتعارض مع جوهر البيان المشترك لقادة الدول النووية الخمس الصادر في 3 يناير(كانون الثاني) 2022، الذي تم فيه تأكيد أسس عدم جواز نشوب حرب نووية" .

وشدد باتروشيف وفقاً لموقع سبوتنيك، على أن "روسيا من جهتها لا تزال ملتزمة التزاماً كاملاً بهذا البيان، ومقتنعة بضرورة منع أي مواجهة عسكرية بين الدول التي تملك أسلحة نووية.

الوقود الروسي

وإلى جمهورية التشيك، التي تعتزم وقف طلبيات عناصر الوقود الروسية الصنع لمحطات الطاقة النووية لديها، اعتباراً من العام المقبل، وستقوم شركة "ويستنجهاوس" الأمريكية في المستقبل بتزويد محطة "دوكوفاني" للطاقة النووية في جنوب مورافيا بوقود من السويد، حسبما قالت مجموعة "سي اي زد" المشغلة للمحطة اليوم. وتحدث دانيال بينيس الرئيس التنفيذي لمجموعة "سي اي زد" في بيان، عن تعزيز قوي لأمن الطاقة في البلاد.

وكانت محطة "دوكوفاني" التي توجد على بعد نحو 100 كيلومتر شمال فيينا، تعمل منذ أكثر من 35 عاماً، وكانت الأربعة مفاعلات بالمحطة والتي ترجع إلى العصر السوفيتي تعمل بشكل كامل بوقود من شركة "تي في اي ال" الروسية، وقالت الشركة إنها ستستخدم في الفترة الحالية كل المخزونات المتبقية لديها.